كتب- أحمد الجعفري ومحمود عبد المنعم: تحتفل الطرق الصوفية، غدًا الإثنين بمولد السيدة فاطمة النبوية بمسجدها بمنطقة الدرب الأحمر، ومن المقرر أن يلقي فضيلة الشيخ محمد فوزي علم الدين إمام وخطيب مسجد السيدة فاطمة النبوية، كلمة يبرز خلالها أهم المواقف في حياتها، وينقل الحفل بإذاعة القرآن الكريم. وفي هذا التقرير ترصد "بوابة الوفد" نشأة فاطمة النبوية ويكشف أسرار عن حياته وزهدها في الدنيا ولماذا لقبت ب"ام اليتامى". النشاة هي حفيدة الزهراء وبنت سيد الشهداء فاطمة بنت الحسين صلى الله عليها وعلى آلها وجدها الحبيب الأعظم وسلم. وفاطمة النبوية هي بنت أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمى، وقد ولدت في أوائل العقد الثالث من الهجرة بين ثلاث أخوات وستة إخوة من أبناء الإمام الحسين ، فالذكور هم"على الأكبر وعلى الأوسط وعلى الأصغر الملقب بزين العابدين ومحمد وعبد الله ، وجعفر"، والإناث هن : أم كلثوم وزينب وسكينة وفاطمة أجمعين . وقد توفى كل الذكور فى حياة أبيهم وأكثرهم قد استشهد فى كربلاء معه ولم يبق إلا الإمام زين العابدين وهو الذى جعلت فيه ذرية الإمام الحسين إلى عصرنا، وبارك الله فيها وبسطها شرقا وغربا وكانت أشبه بنات سيدنا الحسين بأمه فاطمة الزهراء خلقة وأخلاقا. مواقف من حياتها لقد مرت السيدة فاطمة في منتصف شبابها بمحنة من أشد ما مر على آل البيت، وكم مرت بهم من محن وكم دهتهم من خطوب ولكن لن يكون إلى آخر الدهر مثل يوم كربلاء الرهيب، وقد قدر للسيدة فاطمة أن تكون مع أبيها الإمام الجليل ساعة استشهاده في معركة كربلاء، فألقت بنفسها علي جسد أبيها ومعها بقية التابعات من آل البيت وسمع من في السماء وكل مخلوقات الأرض صرخات آلامهن علي امام آل البيت الحسين بن علي. ولم تكن السيدة فاطمة مشغولة في حياتها فقط برعاية اليتامي والمساكين فلم تأخذها مأساتها عن علوم دينها واحاديث جدها النبي المختار سيد الأطهار فهي تعد من التابعيات الراويات للحديث الشريف. ولها العديد من الأحاديث المرسلة عن جدتها الزهراء وعن أبيها الإمام الحسين وعمتها السيدة زينب بنت الإمام علي، وأخيها الإمام علي زين العابدين، والسيدة عائشة أم المؤمنين، وسيدنا عبد الله بن عباس، والسيدة أسماء بنت عميس، وسيدنا بلال مؤذن الرسول، ومن ذلك مارواه عنها الإمامان أحمد وابن ماجه عن أبيها الإمام الحسين عن النبي "ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وإن قدم عهدها فيحدث لها الاسترجاع إلا كتب الله له من الأجر مثل يوم أصيب"، وقد روي عنها بنوها بروايتها أحاديث كثيرة وضمت سيرة ابن هشام بعض رواياتها ومواقفها وأعمالها. أم اليتامى والمساكين عرفت بأم اليتامى ولعل هذا اللقب هو الأشهر والأكثر انتشارا بين الجميع لأنها كانت صاحبة أول مؤسسة خيرية اجتماعية في تاريخ الاسلام لرعاية أبناء ضحايا وشهداء الحرب وذلك لما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد معركة كربلاء، فأخذتهن معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها ولم تفارقهن حتي دفن جميعا بجوار مقامها في مسجدها بالدرب الأحمر. العسل الأسود و العدس كانت رضوان الله عليها تحب أكل العسل الاسود والعدس وكانت تقدمه لمن يزورها لذلك يحرص كل من يحتفل بمولدها علي تقديمهم للرواد والمحبين، وأصبح من العادات في مولدها تقديم العدس والعسل الاسود للاحتفال بمولدها . وفاتها وقد توفيت بعد أن عمرت حتى قاربت التسعين سنة وقيل إن وفاتها بين عامى 116 أو 118 ه وقد شرفت بمقامها فيها أرض مصر ولها بالدرب الأحمر مسجد جليل وضريح عظيم عليه من المهابة والجمال والأسرار والأنوار ما يسر قلوب الناظرين صلوات الله وسلامه عليها وعلى آل البيت أجمعين.