كان لى شرف الحضور فى افتتاحات مشروعات الاستزراع السمكى بمنطقة غليون بمحافظة كفر الشيخ، هذا الإنجاز الكبير والضخم الذى تحقق على أرض الواقع كان حلماً وأملاً، فى أن تتحول منطقة خربة تسكنها الذئاب والزواحف الى مشروع اقتصادى مهم يساهم فى سد الفجوة الاقتصادية لأبناء محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، ويستوعب فرص عمل كثيرة، بدلاً من هجرة الشباب غير الشرعية الى أوروبا، فقد كانت منطقة غليون بمثابة مكان يستغله تجار الهجرة لانطلاق رحلات الموت فى البحر المتوسط من هذا المكان بالتحديد، ومنذ ثمانية عشر شهراً، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة تحويل هذه المنطقة الى موقع إنتاج للأسماك، وتم إسناد المهمة الى جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة والشركة الوطنية للاستزراع السمكى، وبدأ العمل فى هذا المشروع الضخم الذى شاركت فيه مؤسسات كثيرة بالدولة، ولأن هناك التزاماً وانضباطاً وعزيمة رجال أقوياء أشداء تم إنجاز المرحلة الأولى للمشروع فى زمن قياسى لا يحلم به أحد. وجاء يوم الافتتاح «السبت» ليسجل إنجازاً تاريخياً لسببين أو أمرين مهمين الأول أن تتحول خرابات على الساحل ومأوى لانطلاق الهجرة غير الشرعية لأوروبا، إلى إنجاز اقتصادى غير مسبوق يساهم فى سد الفجوة الغذائية، والثانى هو استيعاب أعداد كبيرة من الشباب فى هذا المشروع من خلال فرص العمل الكثيرة. ألا يعد هذا إنجازاً بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معانٍ، فاليد التى تحمل السلاح وتدافع عن تراب الوطن وتحمى الأمن القومى للبلاد تقوم اليد الأخرى أيضاً بالبناء والمشاركة فى التنمية ومساعدة مؤسسات الدولة الأخرى فى خطط بناء مصر الجديدة التى يحلم بها الجميع. الحقيقة أن «غليون» السمكية بكفر الشيخ، تعد معجزة لأنها أكبر إنجاز كمزرعة سمكية فى الشرق الأوسط، لإنتاجها الضخم من أسماك البلطى والعائلة البورية والجمبرى، على مساحة أربعة آلاف فدان وتضم ألفاً وثلاثمائة وتسعة وخمسين حوضاً للأسماك والجمبرى، بالإضافة الى منطقة الفراخات وإنتاج الزريعة ومنطقة بحثية وأخرى صناعية على مساحة خمسة وخمسين فداناً، وبهما مصنع لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة إنتاجية مائة طن يومياً، ومصنع آخر لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية مائة وثمانين ألف طن سنوياً، ومصنع ثالث لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية ستين طناً فى اليوم ورابع للفوم بطاقة ألف ومائتى عبوة يومياً. إذن توجد منظومة متكاملة للاستزراع السمكى والتصنيع، وهذا هو سر المعجزة التى تم إنشاؤها فى زمن وجيز كمرحلة الأولى.. وقد شدد الرئيس السيسى على أنه سيتم الانتهاء من جميع المشروعات القومية التى وعد بها الشعب قبل 30 يونيو عام 2018، ما يعنى أن هناك جدية كاملة وإصراراً وعزيمة قوية على تنفيذ هذه المشروعات التنموية التى تخدم المصريين. ورغم ذلك فإن الرئيس قال أيضاً إن هذه بمثابة خطوة واحدة فى مشوار ألف خطوة لابد من اتخاذها فى بناء مصر الجديدة، فالدولة المصرية تتحرك بشكل موازٍ مع آليات السوق الحرة الموجودة فى مصر، لتخفيف التكلفة التى يتحملها المصريون خاصة محدودى الدخل.. والهدف الرئيسى فى المقام الأول هو المواطن وتوفير الحياة الكريمة واللائقة له. لا أكون مبالغاً إذا قلت إن مزرعة «غليون» السمكية الضخمة، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى شرق التفريعة وبحيرة البردويل، هى الدخول فى مرحلة بدء تحقيق الأمن الغذائى على أرض الواقع، هذه السياسة التى تم الحديث عنها كثيراً ولم تصادف الواقع إلا هذه الأيام ليس فى إنتاج الثروة السمكية فحسب وإنما فى مجالات الثروة الحيوانية والداجنة من خلال المشروعات القومية الكبرى التى سيتم الانتهاء منها قبل 30 يونيو القادم، وستشهد الأسابيع القادمة أول إنتاج من الصوب الزراعية على مساحة 20 ألف فدان ، طبقاً للمواصفات والمعايير العالمية، وهذا الرقم يعد إعجازاً كبيراً مقارنة بدول مكثت أكثر من عشرين عاماً من أجل الوصول إلى عشرين ألف صوبة، وعندما تحقق مصر هذا الرقم من الصوب فى مدة قليلة فهذا معناه أن عزيمة المصريين قادرة على صنع المستقبل الأفضل. الحلم والأمل فى الحياة الكريمة لكل المصريين بدآ بطرق الأبواب من خلال هذه المشروعات العملاقة لتحقيق الأمن الغذائى وبشاير الخير تطل بالخيرات، وكل ذلك يتم فى وقت تخوض فيه البلاد حرباً ضروساً ضد الإرهاب وجماعات التطرف التى تناصب المصريين العداء الشديد. [email protected]