كتبت- أسماء عز الدين في ظل ما تشهده المنطقة العربية من توترات شديدة وأحداث طارئة خلال الأسبوعين الماضيين، تأتي دعوة الرياض لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية يوم الأحد المقبل، لمناقشة التدخلات الإيرانية بالمنطقة. تمثلت أبرز تلك التطورات والأحداث في إصدار أوامر بالقبض على عدد من الأمراء والوزراء بالسعودية تحت بند مكافحة الفساد، وتأزم الموقف بين المملكة وإيران وحزب الله اللباني، بشأن الحرب في اليمن، بالإضافة إلى الاستقالة المفاجئة لسعد الحريري، من منصب رئيس وزراء لبنان. كانت السعودية اتهمت إيران عقب استهداف الحوثيين الرياض بصاروخ بالستي، بالوقوف وراء ذلك من خلال تزويد الميلشيات الحوثية التابعة له بهذه الصواريخ، محذرة وقتها بأنها لن تسمح بتهديد أمنها الوطني وتحتفظ بحق الرد في الشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية _حسب وصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير_. وفي المقابل، وصفت إيران الاتهامات السعودية آنذاك، بالاستفزازية وغير المسئولة والهدّامة، ولا أساس لها من الصحة، ومن شأنها أن تضيق الخناق أكثر على التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. وفي هذا السياق، اعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن دعوة السعودية لاجتماع طارئ هي محاولة من المملكة لحشد التأييد العربي الواسع في الساحة الإقليمية لقراراتها في الفترة الأخيرة. ورأى "هريدي" في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، أن ما يمكن أن يخرج به الاجتماع هو قرار بإدانة التدخلات الخارجية في المنطقة العربية، وعلى رأسهم تدخلات إيران في سوريا واليمن، معربًا عن أمله في ألا يتعرض مشروع القرار للبنان. وأوضح هريدي، أن ما يحدث في لبنان هي أزمة داخلية تقوم على حلها القوى السياسية اللبنانية، ويجب الابتعاد عن الشأن اللبناني خلال هذا الاجتماع، معتبرًا أن حزب الله قوى سياسية ولابد من الاعتراف بذلك. وأشار مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أن الاجتماع لن يتطرق إلى أزمات أخرى غير التدخلات الإيرانية في المنطقة بما في ذلك مقاطعة الدول العربية لقطر، لأنه عندما تدعو دولة لاجتماع طارئ يكون من أجل بند واحد ومناقشة موضوع واحد فقط. وذكر عباس ناجي، الخبير في الشئون الإيرانية، أن التصعيد الإيراني ضد الرياض وصل لمرحلة حرجة للغاية، خاصة بعد محاولات ضرب العاصمة السعودية بصاروخ بالستي، وسط اتهامات المملكة بأنه إيراني الصنع، لذلك فهي تريد التأكيد على أن هناك إجماع شبه عربي ضد تدخلات طهران. وأضاف "ناجي" في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، أن دعوة الرياض لاجتماع طارئ الأسبوع المقبل بالجامعة العربية، يأتي لرغبة المملكة في الحصول على دعم عربي لموقفها المناهض لإيران والتهديدات التي تحاول فرضها في سورياولبنان، بالإضافة إلى أن المؤشرات تكشف أن إيران وحزب الله لهما دور في التصعيد في اليمن بعد إطلاق الصاروخ على السعودية مؤخرًا. وأشار "ناجي" إن الاجتماع لن يخرج بقرار حرب عسكرية مثلًا ضد إيران، ولكنه سيكتفي بالتنديد لتدخلاتها في المنطقة، وتكوين موقف عربي داعم للسعودية ورافض لطهران ومن خلفها حزب الله وكذلك الحوثيين. وحول موقف طهران من هذا الاجتماع أكد الخبير في الشئون الإيرانية، أكد أن ردها دائمًا ما يأتي في إطار التصريحات المتشددة، التي تركز على خلافاتها مع بعض دول المنطقة، وبالتأكيد ستقابل هذا الاجتماع بالانتقاد وليس أكثر من ذلك. ورأى السفير السفير عادل الصفتي، وكيل أول وزارة الخارجية السابق، أن توقيت دعوة السعودية لهذا الاجتماع مناسب، في ظل الاضطرابات التي تُحدثها إيران في المنطقة وشهدتها السعودية مؤخرًا بإطلاق صاروخ باتجاهها. وبين في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، أن السعودية ترى أن إيران دفعت بحزب الله لضرب السعودية الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن المملكة تسعى للحصول على تأييد عربي لموقفها المعادي لطهران، التي أصبحت تمثل خطرًا على دول المنطقة العربية وليس السعودية فحسب.