رأت مجلة (تايم) الأمريكية أن الإعلام بشكل عام والتليفزيون خاصة يمثل الأداة والسلاح الأقوى الذي يستخدمه المجلس العسكري للترويج للأفكار الخاصة بمصالحه وترسيخها في عقول المشاهدين. واستشهدت المجلة بأنه بعد مرور عام منذ سقوط الرئيس السابق مبارك، قدمت وسائل الإعلام الحكومية بعضا من الأمور التي تحمل بين طياتها التناقض، ففي حين بثها لتراجع الأوراق المالية في السوق المصري، أعلنت في الوقت نفسه قوة السوق. وأضافت المجلة أن الناشطين الشباب أدركوا مدى خطورة وسائل الإعلام واستخدامها كسلاح قوي من جانب المجلس العسكري عندما نجح التليفزيون الرسمي في تشويه صورتهم وانخفاض شعبيتهم وتأجيج المشاهدين ضدهم. وأكدت المجلة أنه في ظل المعاناة التي شهدتها البلاد لعقود من الحكم الاستبدادي، وبعد أن بدأت الدخول في مرحلة التحول إلى مجتمع حر وديمقراطي، ظل التليفزيون في اتخاذه الاتجاه السياسي الخاص بحكومات الدولة، ونظرا لأن نسبة الأميين لا تقل عن 34٪ من السكان، لذا تُعد وسائل الإعلام الرسمية العقبة الرئيسية في طريق التحول الديمقراطي وتأكد أن التليفزيون يمثل السلاح الأقوى للمجلس العسكري. وأضافت الصحيفة أن العسكري يستخدم الإعلام الرسمي كأداة لمواجهة الشبكات الخاصة وخصوصا "قناة الجزيرة" ويقوم من خلال البرامج الحوارية الإخبارية بنفي كل ما يتردد على ألسنة هذه الشبكات ويرجع بآثار سلبية على العسكري. وأكدت المجلة أنه لا توجد إحصاءات رسمية حول مدى تأثر المشاهدين المصريين للتليفزيون أو قراءة الصحف الرسمية، لكن استطلاعات الرأي العام تؤكد أن صدى خطابات التلفزيون الرسمي يكون لها تأثير على نطاق واسع في فكر المشاهدين. وقالت "رشا عبد الله"، أستاذ مساعد في قسم الصحافة في الجامعة الأمريكية، "أن تكرار التعرض للشيء نفسه على مدى فترة طويلة من الزمن سيكون له تأثير قوي على كيفية بناء تفكير وواقع الناس، فإذا كنت تسمع شخص ما يشير إلى الناس في التحرير على أنهم بلطجية، فإن ذلك سيُرسخ هذه الفكرة بداخلك تجاه من هم بالتحرير وهذا ينطبق بشكل خاص على المشاهدين الذين ليس لديهم علاقة شخصية بالأحداث التاريخية والمستمرة في الميدان، ولذلك سيصبح التليفزيون الطريق الوحيد لبناء الواقع والتفكير الخاص بك."