«مهما كان ما وصلت إليه مواقع مثل (تويتر) و(فيس بوك) و(جوجل) من شعبية طاغية بين وسائل الاتصال، فلن تستطيع الشبكة الإلكترونية التنافس مع سحر الشاشة الصغيرة».. بهذا المعنى أكدت مجلة «التايم» الأمريكية أن التليفزيون لايزال الوسيلة الأكثر تأثيراً فى جميع أنحاء العالم وسيظل هو الأفضل خلال ال10 أعوام المقبلة، لاسيما فى المناطق الأكثر فقراً، حيث تنظر إليه على أنه أهم اختراعات القرن التى يمكن الاعتماد عليها لتحقيق مكانة عالمية. وتابعت المجلة أنه عام 1995 كان حوالى 45٪ من الأسر فى جميع أنحاء العالم النامى تمتلك أجهزة تليفزيون، وبحلول عام 2005 ارتفع العدد إلى 60٪، ومتوقع زيادة الرقم خلال السنوات المقبلة، وهى نسبة عملاقة إذا ما قورنت بنسبة الأسر التى لديها إمكانية للوصول إلى الإنترنت فى جميع أنحاء العالم. وأضافت «التايم» أن أكثر من 5 ملايين أسرة فى أفريقيا وتحديداً جنوب الصحراء الكبرى سوف تحصل على التليفزيون على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما هو الحال فى أفغانستان بعد سقوط حركة طالبان فى 2005، التى حظرت دخول التليفزيون على البيوت فى عهدها، وأصبح الآن 1 من كل 5 أفغانيين لديه كابل فى منزله، ومن المتوقع أن يزيد عدد مستخدمى التليفزيون على مستوى العالم بحوالى 150 مليون شخص إضافى بحلول عام 2013، مما يعنى تجاوز عدد مستخدميه إلى ثلثى الأسر على مستوى العالم. وبغض النظر عن أى أجهزة إعلامية أخرى، يبقى التليفزيون صاحب الأثر الأكبر فى حياة المرأة، وتستشهد «التايم» فى ذلك بنتائج دراسات أجراها الباحثان روبرت جنسن وإميلى أوستر فى الهند، عندما تم توصيل الكابل إلى القرى هناك، الذى ساهم فى إحداث تغيير كبير على تفكير المرأة الهندية وطبيعة حياتها. ووجد الباحثان فى دراستهما أن الهنديات بدأن الذهاب إلى السوق من دون إذن أزواجهن، كما تراجعت لديهن فكرة الرغبة فى إنجاب الذكور بدلاً من الإناث، ومما لا شك فيه أن التأثير الضخم الذى أحدثه التليفزيون ارتبط عدد من العادات السيئة بانتشار التليفزيون منها: العنف، والسمنة، والعزلة الاجتماعية، إلا أنه لعب أيضاً أدواراً فى تحول أنظمة سياسية من خلال سرعة وصول محتواه إلى العالم، بما ساهم فى كثير من الأحيان فى إظهار استبداد عدد من الحكومات وإحراجها عالمياً.