كتبت- أسماء عز الدين: لا تزال استقالة سعد الحريري، من رئاسة وزراء لبنان تلقي بظلالها على الوضع في بيروت وفي المنطقة العربية والشرق الأوسط بأكملها، لذلك تأتي زياته المقرر مساء اليوم الثلاثاء إلى القاهرة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، للوقوف على آخر تطورات ومستجدات الموقف. كان الحريري كتب الأحد الماضي، عبر حسابه الشخصي على تويتر:«أقوم بزيارة الثلاثاء إلى مصر للقاء رئيس الجمهورية، الصديق عبدالفتاح السيسي»، وهو ما نفته الرئاسة آنذاك، مع تأكيدها بأنه مرحب به في به في مصر، ولكن لم يتم تحديد موعد لأي زيارات، قبل أن تعاود وتؤكد الخبر مرة أخرى. وتأتي هذه الزيارة قبل عودة الحريري مجددًا إلى لبنان غدًا الأربعاء، للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال، وفقًا لخطابه أمام قصر الأليزيه بفرنسا السبت الماضي، وسيتحدث هناك عن موضوع استقالته المفاجئة التي أعلنها قبل أسبوعين من الرياض. وفي هذا الصدد، قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الحريري اليوم تعبيرًا عن الثقة بمصر، التي تثبت دائمًا أنها لا مصلحة لها إلا الحفاظ على سلامة وأمن الشعب اللبناني، بالإضافة إلى حاجته إلى دعم لمواجهة تحديات المرحلة القادمة أصر على الاستقالة أو عدل عنها واستمر في رئاسة حكومة لبنان. وبين "بدر" في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، أنه خلال لقاء رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، بالرئيس السيسي، سيعرض عليه رؤيته للمرحلة الحالية وتصوراته لما هو قادم، مشيرًا إلى أن هذه أمور تحتاج إلى تفهمًا وتجاوبًا من القيادة المصرية، سعيًا لتأمين لبنان وعدم تصعيد مشكلة جديدة إلى مشاكل المنطقة. وذكر بدر، أن مشكلة لبنان الحقيقية مع الاعتراف الكامل بخصوصية الوضع بها، تتمثل في تصرفات حزب الله، الذي أصبح يتصرف وكأنه دولة داخل الدولة، فلا تتوافق معها سياسيًا ولا تلتزم بمجمل سياساتها، بل ولائه للحزب وليس للدولة، وهذه المعادلة يصعب استمرارها. وتابع، أنه إذا كان الحريري قد رفع لواء الاعتراض على تصرفاته، فإنه يحتاج مع ذلك إلى توافق داخلي ودعم من بعض الدول مثل مصر، التي تعمل من أجل تماسك وأمن لبنان. وأوضح أن مصر لها دور إقليمي وتسعى لاستقرار المنطقة» هكذا علقت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية على زيارة الحريري اليوم، مشيرة إلى أن استقالته ستؤدي إلى الفوضى في لبنان، بعدما أثارت الكثير من اللغط بسبب تواجده في الرياض وقتها في ظل وجود حزب الله في لبنان وتحالفه مع إيران التي تعادي المملكة السعودية، وما تبعه من اجتماع طارئ للجامعة العربية. وأضافت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة ل«بوابة الوفد»، أنه سيأتي إلى القاهرة ليسمع إلى صوت الحكمة ويتشاور مع قيادتها بشأن الخطوات المقبلة، وذلك لأن مصر تحاول دائمًا توفيق الأوضاع بين الأشقاء العرب في المنطقة. كان سعد الحريري قد تقدم باستقالته من منصبه، في 4 نوفمبر الجاري في كلمة تليفزيونية من العاصمة السعودية الرياض، موجهًا في خطابه آنذاك الاتهامات واللوم لكل من إيران وحزب الله اللبناني.