فى رحاب جامعة السلطان قابوس، شهدت سلطنة عمان التوقيع على ميثاق الشرف الإعلامى الاسترشادى للإعلاميين والصحفيين فى السلطنة من جانب كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمكتوبة والإلكترونية، ووكالة الأنباء، وجمعية الصحفيين، وهو يعد أول ميثاق أخلاقى لمهنة الصحافة والإعلام فى السلطنة يوضح الحقوق والواجبات. تم توقيعه خلال المؤتمر العلمى الدولى الذى عقد تحت عنوان : «المجتمع العربى وشبكات التواصل الاجتماعى فى عالم متغير»، ورعى حفل افتتاحه الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام. نظم المؤتمر العلمى الدولى الثانى قسم الإعلام بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعيّة ، جامعة السلطان قابوس واستمر حتى الثانى من نوفمبر، وكان ساحة علمية متميزة لبحث ومناقشة واقع هذه الشبكات وتأثيراتها سواء على فئات المجتمع أو على الأوضاع المجتمعية من منظور إعلامى ثقافى تربوى اجتماعى نفسى تعليمى. كما هدف إلى تشجيع الباحثين من مختلف الدول العربية والأجنبية ومن مختلف التخصصات الاجتماعية والإنسانية على مواكبة الاهتمام البحثى العالمى بظاهرة شبكات التواصل الاجتماعى، وتحقيق رصيد علمى عربى حولها يعين صانع القرار والمؤسسات المختلفة على إدراك واقع استخدامها وتأثيراتها المحتملة على المجتمع. وأوضح الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام فى تصريح صحفى أن الميثاق قام بإعداده زملاء المهنة، وبتعاون وثيق مع قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، مؤكدا أنه يكرس المهنية ويعزز من القيمة العالية لمهنة الإعلام بشكل عام. وأعرب عن شكره لكل الجهود التى أوصلت لميثاق الشرف. وأشار الى أن المؤتمر يأتى فى ظل متغيرات عالمية أثبتتها دخول شبكات التواصل الاجتماعى كعامل متغير ومهم فى التحولات المجتمعية التى يشهدها العالم بشكل عام، وقال نحن هنا جزء من هذا العالم، موضحًا أهمية المؤتمر الذى ناقش 107 أوراق علمية محكمة حول أهمية هذه المواقع ودورها وتأثيرها ومتغيراتها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. كما تحدث عوض بن سعيد باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية، حول الميثاق فقال إن وجود تشريعات وقوانين تنظم المهنة، سواء فيما يتعلق بالإعلام التقليدى، أم بظاهرة شبكات التواصل الاجتماعى يعتبر من الأمور الحيوية التى تحفظ للمجتمعات توازنها، وتجعلها تواصل مسيرتها التنموية فى عالم يتسم بالصراعات والحروب. وأضاف رئيس الجمعية: إن الميثاق استرشادى ليكون الصحفيون والعاملون فى حقل الإعلام عموما على بينة بالحقوق والواجبات. من جانبه قال الدكتور عبد الله بن خميس الكندى، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وعضو اللجنة التحضيرية، إن الاستخدام الجماهيرى الواسع لهذه الشبكات عالميا وعربيا، مثل علامة فارقة فى تاريخ الاتصال الجماهيرى، فبعد أن كانت أرقام المليون قارئ للصحيفة الواحدة، وأرقام العشرة ملايين مشاهدة للقناة التليفزيونية الواحدة تمثل أرقامًا قياسية يصعب كسرها، تتحدث الإحصاءات اليوم عن أن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية مرتبطون بالشبكة العالمية للمعلومات «الإنترنت»، أى ما يقرب من أربعة مليارات نسمة، منهم ما يقرب من 3 مليارات مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعى بكل أنواعها. وأشار إلى أنه ينبغى تجاوز الصدمة من هذه الأرقام إلى التفكير فى التأثيرات التى تقودها هذه الشبكات، والتغييرات التى تؤدى إليها فى مشهد العملية الاتصالية والدعوة إلى إنتاج محتوى إعلامى متطور وإبداعى وتنافسى. وناقش المؤتمر 107 أوراق علمية عبر 24 جلسة علمية لبحث ظاهرة شبكات التواصل الاجتماعى فلسفيًا ونظريا، كما تطرق إلى علاقاتها بوسائل الإعلام التقليدية، واستخداماتها، والإشباعات المتحققة منها، والأدوار السياسية والمؤسسية والاجتماعية والثقافية والتربوية التى تؤديها ، إلى جانب تأثيراتها والأطر القانونية والأخلاقية المنظمة لاستخدامها. وقال الدكتور حسنى نصر رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس فى ورقة عمل حول مستقبل الثقافة العربية فى عصر الرقمية: إن سقوط النخب الثقافية الذى نشهده حصريًا هو نتيجة لتطور الإعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعى، إلى جانب تطور التكنولوجيا التى سعت إلى توسيع حجم المشاركة الجماهيرية فى انتاج محتوى الانترنت. وأضاف أنه بوصول الانترنت للمواطن العادى سقطت النخب التى تحتكر الثقافة بدءًا بالسلطة الدينية وليس انتهاءً بملاك الصحف. ويكتسب توقيع الميثاق الكثير من الأهمية والدلالات البالغة، لأنه صدر وتم التوقيع عليه من جانب كل وسائل الإعلام العمانية، المسموعة والمقروءة والمكتوبة والإلكترونية، ووكالة الأنباء العمانية، وبالطبع جمعية الصحفيين العمانية، وأيضا للمحتوى الذى يتضمنه الميثاق. واستطاع الإعلام العمانى فى ظل رعاية السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان أن يقوم بدوره الوطنى، التنموى والتنويرى، وأن يكون جسرا قويا ونافذة مفتوحة ومشرعة دوما، بين الشعب العمانى وأشقائه من حوله والعالم أجمع، دعما لقيم الحوار والاعتدال والتقارب والتفاهم مع الشعوب لخدمة المصالح المشتركة والمتبادلة، ولتعزيز فرص السلام والاستقرار فى المنطقة ومن حولها.