كتبت - رقية عبدالشافي: شهدت أسعار ملابس الشتاء هذا العام ارتفاعًا كبيرًا لم تشهده من قبل، وقد حاولت المحلات التجارية التعامل مع الأزمة بطرح عروض وتخفيضات، في محاولة منها لكسر حالة الركود التى سيطرت على السوق المحلية، إلا أن جميع الحلول باءت بالفشل وبقى وضع الركود كما هو. ولجأ العديد من المواطنين إلى أسواق الملابس المستعملة "البالة"، نظرًا لانخفاض أسعارها، وفكرة الملابس المستعملة ليست جديدة، وتعمل بها الدول الغربية منذ قديم الأزل، فهي تخصص محالًا لتلك النوعية من الملابس ولها زبونها الخاص. وبعد الارتفاع المهول في أسعار الملابس الجديدة، أصبح شراء الملابس المستعملة أمرًا مقبولًا، لا يثير الخجل أو يلزم التكتم، وأصبح بيع الملابس المستعملة يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في العلن وسط الأصدقاء. وبالحديث عن الملابس وكيفية بحث المواطنين على شرائها بطرق بسيطة ورخيصة، تذكرنا "مهنة الدلالة" والتى كانت منتشرة قديمًا فى القرى وهى تختص بالنساء فقط، حيث كُنّ يأتين بالقماش والسلع البسيطة من تجار الجملة ويقمن بالتجول بها على البيوت وبيعها بفارق مادى بسيط، فهى تدلل على بضاعتها عن طريق التجول بعينات منها لكسب المال، وهي في الغالب سلع تأتي بها من أماكن بيع الجملة في المدن القريبة، فتزيد في ثمنها بمقدار ربح يناسب أتعابها. وعلى هذا الغرار أطلقت غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات فى الفترة الماضية، مبادرة لبيع الملابس الجاهزة بالتقسيط، وتحمل المصانع الفائدة لتخفيف العبء عن المواطنين، وتحريك حركة الركود فى البيع والشراء، والتي أصابت السوق المصرية في الشهور الأخيرة. وتلك المبادرة تشبه إلى حد كبير "مهنة الدلالة" والتى أيضًا كانت تعتمد على البيع والشراء بالتقسيط، وكان الهدف من تلك المبادرة تخفيف أعباء الأسر المصرية، والتي أصبح من الصعب عليها شراء كافة الملابس الشتوية في نفس الوقت، خاصة مع ارتفاع أسعارها بشكل فاق كل التوقعات. وفى هذا السياق، أكد يحيى زنانيري، رئيس شعبة الملابس والمنسوجات باتحاد الغرف التجارية السابق، أن مبادرة اتحاد الصناعات لبيع الملابس الجاهزة بالتقسيط وتحمل المصانع الفائدة ستخفف حالة الركود لبيع المنتجات بسبب غلاء الأسعار، كما تأتى فى إطار تخفيف العبء عن المواطنين. وأضاف زنانيرى، فى تصريحات خاص ل "بوابة الوفد"، أن تلك المبادرة تجربة جيدة، نظرًا لأنها في صالح المستهلك والمنتج معًا، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار والمبالغ بها. وأشار رئيس شعبة الملابس والمنسوجات، إلى أنه يجرى حاليًا التنسيق مع عدد البنوك لتوضيح إجراءات وآليات التطبيق، منوهًا إلى أن المبادرة تستهدف تنشيط حركة البيع والشراء في ظل تراجع المبيعات بسبب ارتفاع الأسعار. وأوضح أن المشكلة الحقيقية التى ستواجه هذه المبادرة هى آلية التنفيذ فمن الصعب تحمل البنوك لفتح حسابات لجميع المواطنين والتعامل معهم بالإضافة للدخول معهم في مشاكل الأقساط الشهرية. واقترح اقتصار المبادرة الآن على القطاع الحكومى والمعاشات فقط، لأنها أكثر فئة تحتاج الدعم بالإضافة إلى سهولة تحصيل الأقساط منها بالتعاون مع الحكومة. وقال:" نظام التقسيط ليس جديدًا، وموجود منذ فترة، فيما تسوق بعض الشركات منتجاتها داخل المصالح الحكومية المختلفة، إلا أن الجديد هو تحديث الفكرة وعرضها وإتاحتها داخل المحلات". وعلى جانب آخر، رصدت "بوابة الوفد" تعليقات المواطنين في الشارع المصرى حول" إمكانية تطبيق تلك المبادرة على أرض الواقع وفى حالة إن كانت تلك المبادرات والبيع بالتقسيط يحيي المهن القديمة المماثله له". فى البداية، أكد علي السيد، أنها مبادرة إيجابية ومفيدة لحل مشكلة الركود وزيادة الأسعار فى تلك الفترة، قائلًا:" البيع بالتقسيط ده مش جديد علينا وياريت يقدروا ينفذوا حاجة زي دي؛ لأنها هتفرق مع المواطن وهتسهل عليه كتير بس المشكلة هنا فى التنفيذ شايف هيكون صعب شوية، ولو تمت هشتري لبس كتير". وقال أحمد مراد:" يوميًا أسمع عن زيادة في الأسعار دون وجود تخفيضات، وهذه المبادرة بداية جيدة للتخفيف من الركود وضبط الأسعار"، وأكد أن البيع بالتقسيط حل سحري لمشكلات ارتفاع الأسعار وحالة الركود الحاد التى طالت السلع الاستهلاكية والمعمرة، وأنه لا يوجد صعوبة في تنفيذه فى حالة إذا تكاتف الجميع وأصروا على تطبيقه. وأضاف محمد معز، أن مبادرة اتحاد الصناعات بتقسيط الملابس ستعمل على تحريك السوق ولكنها تحتاج إلى آليات لتنفيذها. وعبرت نيرة السيد، عن سعادتها بتلك المبادرة، طامحة إلى تنفيذها في أقرب وقت، نظرًا لارتفاع أسعار الملابس التي تخطت كل الحدود، قائلة:" حاجة حلوة أوى يعنى أنا لو عجبنى جاكيت ومش معايا تمنه كله، أجيبه بالتقسيط سهلة أوى وده هيساعد المواطن البسيط أنه يقدر يشترى على قد إلّى معاه ويقسط الباقى، المبادرة دى شبه إلّى كانت بتعمله الست الدلالة زمان وكله بيصب فى مصلحة المواطن". واستطرد يوسف عرفة:" الكلام ده مش جديد معروف من زمان من أيام الدلالات بس ياريت يتيحوا الفرصة دى للمواطن الغلبان إلّى مش لاقى يلبس كويس ميخلهاش للموظفين والناس الأغنية المعروفة للبنوك بس".