أصبح الإنترنت مرض من أمراض العصر الحديث، حيث يقضي العديد من الشباب يومهم على مواقع التواصل الاجتماعي، دون وعي بمرور الوقت الذي يجري بسرعة البرق، كما أنه أصبح نوع جديد من أنواع الأدمان التي لا يمكن الاستغناء عنها. وعندما يتعرف شخص ما على آخر يسأله عن ما هو أميلك عبر الفيس بوك؟، وكأنه أمر لابد منه وجزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، كالمأكل والمشرب، التي يستحيل أن يعيش الإنسان بدونهما. في هذا الصدد أكد عدد من الشباب أنه يستحيل الاستغناء عن الإنترنت في حياتهم اليومية، حيث أنهم يقضون 50% من يومهم على الفيس بوك والواتس آب وغيره من مواقع التواصل، مشيرون إلى أنهم يصابون بالانزعاج الشديد والتوتر والغضب عند انقطاع الإنترنت. ومن جانبه قالت سلمى السيد طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن معدل استخدامها للإنترنت يتراوح ما بين 4- 5 ساعات يوميًا، ويتمثل في الفيس بوك والواتس آب وبعض المواقع التعليمية. وتابع إسلام الشحات، طالب بكلية الإعلام، أنه يستخدم مواقع التواصل وخاصةً المواقع الرياضية منها حوالى 3 ساعات على مدار اليوم، واصفًا الإنترنت بأنه "مضيعة للوقت". وأشارت أسماء خيري، طالبة بجامعة القاهرة أنها تعتمد على الإنترنت بشكل كبير، وتستخدمه ما بين 5ل 6 ساعات على مدار اليوم، مضيفة أنها تصاب بالتوتر والغضب حال انقطاعه، نظرًا لعدم تمكنها من متابعة الأخبار والاطلاع على البرامج التعليمية الخاصة بها. "بحس إن ناقصني حاجة"، هكذا قال محمد هاني، طالب بكلية التجارة، موضحًا أنه يعتمد على السوشيال ميديا في متابعة الأخبار والمحادثة مع الأصدقاء، مؤكدًا أنه يصاب بالضيق حال انقطاع شبكة الإنترنت. واستطردت منار علاء الدين، طالبة بكلية الحقوق، أنها تصاب بالاكتئاب حال انقطاع الشبكة قائلة: "لو النت فصل في موبايلي بضايق جدًا وبدور على أي جهاز تاني شغال فيه النت، علشان أنا يومي كله عليه". ومن جانبه قال جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن هناك الكثير ممن يضطرون إلى الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لتصفح الإنترنت لفترات طويلة بسبب العمل، معتبر هذا النوع ليس إدمانًا للتكنولوجيا. وتابع بأن هناك أشخاص اتخذوا مواقع التواصل ملجأ لهم، موضحًا أن الشخصية الانطوائية التي تتصف بالخجل وعدم القدرة على التعامل مع البشر بشكل مباشر، هي التي تعتمد على الإنترنت بشكل كبير في حياتها. وحذر "فرويز"، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، من الإفراط في استخدام الإنترنت بشكل مستمر، لأنه يسبب العديد من الأمراض الصحية مثل ضعف النظر والسمنة المفرطة، بجانب الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والتوتر وقد يصل الأمر حد الانتحار. ونصح أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، مستخدمي الإنترنت أن ينظموا وقتهم بين العالم الافتراضي وبين الواقعي، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية والاجتماعية. فيما لفت الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الإنترنت موسوعة تحفل بالعديد من المعلومات التي تساعد الأفراد على إدارة حياتهم وأعمالهم ومعرفة الأحداث بشكل فوري وسريع. وتابع "صادق"، في تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد" أن الإنترنت سلاح ذو حدين قد يستخدم في تلقي العلوم، والارتقاء بمستوى التعليم، وقد يساء استخدامه ويقدم معلومات وأخبار خاطئة ينساق ورائها الشباب دون علم. وشدد أستاذ علم الاجتماع، على ضرورة تكثيف حملات التوعية التي من خلالها نستطيع التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة، بالإضافة إلى أهمية التعاون من قبل الجهات الرسمية من خلال إنشاء مواقع موثوقة تنشر باستمرار المعلومات الصحيحة. شاهد الفيديو...