لعب شهر فبراير دور البطولة المطلقة في حياة الرئيس السابق حسني مبارك منذ سن الشباب وحتي هرمه، وظل هذا الشهر يلعب دور النهايات السعيدة لصاحب الثلاثة والثمانين عاماً حتي تحول إلي فيلم رعب ألفه وأخرجه الشعب المصري. توالت الأحداث السعيدة في شهر عيد الحب علي الرئيس السابق حسني مبارك منذ بداية حياته، ففي فبراير 1949 تخرج الطالب محمد حسن مبارك في الكلية الحربية وفي نفس الشهر من عام 1974 حصل مبارك علي رتبة الفريق بعد مشاركته في حرب أكتوبر كقائد للقوات الجوية، وهي آخر مرحلة في حياته العسكرية حيث عين عام 1975 نائباً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما أن شريكة دربه في حياته العسكرية والرئاسية سوزان مبارك من مواليد 28 فبراير 1941. إلي هذا الحد كان فبراير شهراً سعيداً بالنسبة للرئيس السابق، وبسبب مجموعة من الأحداث تحول فبراير الذي يصاحبه شهر أمشير في الشهور القبطية إلي كابوس لمبارك، ففي 25 فبراير 1986 اندلعت أحداث الأمن المركزي والتي كادت أن تهز عرش مبارك لولا تدخل القوات المسلحة ونزول الجيش الشوارع لتهدئة الأوضاع. وفي بدايات الألفية الثالثة استقبل مبارك شهر فبراير في عام 2002 بحادث اشتعال قطار العياط الشهير والذي أسفر عن مقتل حوالي 370 راكباً. وخلال بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها القاهرة ووسط انشغال مبارك بمسيرة المنتخب الوطني كانت عبارة »السلام 98« تغرق في وسط البحر الأحمر يوم 2 فبراير وعلي متنها أكثر من ألف وأربعمائة شخص معظمهم من فقراء مصر ومازال المتهم الرئيسي في هذا الحادث الأليم حراً طليقاً في لندن. وبعيداً عن الأحداث المؤسفة والسعيدة للرئيس السابق في ذلك الشهر، فيعد فبراير شهراً حاسماً في حياة شخصيات أثرت بالسلب علي الحقبة المباركة، فالدكتور محمد البرادعي الذي مثل صداعاً في رأس النظام علي مدار العامين الماضيين، أنهي فترة رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 19 فبراير 2010. كما ولد الدكتور أحمد زويل - الحائز علي جائزة نوبل والشاهد علي فساد النظام السابق من الناحية العلمية - يوم 26 فبراير 1946. وأخيراً أبي شهر فبراير أن يقف متفرجاً ومبارك يودع مصر بعد ثلاثين عاماً، ففي الساعة السادسة مساء يوم الحادي عشر من فبراير، أعلن نائب الرئيس عمر سليمان تنحي مبارك عن الحكم، لتنتقل السلطة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة.