43٪ من اشتراكات الإنترنت تتمركز فى القاهرة الكبرى و29٪ نسبة استحواذ محافظات الدلتا على الإنترنت فى مصر و11٪ الإسكندرية ومطروح وقبلى 11% ومدن القناة وسيناء والبحر الأحمر 6% 22.7 ألف نسمة عدد السكان المخدومين بمكتب بريد واحد «السيسستم واقع»، جملة مكونة من كلمتين كفيلة بزيادة «الطين بلة»، وتضيف إلى البيروقراطية وتوقف المراكب السائرة، وتعطل مصالح المواطنين جزءًا جديدًا يقف عندها نظام العمل ويصبح طابور الانتظار أكبر من المواطن الذى يرغب فى إنهاء أوراقه، رغم أن «السيستم» هو نظام يربط عددًا من الأنظمة والمصالح وشبكات موحدة على مستوى الجمهورية ببعضها البعض عن طريق شبكة الإنترنت، ومن المفترض أنه يُسهل كثيرًا لإنهاء مصالح المواطنين فى أسرع وقت وليس زيادة الشقاء والمعاناة. بدأت الحكومة المصرية إطلاق خطة لميكنة خدمات المواطنين، منذ 16 عامًا تقريبًا، فى الفترة من 2001 وحتى 2004، رصد تقرير الأممالمتحدة للحكومة الإلكترونية لعام 2016، أن ترتيب مصر فى المؤشر يأتى فى المركز 108 بين دول العالم، يسبقها فى الترتيب عدد من الدول العربية، مثل البحرين والإمارات والكويت والسعودية وقطر، حيث جاءت تلك الدول فى المراكز الخمسين الأولى على مستوى العالم. وتشهد العديد من مكاتب الخدمات الجماهيرية بصفة شبه يومية كوارث بطلها الرئيسى «السيستم» ومن هذه المكاتب «التأمينات، السجل المدني، البريد، استخراج فيش وتشبيه، وحدات المرور، صرف السلع التموينية»، حيث يزيد طابور الانتظار حتى يعمل «السيستم» مرة أخرى وتتم المصلحة بسلام، رغم أن العملية بأكملها من المفترض أن لا تستغرق دقائق قليلة، ولكن «السيستم» إضافة إلى البيروقراطية يجبرونك على قضاء جزء كبير من نهار يومك فى هذه المصالح، ويمكن أن تصبح بعدها غير مؤهل نفسيًا لإنجاز أى شيء خلال باقى اليوم. مواطنون: الموظفون يعطلونه بالكاد ليريحوا أنفسهم «شماعة السيستم واقع»، هكذا أكد لنا محمد إبراهيم السيد، 35 عامًا، أنه شاهد بعض الموظفين أثناء استخراجه شهادة للميلاد، وهم يقومون بتعطيل مصالح المواطنين لأنهم لا يقدرون على الإفطار بعيدًا عن بعضهم البعض، أو الإفطار وهم ينهون مصالح المواطنين، ويجلسون داخل المكاتب وكأنهم فى عزومة يأكلون إفطارهم فى دائرة وعندما تسألهم يكون الرد «السيستم واقع». أضاف «إبراهيم»، أنه مر بيوم صعب للغاية عندما ذهب لاستخراج شهادة ميلاد، من أحد السجلات المدنية فى محافظة الجيزة، وأنه انتظر لوقت طويل فى طابور كبير حتى يأتى «السيستم»، واضطر فى النهاية لاستخراج 4 شهادات ميلاد له ولكل فرد لأسرته الصغيرة المكونة من زوجة وثلاثة أولاد حتى لا تتكرر المأساة ويمر بهذا اليوم مرة أخرى. أحمد رضا، 25 عامًا، قال إن الشعب المصرى أصبح عنده مناعة كبيرة من الطوابير والجلوس فى المصالح لوقت طويل، وأنه وقف فى طوابير طويلة فى أكثر من يوم بسبب «السيستم»، أولها عندما ذهب لاستخراج فيش وتشبيه ليضعه ضمن أوراقه ليتقدم لوظيفة ما، وموقف آخر عندما ذهب لاستخراج شهادة ميلاد مع أخيه من السجل المدنى فى مركز أوسيم، وقضوا خلال هذا اليوم ساعتين فى الطابور. ويرى أن مشكلة السيستم وتعطيل مصالح المواطنين لها عدة جوانب أولها أن يكون النظام والأجهزة نفسها قديمة وسيئة مثلها مثل جميع وسائل الدولة القديمة والذى عفا عليها الزمن، بالإضافة إلى سوء بعض الموظفين وعدم وجود الضمير ويكون «السيستم» سليمًا ويعمل، ويقولون إنه معطل حتى يحصلوا على رشوة ما، أو يريحوا أنفسهم من ضغط العمل لدقائق، ويرتاحوا من زحمة المواطنين، حتى يمل المواطن ويذهب إلى فرع آخر لإنجاز أوراقه. «لفيت السبع دوخات عشان فيش» هذا ما أكده خالد محمود، من عزبة الأبعدية، بمحافظة الجيزة، لاستخراج فيش وتشبيه من المركز ولكننى وجدته يستخرجه على الطريقة اليدوية القديمة، فذهبت إلى قسم إمبابة ليستخرجه فوجد الطابور طويلاً للغاية، ونصحنى أحدهم بالتوجه إلى أحد أقسام مدينة السادس من أكتوبر مباشرة لاستخراج الفيش سريعًا، لأن جميع الأقسام المركزية القريبة مثل الدقى والعباسية ستكون مكدسة بالطوابير الطويلة. أردف قائلاً: إنه توجه إلى مدينة السادس من أكتوبر، لاستخراج الفيش ولم يجد إلا ثلاثة أشخاص فقط، وعندما سأل عن استخراج الفيش قالوا له انتظر حتى يأتى «السيستم» لأنه واقع، مضيفًا أن «السيستم» عاد للعمل مرة أخرى بعد ساعة كاملة، وأن الإجراءات نفسها لا تستغرق دقيقتين من الأساس. خبراء: جهل وكسل الموظفين سبب الأعطال حول الجانب التكنولوجي، كشف أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن مشكلة «السيستم» يقف خلفها عدة أسباب منها أن يكون «السيستم» المركزى للمنظومة لا يعمل، أو مشكلة من مشاكل الإنترنت، وهذا لأن درجة الأمن والأمان على الإنترنت ليست قوية حتى فى الجهات الحكومية التابعة للدولة، إضافة إلى أنه فى أصعب الحالات التى لا تحدث إلا قليلاً جدًا يكون هناك مشكلة فى الكابل الأساسى التابع للدولة والذى يمر فى البحر. وأوضح وجود العديد من الأسباب الأخرى منها الجهل الإلكترونى لدى بعض موظفى الدولة عن طريق استخدام أجهزة قديمة فى مناطق تعتبر مهمة للغاية وتخدم جزءًا كبيرًا من المواطنين، إضافة إلى أن الإنترنت يشبه المرور وتصبح الحركة بطيئة عندما يكون هناك اختناق وإقبال كبير من قبل المشتركين على الشبكة وبالتالى تصبح السرعة أقل، مؤكدًا أن الإنترنت فى مصر جيد ولكنه ليس الأمثل، وذلك لأن مصر تستعمل حتى الوقت الحالى الكابلات النحاس التى تركها العالم الحديث حاليًا وبات يستخدم الألياف الضوئية فى الإنترنت. ويرى المهندس مالك صابر، مدير قواعد بيانات، أن الكسل والجهل أهم الأسباب الرئيسية لتعطل «السيستم»، مؤكدًا أن أغلب الجهات الحكومية لا تهتم بالتكنولوجيا، ويتسم موظفوها بالكسل فى تحديث ومتابعة الأجهزة والشبكات التى يعملون من خلالها وبالتالى يؤدى ذلك إلى هلاك الشبكات وقلة جودة عملها لأن الشبكات والأجهزة خاصة تحتاج إلى متابعة وتحديث دورى يكون بسيطًا للغاية ولكن جهل الموظفين وكسلهم يجعلهم لا يقومون به. وأضاف «صابر» أن «السيستم» عبارة عن عدة طبقات ومستويات، وعندما تحدث مشكلة تكون فى إحدى الطبقات وبالتالى يجب معرفتها حتى يتم حل المشكلة بداية من «السيرفر» الرئيسى الذى يؤدى إلى تعطيل ما تحته، أو يكون العطل فى نظام التشغيل نفسه، أو الجهاز الشخصى للموظف والشبكة الخاصة به فقط، مضيفًا بأنه من الضرورى إيجاد بدائل للطوارئ، حتى لا يتم تعطيل نظام العمل فى حالة وجود صيانة لأحد الطبقات أو الأنظمة، وعندما يزيد استخدام العملاء فى بداية الشهر أو نهايته مثلاً، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتحديثات الدورية للشبكات والاهتمام بالأجهزة. مصر فى المركز الأخير فى سرعة الإنترنت احتلت مصر المركز الأخير، فى متوسط سرعة الإنترنت، فى قائمة تضم 31 دولة، خلال تقرير موقع «We Are Social's»، عن الرقمية فى 2016، وأوضح التقرير الذى عرض أداء الخدمات الرقمية العالمية فيما يقرب من 232 بلدا حول العالم، أنه تم اختيار مصر ضمنهم، وأن متوسط سرعة اتصال الإنترنت فى مصر للاتصال الثابت حوالى 1.7 ميجا بايت فى الثانية. وأشار التقرير إلى أن هناك أكثر من 48 مليون مستخدم إنترنت نشط فى مصر، من إجمالى عدد السكان، بنسبة انتشار 52%، وسجلت مصر نموًا بنسبة 8% فى عدد مستخدمى الإنترنت، بالإضافة إلى 43% من السكان لديهم اتصالات الجيل الثالث، ويستخدم 89% من السكان طرق الاشتراك المدفوعة مسبقًا، وتطرق التقرير إلى أن سرعة الإنترنت فى مصر كانت موضع نقاش فى السنوات الأخيرة، حيث اشتكى المستهلكون من سرعة الإنترنت المنخفضة جدًا، والتى تعد واحدة من أدنى المعدلات فى العالم، وفقًا للتقرير. كما كشف تقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ارتفاع عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر إلى نحو 7 ملايين مستخدم خلال عام، منهم نحو 3 ملايين خلال شهر، حيث أشار التقرير إلى وصول عدد مشتركى الإنترنت إلى 33.19 مليون مستخدم فى أبريل 2017 مقارنة ب30.45 مليون فى مارس 2017، و26.8 مليون فى أبريل 2016. وأوضح تقرير مؤشرات وزارة الاتصالات الصادر فى أغسطس الجارى أن مشتركى الإنترنت فائق السرعة ADSL ارتفع إلى 4.57 مليون مشترك، فى أبريل 2017، بمعدل تغيير شهرى 1.77% ومعدل تغيير سنوى 12.74%، وذلك مقارنة ب 4.49 مليون فى مارس 2017 مشترك و4.05 مليون فى أبريل 2016. وبلغ متوسط عدد السكان المخدومين بمكتب بريد الواحد وفقًا لمؤشرات وزارة الاتصالات إلى 22.73 ألف نسمة كما انخفض عدد المعاشات المنصرفة من خلال البريد 5.23 مليون مستفيد فى مارس 2017، مقارنة ب6.11 مليون فى فبراير 2017، و5.62 مليون فى مارس 2016.