هناك فرق شاسع ما بين النائبين زياد العليمى وأنور البلكيمى، عضوى مجلس الشعب، وبالأدق هناك فرق كبير بين موقفيهما من الخطأ فى حق الغير.. فقبل ثلاثة أسابيع وجه النائب زياد العليمى ما رآه الكثيرون إهانات واضحة فى حق المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بسبب أحداث بورسعيد، وأيضاً فى حق الداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان، بسبب تبنيه مبادرة تدعو للتبرع لدعم الفقراء ومشروعات الخدمة العامة.. ورغم وضوح الإهانة إلا أن «العليمى» كابر ولم يعترف بالخطأ، ولم يعتذر صراحة للشخصين اللذين وجه إهانته لهما.. وبتعالٍ شديد وقف فى مجلس الشعب عند مناقشة تجاوزه فى حق الرجلين، وقال: «أعتذر إذا كان قد فهم خطأ أنى تجاوزت فى حق الشيخ محمد حسان..»، أما عن خطئه فى حق المشير طنطاوى فقد قال: «لم أتجاوز بحق أى شخص لكى أعتذر له..»، ورفض (العليمى) الاعتذار المباشر والصريح والواضح، كما طلب منه رئيس مجلس الشعب وأغلبية أعضائه، وأحيل إلى لجنة القيم، وينتظر قرارها. وقبل أسبوع خرج علينا النائب أنور البلكيمى عبر الفضائيات وهو مهشم الوجه ليعلن أنه قد تعرض لمحاولة اعتداء وعملية سطو مسلح وسرقة مائة ألف جنيه من سيارته أثناء سيره على طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوى.. وبعدها بيومين انكشفت الحقيقة على لسان مدير مستشفى لجراحات التجميل، أكد أن نائب حزب النور الاسلامى السلفى كان فى التوقيت الذى ادعى أنه تعرض فيه لاعتداء كان يجرى جراحة تجميل فى مستشفاه بالمهندسين. وقال إن النائب الذى ظهر على شاشات الفضائيات قد أجرى قبل أيام جراحة لتصغير أنفه، وبعد ساعات طلب الخروج من المستشفى إلا أن الأطباء قد منعوه فقرر الخروج من تلقاء نفسه.. ولأن النائب أنور البلكيمى قد كذب فى ادعائه ونشر حالة من الذعر والرعب والخوف من الانفلات الأمنى الذى لم يفرق مابين شخص عادى وآخر مرشح لمنصب رئيس الجمهورية وآخر نائب فى البرلمان، فإنه عاد ليؤكد أنه قد كذب، وقدم اعتذاره لأسرته وأهله وناخبيه فى دائرته وإلى مجلس الشعب وإلى الشعب المصرى كله. وقال إن ادعاءه بأن تعرضه للاعتداء إنما جاء على خلفية وقوعه تحت تأثير المخدر أثناء الجراحة.. ولم يكتف «البلكيمى» بالاعتذار فقدم استقالته من حزب النور بكافة تشكيلاته، وقدم استقالته أيضاً من مجلس الشعب، ليخرج منه رغم اعترافه بالخطأ والاعتذار عنه، ويبقى زميله «العليمى» عضواً رغم أنه لم يعترف بالخطأ، ولم يعتذر عنه.. فأيهما أحق بالاحترام والأجدر بالتحية، والأحق بالصفح والمغفرة؟! وهل من يتمسك بخطئه نعتبره بطلاً ونكافئه، ومن يعترف بالذنب ويعتذرعنه ويتوب نعتبره مخطئاً ونجازيه؟!