سوهاج - مظهر السقطى: عاش محمد صاحب بين أفراد أسرته وأهل قريته حالة من الحب لما يتمتع به من دماثة الخلق وأدبه الجم والاحترام المتبادل وابتسامته التى لا تفارق وجهه حتى فى ظل الظروف الصعبة، ومداعبته مع الكبير ولعبه مع أطفال قريته الخزندارية الذين تعودوا عليه ذهاباً وإياباً من خلال عمله بالنقاشة، وعندما تحسنت الظروف واستقرت أحوال محمد المادية أراد الاستقرار وأن يكمل نصف دينه وعشقه لكلمة بابا دفعه للبحث عن نصفه الآخر وشريكة تكمل معه حياته وتعينه على تقلبات الحياة وفى رحلة التنقيب عن عروس كأى شاب فى سنه فتاة أحلامه لها مواصفات لم يجدها فى قريته لتسوقه الصدفة وتقوده الأقدار إلى من ستكون على يديها نهاية حياته فى مدينة الإسكندرية ويلتقى بقاتلته «صابرين» عن طريق أحد أقاربه ليكلل جهوده المضنية فى البحث بالزواج بالفتاة التى تعلق بها قلبه من أول نظرة. لم يبخل "محمد" على زوجته بشيء وفعل كل ما فى وسعه لإرضائها وإدخال السعادة على قلبها وعاش معها سنوات كان يقول خلالها إنه من أسعد ما يكون حتى رزقه الله بطفلتيه منار وصفاء، ولكن كان لصابرين رأى آخر فى حياتها وتغيرت حياتهما فجأة ودخل الشيطان الذى لم ترق له سعادة الأسرة بينهما، ونغص عليهما الحياة وسكب بنزينه فى النيران التى بدأت فى الاشتعال رويداً رويداً وسيطر أكثر على صابرين التى بدأت الكراهية تسيطر عليها والحقد والغل يملأ قلبها على زوجها، وكانت تستغل أى نقاش لتبدأ فى الجدال لافتعال المشاكل، ضاق صدر محمد ولم يعد يحتمل هو الآخر وانقلبت السعادة التى كانت تملأ جنبات المنزل إلى مشاكل شبه يومية بسبب وبدون سبب وهرب الحب وحلت محله الكراهية وبدأ فى التطاول على زوجته بالضرب وانقلبت حياة الأسرة رأساً على عقب. ورغم مرور ثمانى سنوات على زواج محمد وصابرين كانت بداياتها حباً وسعادة، يخرج هو فى الصباح إلى عمله فى النقاشة ليزين الجدران وواجهات المنازل بالحب والأمل قبل الفرشاة فى انتظار غد أفضل، وتظل هى فى المنزل ترسم خطوات عودته على ضفاف قلبها وفى ميعاد عودته تتعلق أعينها بالباب ليضع محمد مفتاحه ويدخل عتبة المنزل فتحتضنها عيناه قبل زراعيه، ولكن تغلغل الشيطان وفرق بينهما وبين سعادتهما ووضع للزوجة الخطة ورسم الطريقة الجهنمية للتخلص من زوجها والفرار من المشاكل اليومية. لم تشفع له العشرة ولا الطفلتان منار وصفاء عند الزوجة التى سيطر شيطانها على عقلها واستولى على تفكيرها، وأحضرت صابرين ذات الثمانية والعشرين عاماً ساطوراً وفى المشاجرة الأخيرة وسوس لها الشيطان بقتل زوجها. فأمسكت بحجر وضربته به من الخلف سقط على الأرض ينظر إليها.. ماذا تفعلين يا صابرين؟ سأقتلك لم أعد أحتمل حياتى معك.. سأتخلص من هذا الشجار اليومى الذى خنقتنى به.. رد عليها: ماذا تقولين، إننى أحبك.. كيف تريدين قتلى وأين ابنتاك من هذا؟.. لم ترد عليه بل أمسكت الحجر مرة أخرى وثالثة ورابعة وهشمت رأس زوجها تماماً.. وسكت عن الحراك.. تحول إلى جثة.. مجرد جثة.. الحياة والحب والمشاعر وحتى المشاجرات تحولت إلى مجرد جثة إنها جثة وفقط.. فاقت صابرين من غفلتها.. يداها تحملان الحجر ولكن ماذا ستفعل به إنه مات.. قتل.. وبقيت الجثة بلا حراك.. ماذا أفعل أين أخفى هذه الجثة ودليل جريمتى؟.. ساطورها الذى جهزته وذهبت به إلى من يجعله لها حاداً يمزق كل من يقع أسفله فى ثوان.. أحضرت الساطور.. نظرات بين الساطور وبين الجثة.. وكأنها مجرد جثة لإنسان لا تعرفه.. نزعت عنه ملابسه وبدأت فى تقسيمها ثلاثة أجزاء.. حتى تستطيع حمل كل جزء على حدة.. أحضرت أجولتها ووضعت كل جزء من جثة من كان زوجها وأغلقته على الفور وكأنها تخاف أن تنظر إليه.. ولكن ماذا بعد؟ أين أذهب بتلك الأجزاء.. وفوراً قفز فى خيالها حفر حفرة فى حظيرة المواشى وفوراً أحضرت الفأس وبكل قوة نزلت على الأرض تحفر حفرة عميقة وأتت بالأجولة وألقت بها فى الحفرة وهالت التراب عليها وأتت بروث الماشية والمياه ووضعتها لإخفاء أية معالم للجريمة ولم تنس أن تضع الساطور وجلابيب زوجها الملوثة بالدماء. ذهبت إلى سريرها لتنام ولكن لم تستطع، فارق النوم عينيها، خيال زوجها يعاتبها وهو ملوث بالدماء: لماذا فعلت بى ذلك؟ لملمت أشياءها وأخذت طفليها وهربت إلى مسقط رأسها الإسكندرية، رائحة عفنة تفوح من داخل منزل النقاش والبيت فارغ من أصحابه.. أبلغوا رجال الأمن.. حضروا وتتبعوا مكان الرائحة وعثروا على أشلاء جثة الزوج.. وبحثوا عن الزوجة وعرفوا أنها غادرت القرية ولم تتردد الزوجة فى الاعتراف بقتل زوجها.. انهارت فوراً وروت كل الأحداث لأن خيال زوجها لم يفارقها ويحاول قتلها كما تقول، سلمت نفسها لهم فوراً وقررت النيابة حبسها.. وانتهت قصة محمد وصابرين بنهاية غير متوقعة لقصة حب كانت أسطورة أيامها.