منذ الجلسة الأولى فى 23 يناير الماضى بدأ برلمان الثورة ساخنا مشادات واشتباكات لفظية واتهامات وأذان داخل القاعة, ربما طبيعة النواب وكذلك المرحلة الاستثنائية تمثل ضغطا غير معتاد على رئيس المجلس وصعوبة فى إدارة الجلسات.. مع أول برلمان بعد الثورة وأصبح الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس المجلس مطلوبا منه إدارة الجلسات لتحقق أحلام الشارع الذى يتظاهر مع كل جلسة أمام البرلمان مطالبا بحقوقه التى قامت من أجلها الثورة فى مقابل ثورة أخرى يقودها بعض النواب ما بين الإنفعال لصالح تيار سياسى أو حتى بحثا عن الشو الإعلامى. فما هو رأي نواب الشعب فى أداء رئيسهم الجديد؟ وهل استطاع الكتاتني ضبط إيقاع جلسات البرلمان رغم كثرة المشادات والاعتراضات بين النواب؟ وهل ينحاز الكتاتني للأغلبية التي ينتمي لها أم التزم الحيادية في إدارة الجلسات؟ فى البداية وصف معتز محمود عضو مجلس الشعب عن حزب "الحرية" إدارة د.سعد الكتاتني لجلسات مجلس الشعب بأنها ناجحة وليس بها مشاكل, مشيرا الي أدائه سيكون أفضل خلال الايام القادمة وأكثر سيطرة علي الجلسات. واستبعد فكرة انحياز د.الكتاتني للاخوان وقال إنهم أكثرالنواب شكوي منه بسبب عدم اعطائهم الفرصة من جانبه في حين يترك المجال للمعارضة لدرجة ان حزب "العدل" ممثل بكرسي واحد وهو مصطفي النجار ورغم ذلك يتحدث معظم الوقت. وعن المشادات التي تحدث في المجلس: أكد أنها طبيعية خاصة وأن البرلمان الحالي يمثل الثورة وليس مجرد مجلس "طبطبة" والكل يرغب في طرح أفكاره وآرائه والحقيقة د.الكتاتني يحتوي الجميع. وقد وافقه الرأي طارق سباق عضو مجلس الشعب عن حزب "الوفد" , الذي أعرب عن رضاه عن أداء د. الكتاتني في إدارة البرلمان قائلاً :"أنا راض عن أداء الكتاتني على الرغم من نشوب مُشادات بيننا كل جلسة" , واستكمل إن الكتاتني يوزع الكلمات بين الاعضاء "بميزان عدل" خصوصاً في الجلستين الأخيرتين". وقد أرجع المُشادات التي تشهدها الجلسات الى أن بعض الاعضاء الجدد يحاولون إظهار أنفسهم والكلام في أي شيء ليشاهدهم كافة من انتخبوهم خصوصاً ان الجلسة تكون مُذاعة مُباشرةً والجميع يُتابعها. وقال محمود عامر نائب عن حزب "الحرية والعدالة" ساخرا إن د.الكتاتني متحيز للمعارضة لدرجة أنه لا يعطي فرصة للإخوان , مشيرا الي أنه لم يتحدث منذ بدء انعقاد جلسات البرلمان سوي في جلسة يوم الإثنين. واكد أن الكتاتني يحاول جاهدا السيطرة علي المجلس رغم خروج بعض النواب عن الأداء البرلماني للجلسة. وأيضاً وصف النائب باسل عادل عضو مجلس الشعب عن حزب "المصريين الاحرار" د. كتاتني ب"الحيادية" , كما وصف إدارته للمجلس بأنها جيدة وان الكتاتني يحاول بقدر كبير إرضاء كافة الاطراف. أما عن المُشادات التى تشهدها جلسات المجلس ارجع عادل سببها الى أن المجلس هذا العام يتصف ب "الثورية" والقوة نظراً الى انه البرلمان الذي وُلد من رحم ثورة 25 يناير, فمن الطبيعي ان يشهد كل تلك المناوشات نظراً لقوة كافة اعضائه , وأيضاً ما يواجهونه من ضغوط نابعة من مُتطلبات مُرشحيهم الآملين من نوابهم تحقيقها. ويري النائب البدري فرغلي عن حزب "التجمع" أن إمكانياته الشخصية تؤهله لإدارة البرلمان بشكل حازم ،وأكد ان د.الكتاتني محايد ويعطي الجميع الحق في الكلمة وخاصة للمعارضة أكثر من الإخوان ولا يعترض علي فتح أي ملفات يطرحها الأعضاء. وأشار الي أن المجلس الحالي متميز ويعبر عن مختلف الاتجاهات ويضم 20 هيئة برلمانية في سابقة لم تحدث في تاريخ البرلمان المصري. ومن جانبهما امتنع النائبان عمرو حمزاوي وأبو العز الحريري عن الإدلاء برأيهما في إدارة د. سعد الكتاتني لجلسات المجلس, وأشار الحريري انه لا يمكن أن يضع تقييما محددا لاداء الكتاتني الا بعد انتهاء الدورة البرلمانية وحتي لا يتم تحميله رأي سيء أو جيد عن رئيس المجلس . وأشاد د.مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشوري السابق بمحاولات د.سعد الكتاتني لضبط جلسات البرلمان وقال ألأنه يقوم بكل ما في وسعه من أجل ضبط المناقشات خاصة وان عدد كبير من الاعضاء يرغبون في التحدث في وقت واحد. وأشار الي أنه في ضوء الجلسات القليلة للبرلمان فأن د الكتاتني يعطي جميع الهيئات البرلمانية فرصة الحديث بشكل متساوي دون أي انحياز لحزبه "الحرية والعدالة". وأرجع علوي كثرة حدوث مشادات في مجلس الشعب الي ضعف الخبرة والجانب الاجرائي لدي عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب الذي يدخل غالبيتهم البرلمان لاول مرة ولا يعلمون القواعد المنظمة للحديث داخل البرلمان وطرق استخدام اللائحة.