"الطفل"..لسانه أطول منه، عبارة يتداولها دائمًا الأباء والأمهات، نتيجة لكثرة التساؤلات الغريبة التي يطرحها عليها أبناءهم، والتي غالبًا تسبب الحرج الشديد لهم لعدم قدرتهم على الرد على تلك التساؤلات. وهناك بعض الأباء يجتهدون من أجل إبداء ردود مقنعة، والبعض الأخر يلجئ إلى العصبية المفرطة للتهرب من التساؤلات، وهو الحل الذي يلجأ إليه الغالبية، ولكن يتسبب هذا الفعل في إتجاه الأطفال إلى طرق أخرى للحصول على إجابات مقنعة ومن هنا تأتي الخطورة على أبناءنا، لأن غالبًا ما يحصلون على إجابات تشوه مفاهيمهم وينعكس ذلك على تصرفاتهم وسلوكهم. ومن أكثر الأسئلة التي تدور في عقول أبناءنا وغالبًا تتعلق ب "الله سبحانه وتعالى"، واخرى كالسؤال عن كيف جئت إلى الدنيا؟"، و "هو فين ربنا؟"، "مين الي خلق ربنا؟". وفي هذا السياق رصدت كاميرا "بوابة الوفد" أبرز أسئلة الأطفال وكيفية تعامل الآباء معهم. وكان سؤال "كيف جئت إلى الدنيا؟" أكثر الأسئلة التي يطرحها الأطفال وتدور في عقولهم، فقالت مدام نهى "شرحتلها أن الدكتور بيفتح بطني وبيطلع البيبي". وأضافت مدام مروة، أجبت على السؤال بطريقة مبسطة، وهي أن لما بابا وماما يتزوجون تأتي إلى الدنيا. والتقط طرف الحديث أشرف صبحي، مؤكدًا أنه يتعامل مع أطفاله ببساطة وعفوية قائلًا: "بتعامل معاهم كأني طفل من سنهم". وتابع سيد عبد الله:" أوقات حفيدي بيسألني عن حاجات كتير بتيجي في التليفزيون بحاول أفهمه بهدوء لأن مش هينفع أزعقله". وقالت هيام محمد "بنتي عندها 7 سنين وبتسال أسئلة محرجة جدًا وأوقات كتير بتعصب لكن بحاول أفهمها بهدوء"، مؤكدة أنها دائمًا ترشدها إلى الحلال والحرام وأن الله دائمًا يراها. وفي السياق ذاته أضاف محمود سمير، "أبني بيدخل معايا في جدال وحوار مش مجرد سؤال ودائمًا يعترض على المصروف لكن أنا بحاول أعلمه أنه يدخر في الفلوس عشان المعيشة بقت غالية". وعلى الجانب الأخر أدلى الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي برأيه، فقال أن من أبسط حقوق الطفل طرح الأسئلة لاكتشاف العالم من حوله وبناء شخصيته المستقلة، مؤكدًا أن هذا الأمر طبيعي وإن دل على شئ فهو يدل على ذكاء وفطنة هذا الطفل. كما حظر الآباء من الردود التقليدية مثل "هو كده" لأن ذلك يزيد أستفسار وتساؤل الأطفال حتى يجد الأباء أنفسهم في دائرة مغلقة لا يقدرون على الخروج منها، ولذلك يجب عليهم أن يتلقون الأسئلة بصدر رحب دون تذمر ويحرصون على اختيار لغة الحوار المناسبة. وحذر الخبير النفسي، من اختلاق القصص الوهمية منها "لاقيناك قدام باب الجامع، أو وضعنا سكر تحت السجادة ولاقيناك" لأن ذلك يؤثر سلبًا على نفسية الطفل. وأكد "فرويز" أنه من الضروري على الأباء توضيح الأمر للطفل بشكل مبسط وتتناسب الأجابة مع عمره ومستوى ذكائه، وعندما يبلغ الطفل العاشرة من عمره يجب تقديم الإجابات له بشكل صحيح لأنه يكون على أعتاب سن البلوغ، فيجب أن يجد تفسيرًا منطقيًا لأسئلته، أما سن ما تحت العاشرة فمن الممكن منحه إجابات مبسطة ومحددة عن أسئلته، وبعد ذلك يبدأ الأب أو الأم بسحب الطفل إلى موضوع آخر يحبه ويتحدث معه حتى يشغل عقل الطفل بهذا الموضوع ويصرف أنتباه عن الموضوع الأصلي. شاهد الفيديو...