النائب الكذاب أنور البلكيمى عضو حزب النور السلفى، يستحق الطرد من حزبه ومن مجلس الشعب، لكنه على الجانب الآخر هو ضحية للأفكار المتطرفة التى يحاول التيار السلفى المتشدد الذى ينتمى إليه النائب فرضها على المجتمع بدون مناقشة أو اعتبار للآراء الأخرى التى تدحضدها، فمثلاً التيار السلفى يرفض إجراء عمليات التجميل لأى سبب من الأسباب رغم أن هناك آراء تجيز إجراء هذه العمليات إذا وجدت ضرورة طبية لإجرائها لعلة، صحيح أن أطباء التجميل توسعوا فى إجراء هذه العمليات لجمع المال وأقنعوا القادرين باجرائها من أجل الاستمتاع بأجسام رشيقة، وظهرت عمليات نفخ الشفاه وشفط الأرداف وتكبير الصدور وتصغيرها وتصغير الأنف، لكن هناك عمليات ضرورية لإزالة علة مرضية وهى كثيرة نتيجة التشوهات التى تسببها الأدوية والأغذية الملوثة مثلاً! ولا نعلم أين تقع العملية التى أجريت للنائب البلكيمى لتصغيرأنفه ولكن الذى نعلمه أن البلكيمى خاف من مصارحة قياداته الحزبية برغبته فى إجراء عملية التجميل خشية من الرفض والعقاب والتجريس، ودخل المستشفى سراً، وأجريت له عملية تصغير لأنفه، وافتعل واقعة السطو المسلح عليه وسرقة 100 ألف جنيه كانت بحوزته وزعم أن الجراحة التى بوجهه هى آثار الاعتداء عليه. أياً كان فإن النائب كذب وبالتالى لا يستحق شرف تمثيل دائرته ولا الحديث باسم الأمة تحت القبة،ولم يعد محل ثقة فى محاسبة الحكومة والمشاركة فى مناقشة التشريعات، كما انه خالف مبادئ حزبه وقبل كل ذلك فإنه أمام الله كذاب، الله حرم الكذب على نفسه كما حرمه على عباده، وأياً كان الموقف المتشدد الذى اتخذه حزب النور ضده سواء إذا لمجرد كذبه الذى أدى الى ازعاج السلطات أم أنه لمخالفته تعاليم الجماعة السلفية أو أقدم على اجراء جراحة التجميل التى يرفضها الحزب مهما كانت الأسباب لمرض أو لوجاهة، فإن قرار الحزب محل احترام وتقدير عندما قرر بتر الفرع المائل، واتخذ قراره بيده قبل يد القضاء والبرلمان، وأعلن بيان الحزب أن الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور توجه على رأس لجنة من أعضاء الحزب للتحقيق مع النائب فى مستشفى الشيخ زايد وتبين من التحقيقات ثبوت عدم صحة الاعتداء على النائب، وثبوت اجراء عملية جراحية له بمستشفى سلمى، وأعلن الحزب أن «البلكيمى» تقدم باستقالته من عضوية حزب النور ومن عضوية مجلس الشعب،وأعلن حزب النور أن، الحادثة التى افتعلها النائب مؤسفة وقدم اعتذاراً للشعب المصرى ونواب مجلس الشعب ولمستشفى سلمى. وتبدو استقالة البلكيمى من مجلس الشعب مقبولة اذا تقدم بها بدون قيد أو شرط الى الدكتور سعد الكتاتنى. وسيتم التصويت عليها فى الجلسة القادمة بالاجماع، ويعتبر البلكيمى الذى حصل على مقعد أحمد عز فى دائرة منوف والسادات بالمنوفية فى الانتخابات الأخيرة كأول انتخابات جرت بعد ثورة 25 يناير أول نائب يطرد من البرلمان وأول صفة سيئة لأحد نواب برلمان الثورة وهى صفة الكذاب. ويخطر البرلمان اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية لاتخاذ اجراءات سد فراغ مقعد البلكيمى. إذا استمر التشدد فى الافكار وغياب سياسة الحوار والاختلاف فلن يكون البلكيمى آخر الضحايا فهو افراز للأفكار المتطرفة التىأجبرته على الكذب مثل الأطفال وتلاميذ المدارس الذين يخشون عقاب حضرة الناظر أو الأب، هذه ليست تنشئة سياسية إنه حشو للافكار المتطرفة فى الأدمغة وعندما تضيق الدماغ تصطدم بالخرسانة المسلحة من اللاءات وتقع الأخطاء وترتكب الجرائم.