في برلمان الثورة، نواب كذابون ومتطاولون.. وآخرون محترمون وطنيون وهو ما كان يجب أن نجد كل النواب علي هذه الشاكلة.. في برلمانات الحزب الوطني البائد، كان هناك نواب فاسدون ولصوص وتجار مخدرات ومرتشون وقروض وخلافه من كل أنواع الفساد بعضهم خلف القضبان، ومنهم من قضي فترة في السجون ومنهم من فلت من كل هذا.. لكن أن يكون برلمان الثورة به نواب كذابون ومتطاولون فهذا ما لا يقبله العقل ويرفضه المصريون الأحرار.. صحيح أن أنور البلكيمي النائب الكذاب قد اعترف بكذبه وأنه اختلق واقعة الاعتداء عليه وسرقة مائة ألف جنيه. لكن يبقي ولماذا اختلق هذا الرجل المتدين هذه الواقعة؟! ما السر في هذا الموقف وما الهدف من اختلاق واقعة الاعتداء والسرقة التي لم تحدث أصلاً؟!.. لقد عهدنا في الإخوة السلفيين أنهم يتمتعون بالصدق وعدم الافتراء وأن الناس تشهد لهم بصدق القول وحسن المعاملة.. في هذه الواقعة قلب النائب السلفي الموازين في واقعة كذبه.. ما يعني أن هناك سراً خفياً.. ولا أعتقد أنه كان يبحث عن «شو إعلامي» فهو نائب في البرلمان واختاره أهل دائرته ليكون معبراً عن حالهم، وكان له أن يكون نجماً في البرلمان بأفعاله وتصرفاته. هل الرجل كان ينتقم مثلاً من الأجهزة الأمنية ليثبت أنها غير متواجدة؟.. لا أعتقد ذلك فكلنا يعلم أن الجهاز الأمني الآن «مكسور الجناح» ويحتاج إلي كل دعم منا حتي ينهض ويقوي ويشتد عوده.. وهذه مسئولية الجميع كما قلت قبل ذلك، عندما طالبت أجهزة الدولة كلها بمساندة الداخلية في مهام عملها، لأن هيبة الداخلية من هيبة النظام كله. ولا يمكن أن يكون النائب قد وقع تحت تأثير مخدر البنج بعد الجراحة التي قام بها، ليزعم واقعة الاعتداء عليه، لسببين الأول أنه لا يمكن خروجه من المستشفي دون إفاقة، وثانياً لأن المريض يجب أن يجلس في منزله ليرتاح.. كذب النائب يجب أن يتم البحث وراءه لمعرفة السبب الحقيقي في هذه الواقعة الشاذة والغريبة!! أما النائب المتطاول زياد العليمي الذي تطاول علي المشير، حسين طنطاوي، والشيخ محمد حسان، فيبدو هو الآخر يبحث عن دور أو «شو إعلامي»، وحرام أمثال هؤلاء أن يكونوا نواباً في برلمان الثورة.. لقد ذكرونا بما كان يفعله أبطال الورق في عهد الرئيس المخلوع، الذين كانوا يفتعلون مشاكل لا أساس لها في الواقع، للحصول علي «شو إعلامي»، وقد عهدنا ذلك في صحفيين من أبناء جلدتي، فمنهم من كان يتطاول وسرعان ما يتراجع بهدف احداث ضجة والحصول علي «الشو».. ومنهم من كان يختلق وقائع اطلاق رصاص علي نفسه وسيارته للحصول علي «الشو». إذا كان هذا يحدث في الزمن البائد فليس من المقبول أن نقبله في مصر الجديدة الحديثة القائمة علي الديمقراطية، ولذلك عيب كل العيب أن يكون بين نواب الثورة كذابون ومتطاولون، يبحثون عن «شو» إعلامي أو سياسي.. فنحن في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلي نواب يراقبون ويشرعون، لا نواب للمنظرة والكذب والتطاول فالمصريون زهقوا من أمثال هؤلاء النواب طوال الزمن البائد ولامكان لأمثال هؤلاء في مصر الحديثة.