كتب أمجد مصباح: شاء القدر أن ترحل المطربة الكبيرة المعتزلة الفنانة الكبيرة شادية فى ليلة المولد النبوى الشريف بعد أن اعتزلت فى نفس الليلة منذ 31 عامًا حينما غنت «خد بإيدى» على مسرح الجمهورية فى الليلة المحمدية واعتزلت الفن ظهر اليوم الثانى الجمعة 14 نوفمبر 1986. وشيعت ظهر أمس جنازة الفنانة الراحلة من مسجد السيدة نفيسة بحضور حلمى النمنم وزير الثقافة وعدد كبير من الفنانين منهم شهيرة وياسمين الخيام ورجاء الجداوى. وعدد كبير من المواطنين من عشاق الفنانة الراحلة شادية مصر. أدمى رحيلها قلوب الملايين فى مصر والعالم العربى. ولدت حسب أصدق الروايات يوم 8 فبراير 1931 وبدأت رحلتها الفنية فى مرحلة مبكرة فى النصف الثانى من حقبة الأربعينيات، بدأتها بأفلام «أزهار وشوك» و«العقل فى أجازة» و«حمامة السلام» و«عدل السماء» و«الروح والجسد». موهبة شادية كممثلة لا تقل عنها كمطربة، وتعتبر من أفضل المطربات اللائى وقفن أمام كاميرات السينما بشهادة كافة النقاد فى العصور المختلفة. عندما تتحدث عنها كمطربة، ظهرت فى عصر العمالقة من المطربات أم كلثوم وليلى مراد. وغيرهما، كانت لونًا جديدًا تمامًا. قدمت على مدى ما يقرب من 40 عامًا 1946/1986 مائتى اغنية من الروائع الغنائية: «خلاص مسافر» «عالى» «يا اسمرانى اللون» «قولوا لعين الشمس» «ياروح قلبى» «الحب الحقيقى» «اتعودت عليك» «أول حب» «القلب معاك» «شمس بانت» «يا حسن يا خُول الجنينة» «آه يالمونى» «عنب بلدنا» «شبكت قلبى» «لحن الوفاء» «يا قلبى سيبك» «حاجة غريبة» «فارس أحلامى» «آخر ليلة» «غاب القمر» «بوست القمر» «قاللى الوداع» «همس الحب» و«النبى وحشتنا» «الحنة» «أول حب» و«خد بإيدى» و«يارب توبة». «مسيرك حتعرف» «أجمل سلام» «إن راح منك يا عين» «أحبك قوى» «ثلاث شهور» «التليفون» «مكسوفة» «مين قالك تسكن فى حارتنا» «خدنى معاك» «قطر الفراق» «إن كنت ليه» «مسيرك حتعرف» «يا روح قلبى» «أصالحك بإيه». آخر أغنياتها «خد بإيدى» غنتها يوم الخميس 13 نوفمبر 1986، وبالنسبة لأغانيها الوطنية أشهرها على الاطلاق «يا حبيبتى يا مصر» وغنتها 1971. و«يا أم الصابرين» و«رايحة فين يا عروسة» و«عبرنا الهزيمة» و«أقوى من الزمان» و«حياة رب المداين» وشاركت فى نشيد الوطن الأكبر والجيل الصاعد و«مصر نعمة ربنا» التى غنتها فى رثاء الرئيس أنور السادات و«مصر اليوم فى عيد» بمناسبة تحرير سيناء 1982. وأغانى الطفل والأسرة «ماما يا حلوة » «سيد الحبايب» «يا نور عنيه» «أمى» «ياختى عليه» «برجالاتك». بالفعل مسيرة مطربة عظيمة ورائعة بكل المقاييس، إذا تحدثنا عن طبيعة صوت شادية فحدث ولا حرج، جميل حساس، حنون، منطلق، حيوية، تفاؤل والقليل من الشجن، موهبة فريدة ولا أبالغ إذا قلت «فذة»، مطربة صوتها حاضر فى جميع المناسبات الوطنية، يا حبيبتى يا مصر وأم الصابرين، كان صوتها حاضرًا فى ميدان التحرير فى ثورة يناير، حتى فى الأعياد الخاصة نجد صوتها حاضرًا، المطربة الراحلة استطاعت أن تحافظ على صورتها الجميلة رغم اعتزالها نهائيًا منذ 31 عامًا، مشوارها كممثلة 100 فيلم سينمائى ما بين أعوام 1947/1985، ربما بدأت رحلة التألق الحقيقية فى السينما 1950. حيث قامت ببطولة مجموعة من الأفلام الناجحة «ليلة العيد» «البطل» «الزوجة السابعة» «معلهش يا زهر» «ساعة لقلبك» «فى الهوا سوا» و«قدم الخير» «أشكى لمين» «قطر الندى» «ظلمت روحى»، وفى عام 1955 شاركت العندليب الراحل عبدالحليم حافظ بطولة فيلمى «لحن الوفاء» و«دليلة» عام 1956. ولا ننسى أفلام «الستات ما يعرفوش يكدبوا» في دور كوميدى «وموعد مع الحياة» و«شباب امرأة» و«عيون سهرانة». وفى نهاية الخمسينيات وصلت لمرحلة النضج فى أفلام «شاطئ الذكريات» «ارحم حبى» «ليلة من عمرى» «الهاربة» «عش الغرام» «التلميذة» ووصلت للقمة فى فيلم «المرأة المجهولة» وأفلام «زقاق المدق» و«اللص والكلاب» و« لا تذكرينى» و«أغلى من حياتى» فيلم شديد الرومانسية، وفى منتصف الستينيات اتجهت للكوميديا الراقية مع زوجها فى ذلك الوقت صلاح ذو الفقار «مراتى مدير عام» و«عفريت مراتى» و«كرامة زوجتى» ولا ننسى دورها المميز فى فيلم «معبودة الجماهير» مع العندليب عبدالحليم حافظ، وأيضًا «لمسة حنان» 1970. وفى فترة السبعينيات قلت أفلامها نسبيًا ولكن تألقت فى أفلام «أضواء المدينة» و«ذات الوجهين» و«الشك يا حبيبى»، وكان آخر أفلامها «لا تسألنى من أنا» 1985. ولا ننسى تجربتها الفريدة 1982 ببطولة مسرحية ريا وسكينة التى حققت نجاحًا كبيرًا وشاركها البطولة سهير البابلى وعبدالمنعم مدبولى وأحمد بدير إخراج حسين كمال. شادية ستظل أبد الدهر قيمة كبيرة. وهى بلا شك من عظماء الفن والطرب فى مصر والعالم العربى: أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وليلى مراد وفايزة أحمد ووردة ،كانت قدوة فى كل شىء حتى فى احتجابها عن الأضواء ورفضها كل الاغراءات حتى مجرد حديث صحفى رفضت بشدة، قضت 31 عامًا فى عبادة الله سبحانه وتعالى. وابتعدت عن زخرف الدنيا، ولم تتبرأ من تاريخها الفنى، لأنها بالفعل كانت فنانة محترمة، أعمالها كانت تحمل قيمة عالية. الملايين سيذرفون الدموع على تلك الفنانة الرائعة أعتقد لسنوات طويلة، وستظل حالة جميلة فى تاريخ الغناء، رحم الله شادية مصر وأسكنها فسيح جناته ،وبصراحة القلم مازال عاجزًا عن وصف تلك الفنانة العظيمة بكل المقاييس مهما كثرت الكلمات نقول إن شادية ستظل أبدًا الدهر حبيبة المصريين والعرب فى كل زمان ومكان.