أتعجب وأحتار في أمر بعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية التي بدأ سباقها هذا الأسبوع، وسبب حيرتي وعجبي أنني أجد بعض المرشحين هذا هو النوعية الغالبة في باقة المرشحين! وهي نوعية تؤكد أول ما تؤكد أنها وهي تتقدم نحو الترشيح لم تعبأ بالتعرف على قدراتها التي لا تجعل من الترشيح غير «هنكرة» تدخل في باب الوجاهة والتصوير والخطابة في أناس لو حضروا للاستماع أو المناقشة يفوتهم ربما سؤال من يخطب فيهم عن عمله قبل الترشح!، ولأن هذا المرشح غير مسئول فإنه ينطلق في معزوفات عذبة الكلمات عما هو سيشرع فيه بإذن الله إذا ما «حصل النصيب» وانتخب رئيساً للبلاد!، نعم فتح الباب للترشح في أول تجربة تخوضها البلاد لانتخاب حر مباشر لمنصب الرئيس، وليس هناك من شرط يمكن للإنسان أن يعتبره مما يقيد هذا الحق، فكل الشروط الموضوعة لقبول المرشح تنهض على ساق من المنطق البديهي، ولعل هذا مما أغرى هذه النوعية التي أتحدث عنها وستظل ترافقنا حتى إتمام الانتخابات وظهور النتائج التي ستفرز طبعاً واحداً ترتضيه جموع الأغلبية المصرية، وسيخرج من السباق مرشحون آخرون يستحقون المنصب، ولكنهم لم يوفقوا في إقناع الناس بأنهم الأحق، وهؤلاء لا شك قد تعرفوا جيداً على قدراتهم قبل التقدم للترشح، والناس تعرف لهم سيرة ومسيرة، ولكن هذا في حد ذاته لا يكفي، والانتخابات دائما ما تسفر عن مفاجآت، ولنا في الانتخابات العامة التي سبق اجراؤها لمجلسي الشعب والشورى عبرة مفاجآت الانتخابات!، والاولى ان تكون المفاجآت أشد في سباق التقدم لمنصب الرئاسة! لكنني أتحدث عن «العينة» من المرشحين الذين لا مسيرة لهم ولا سيرة، فليس عندهم ما يمكنهم تقديم للناس على أنه مشوار في الحياة العامة، وارتباط هذا المشوار بأعمال أخذت صالح البلاد ومواطنيها في مواجهة الفساد السياسي الذي ساد مصر لحقبة ثلاثين عاما مضت من الحكم الفاسد قبل أن تطوي صفحتها ثورة 25 يناير، وبين عينة المرشحين هذه من تحول بسرعة لكي يلتحق بركب الثورة مدعياً أنه رائد من روادها!، دون أن يعرف له «أمارة» واحدة يقدمها كدليل على أنه كان رافضاً لأي شىء مما جرى على عهد النظام الساقط ولا قبله!، وهؤلاء أشبه بالذين يتعسفون في استخدام الحق.. حق الترشح مفتوح الباب، بحيث يستخدمون الحق فيكون ترشحهم مضيعة لأوقات الناس الذين يبدون في حيرة كبيرة، وهم يسألونك ببراءة عن هذا الذي حط على الترشح للمنصب بالمظلة!، ويطالب بثقة الناس من أجل ان يتبوأ رئاسة البلاد!، ولا يفتش في نفسه كيف سيكون حال هذه الرئاسة إذا ما «ركبها» ليأتينا بكل ما هو أسوأ لفرط جهله بأزمة مصر وما تحتاج!، كأن طلعته البهية تكفينا!