سلط الكاتبان المتخصصان في شؤون الخليج، جيورجيو كافيرو وثيودور كاراسيك الضوء من خلال تقرير يحمل عنوان "الطموحات المستقبلية للملكة السعودية"، حيث رأى الكاتبان أن استغلال المملكة للصحراء الكبرى سيفتح الباب أمام مستقبل جديد للمملكة بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان. أكد التقرير المنشور على موقع فير أوبزرفر الأمريكي أن مدينة نيوم ستضم جسر الملك سلمان الذي سيربط المدينة مع مصر والأردن وحدود أفريقيا، وأن السعودية تعتبر المشروع مركزا لثورة صناعية رابعة يكمل خطة المملكة الطموحة في تحقيق تحول سياسي واجتماعي. ويتوقع كاتبا التقرير أن مدينة نيوم التي ستفتتح بحلول عام 2030، ستكون مصدر إلهام جديد "لجيل جديد من المدن الذكية" التي تعتمد على الطاقة النظيفة في المناطق الحضرية. التخطيط للمستقبل نيوم.. هو مشروع جديد وطموح يتناسب مع خطط بن سلمان لقيادة المملكة العربية السعودية ودفعها للعودة على مسار "الإسلام المعتدل"، بصيغة أقل صرامة في تطبيق الشريعة والاختلاط بين الجنسين لتشجيع النموذج الجديد للدولة ذات المدينة المختلفة كليا. وسيتكون جنوب مدينة نيوم من منتجعات فاخرة لساحل البحر الأحمر، تغطي ما يصل إلى 50 جزيرة و 13.127 ميلا مربعا. هذه المنطقة بين مدينتي أملج والواج أكبر من بلجيكا، ومن المقرر أن تصبح نقطة سياحية ساخنة لجعل منطقة البحر الأحمر في السعودية مركزا تجاريا إقليميا نابضا بالحياة يجذب السياح ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم. لجعل المنطقة أكثر جاذبية على الصعيد الدولي، ما سيفرض قواعد أقل صرامة بشأن القواعد الاجتماعية منها تقنين الكحوليات داخل تلك المنتجعات. ويتمتع كل من مشروعات نيوم ومنتجعات البحر الأحمر بإمكانية تعزيز مكانة الحجاز الإقليمية والدولية كوجهة سفر للسياح ورجال الأعمال على حد سواء. وضخ استثمارات كبيرة من خارج المملكة وفتح باب الفرصة أمام مواجهة تراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلد الغني بالنفط، حيث لا تزال أسعار النفط يسيطر عليها الاتفاق السعودي الروسي، من خلال تشجيع الاستثمار المحلي. ويضاف إلى المعادلة الاقتصادية صناعات الحج والعمرة التي ستحفز المزيد من الإيرادات والنمو الاقتصادي، مما سيساعد على تنويع مصادر السعودية بعيدا عن قطاع النفط، ونتيجة ذلك فإن المملكة ترى مركزها الجغرافي الاقتصادي في هذه المشاريع الثلاثة، نيوم ومنتجعات البحر الأحمر وصناعات الحج والعمرة. يقول التقرير إن المشككين في مشروع نيوم الجديد، يتذكرون محاولات السعودية في منتصف الألفينات بوعود إنشاء مشاريع ومدن جديدة لم تتحقق، مما يثير المخاوف بشأن واقعية تحقيق مشروع المدينة الضخم. ومع ذلك، فإن حالة مدينة نيوم تختلف، إذ أن ولي العهد يعتبرها نموذج تشغيل جديد لرؤية 2030 وليست هدفا على المدى القريب وإنما علامة بارزة للمملكة العربية السعودية بين اقتصادات العالم على المدى الطويل. وختم الكاتبان تقريرهما حول "نيوم" بأن المدينة حلم يضيف الإثارة والزخم لرؤية 2030، وبالطبع فإن هناك مخاطر تنطوي في العديد من المجالات، من التمويل والتأمين حتى البناء، بالإضافة إلى الآثار المتعددة الأوجه لهذا المشروع على المجتمع السعودي. لا شك أن عديد من العقبات والصعوبات ستتحدى هذا المشروع لكن شق المملكة طريقها إلى هذا المشروع ضروريا لحدوث التحول الثوري الذي تتطلع له السعودية.