قبل أن يسجل محمد أبوتريكة هدفه التاريخي في مرمى الصفاقسي التونسي بملعب رادس في نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2006، كانت هناك لقطة ساهمت في تتويج الأحمر باللقب. انفرد مهاجم الصفاقسي طارق الزيادي بمرمى الحارس عصام الحضري، وأودع الكرة في الشباك محرزاّ هدفاً شرعياً، ولكن الحكم البنيني كوفي كودجا كان له رأي آخر، وألغى الهدف بعد أن رفع مساعده رايته مشيراً إلى تسلل المهاجم التونسي. وعندما أدار الحكم الجامبي مباراة مصر والكونغو في الجولة الخامسة لتصفيات كأس العالم لكرة القدم، روسيا 2018، في ملعب الجيش ببرج العرب يوم 8 أكتوبر الماضي، انهالت الإشادات على الحكم الذي أعطى كل ذي حق حقه، ومنح المنتخب ركلة جزاء مستحقة في الوقت القاتل من اللقاء، بعد عرقلة محمود حسن تريزيجيه، وأحرز محمد صلاح هدف الفوز الذي صعد بمصر إلى المونديال بعد غياب منذ عام 1990. وفي غضون 27 يوماً، تحوّل الحكم جاساما، أحد أفضل الحكام في القارة الأفريقية، من ملاك في برج العرب إلى شيطان في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، بعد أن خسر الأهلي البطولة أمام الوداد المغربي بهدف نظيف، بعد أن تعادل الفريقان ذهاباً 1-1. انصب الغضب الأهلاوي على الحكم، والذي بدأ منذ نهاية المباراة الأولى، وكان واضحاً أن هناك حالة من الترصد الأحمر لتعليق شماعة الهزيمة الواردة في عالم كرة القدم على التحكيم. الواقع على الأرض، ومن خلال الإعادات التليفزيونية، فإن معظم الاتهامات التي وجهها المدير الفني للأهلي حسام البدري ولاعبوه وإدارته للحكم لم يكن لها أساس من الصحة. فهدف الوداد ليس به شبهة تسلل، فقد تسلم أشرف بن شرقي الكرة وهو في وضعية سليمة، في ظل تغطية الظهير الأيمن للأهلي محمد هاني للتسلل، أما الحالات التي اعترض عليها أنصار الأهلي حول وجود ركلات جزاء مستحقة فقد ثبت أن كلها اعتراضات لا محل لها من الإعراب، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق، أما باقي الاعتراضات بأن الحكم حجّم المباراة، وجامل الوداد في بعض الأمور مثل عدم احتساب وقت بدل ضائع كافي في الشوط الثاني، وبعض الكرات غير المؤثرة على النتيجة، فإنها لم تكن العامل الحاسم الذي أضاع البطولة التاسعة على الأهلي.