سمير سيف: ميزانية المهرجان ضعيفة ولا تكفى يبدو أن المهرجان القومى للسينما الذى يقام حاليا ويستمر حتى 26 أكتوبر الحالى يلفظ أنفاسه الأخيرة، بسبب تراجع قيمته لدى المسئولين والجمهور والفنانين، فبعد أن كان يضيء دار العرض السينمائى، ويفرز مبدعين جدداً للساحة الفنية، أصبح آيلاً للسقوط، ويعرض أفلاماً دون المستوى، فمعظمها تجارب للطلبة، كما يتم اختيار الأفلام المشاركة بشكل عشوائى سواء من المراكز الثقافية أو السينمائية، ورغم أنه يرأسه قامة كبيرة ومخرج له ثقله الإبداعى، إلا أن الظروف المحيطة به إعاقته فى تعديل لائحة المهرجان وزيادة ميزانيته التى لا تتعدى مليوناً ونصف المليون جنيه، وهو مبلغ لا يليق بمهرحان قومى يحمل اسم مصر، الذى كانت الدولة تدعمه منذ بدايته. ورغم العروض المجانية، إلا أن المهرجان انطلق فى صمت دون اهتمام من نجوم السينما ليمر مرور الكرام على المشاهدين وربما لم يسمع أحد عنه، فاقتصر الحضور من جانب الفنانين على ندوات أفلامهم فقط، فلاشك أن جميعها بوادر تعلن نهايته على مرأى ومسمع الجميع. ونطالب وزير الثقافة حلمى النمنم، بتشكيل لجنة تضم سينمائيين ونقاداً بارزين لتقييم وإعادة صياغة «المهرجان القومى للسينما» الذى يُعقد سنوياً، ويعرض فيه مجمل الإنتاج المصرى من أعمال روائية طويلة وقصيرة وتسجيلية بهدف منح المتميز منها جوائز مالية، وزيادة ميزانيته السنوية. أفلام لا تليق بالمهرجان عرض المهرحان أفلاماً لا تليق بتاريخه السينمائى، التى كان بها عيوب كثيرة وتحتاج إلى مونتاج وتصوير وصياغة جيدة أكثر من ذلك. وتقول المخرجة حنان موسى: إن أفلام الرسوم المتحركة ظُلمت فى المهرجان، كما أنها لا تلقى اهتماماً من أحد، ومن المفترض أن يكون هناك اهتمام بتلك النوعية من الأفلام، لأنها تعتبر أعمالاً جاذبة للعين ويشاهدها الصغير والكبير، وعلى صندوق التنمية الثقافية برعاية هذا الفن وإنتاج أفلام تنافس أفلام هوليوود العالمية. ومن جانبه قال الدكتور حسن عماد عميد إعلام جامعة مصر: على إدارة المهرجان أن تدقق فى اختيار الأفلام التسجيلية والوثائقية المشاركة أكثر من ذلك، حتى لا يعرض أفلاماً دون المستوى بعيدة عن عناصر الفيلم التسجيلى المتعارف عليها، هذا لا يعنى أننا نقلل من قيمة التجارب الشبابية، ولكن المعروض منها غير صالحة للعرض، حيثُ تحتاج لإعادة بناء ورؤية. وتابع: على المهرجان إعادة ترتيب أوراقه حتى يعود له بريقه ويكون جاذباً للجمهور والمهتمين، وهو الدور الذى يجب أن تقوم به اللجان التى من المفترض أن تفرز أفلاماً جيدة يتيح لها المشاركة. سلبيات المهرجان.. من المؤسف فى الأمر الذى لاحظته أثناء حضورى المهرجان، أن فريق الأفلام التسجيلية والوثائقية والرسوم المتحركة كان يبحث عن جمهور لحضور العروض، لدرجة أن بعض المخرجين لجأ إلى أقاربهم وأصدقائهم حتى لا تكون القاعة خاوية. وهو يعيب على المهرجان فى ذلك، الذى كان من المفترض أن يرسل خطابات رسمية للكليات الفنية والسينمائية والمسرحية لمشاركة الطلبة فى فعاليات المهرجان. الرقابة والمهرجان.. منحت الرقابة المصنفات الفنية موافقة للأفلام التى تعرض بالمهرجان، و10% منها خضع إلى التصنيف العمرى للأفلام ما بين «+ 12» حتى «+ 16»، فى حين حصل 90% من الأفلام المشاركة على تصنيف العرض العام ولم يتم منع فيلم واحد من العرض. «منها اشتباك ومن 30 سنة» 21 فيلماً روائياً فى المهرجان.. يعرض خلال المهرجان هذا العام 21 فيلماً روائياً طويلاً، أبرزها «اشتباك» للمخرج محمد دياب، «الماء والخضرة والوجه الحسن» للمخرج يسرى نصرالله، «نوارة» للمخرجة هالة خليل، «يوم للستات» للمخرجة كاملة أبوذكرى، «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» للمخرج هادى الباجورى، «حسن وبقلظ» للمخرج وائل إحسان، وفيلم «من 30 سنة» للمخرج عمرو عرفة، «لف ودوران» للمخرج خالد مرعى. وفى مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والتحريك وهى «15» فيلماً تسجيلياً أكثر من 15 دقيقة، الأفلام التسجيلية حتى 15 دقيقة وعددها 11 فيلماً، الأفلام الروائية القصيرة وعددها 51 فيلماً، أفلام الرسوم المتحركة وعددها 9 أفلام. وكانت لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك قد بدأت أولى جلساتها برئاسة مدير التصوير سعيد شيمي، وعضوية إيمان عاطف، معتز الشحري، المخرج شريف البندارى والناقد مجدى الطيب. إلغاء حفل الافتتاح.. اضطر المخرج سمير سيف رئيس المهرجان لإلغاء حفل الافتتاح بسبب غياب النجوم، هرباً من فخ الانتقادات التى كانت ستلاحق المهرجان، وهو موقف يُحسب له. وتغلب سيف على ذلك بعرض الأفلام الروائية بأقاليم مصر مثل القاهرة، الإسكندرية، سوهاج، المنيا، الأقصر، الدقهلية، وألغت إدارة المهرجان عرض الافلام بشمال سيناء نظراً للظروف العصيبة التى يمر بها أهلها ومحاربتهم الإرهاب الغاشم. الندوات.. أكد الكاتب محمد السيد عيد أن هناك عدداً من الملاحظات حول فيلم «أصوات خلف الأسوار» منها استعانته بأفلام من الإنترنت مما أثر على جودة الفيلم من الناحية التقنية، كذلك التركيز على فترة معينة، ولم يطرح الهم المعاصر، قائلاً إن السبب قد يكون لسنة الإنتاج. وعن فيلم «صوتها العالي» علق الكاتب الكبير على الفيلم من الناحية التقنية من حيث الصورة والصوت، وأضاف أن الفيلم يقدم معلومات مهمة عن المخرجة إيناس الدغيدي، وشخصيتها وكم كبير من المعلومات عنها، وقال مخرج الفيلم إن فيلمه كان مشروع تخرج فى معهد السينما، وأضاف أنه استعان ب 16 فيلماً من أفلام المخرجة إيناس الدغيدي، وإن المونتاج والبحث والخلط بين أفلام المخرجة واللقاءات كان مرهقاً للغاية، مما جعله يغير فى طريقة السرد، حتى لا يتحول الفيلم إلى فيلم ممل، وأكد أن الصوت العالى المقصود به أفلام المخرجة فى السينما. وعن فيلم حصار قال مخرج العمل إن الفيلم عن رفض المجتمع وحصاره النفسى والجسدى للإنسان، وشدد الحضور على ضرورة وجود هذه النوعية من الأفلام لتقوية الإرادة عن الشباب. وعن فيلم ورقة التوت قال مخرج العمل، إن الفيلم يلخص العلاقة الزوجية بين الزوجين، مع التطرق إلى فكرة الخيانة الزوجية من الطرفين، ومحاولة لمس الجوانب الشائكة فى تلك العلاقة، ومن جانب آخر قال أحد الحضور إن الفيلم لم يذكر أسباب الخيانة الزوجية. وعن فيلم صاحب الجلالة قال مخرج العمل، إن الفيلم عن الصراع داخل الفنان، وصراعه مع المجتمع، وأضاف أن بطل الفيلم يصبح ملكاً على المسرح فى المكان الوحيد الذى يجد نفسه فيه. وفى حفلة السابعة أقيمت ندوة عقب عرض الأفلام مع الصناع وأدارها أيضاً الكاتب محمد السيد عيد، وعن فيلم «متر فى متر» قال مخرج العمل إن الفيلم حالة خاصة عن المقابر، والحديث عن أسعار المقابر المرتفعة، وأضاف المخرج أن الفيلم صنع بإمكانيات شخصية، وهو الفيلم يدق ناقوس خطر عن هذا الموضوع الشائك. وعن فيلم «ماريونت» قالت مخرجة العمل إنها فى الفيلم تجرب إحساسها فى الماريونت وقدمته بشكل مبسط وفلسفى، وقال الكاتب محمد سيد عيد إن المخرجة استطاعت أن تمزج بين حياة لاعب الماريونت والمسرحيات التى يعرضها. أما فيلم «المغفلة» فهو مأخوذ عن قصة الكاتب الروسى تولوستوي، وأن الدلالة فى الفيلم حول فكرة الديكتاتور فى التعامل، وخصم مرتب العاملة، والقصة تحتمل أكثر من وجه، وقال السيد عيد إن المخرج مغرم بالمكان الواحد. فيلم «بلاستيك» يتناول قصة شاب يتقدم لأكثر من فتاة ولكن يتم رفضه، فيتجه للعزلة، والسيناريست حاول أن يكتب تجربة لعدد من الشباب تم رفضهم بالفعل حين تقدموا لخطبة عدد من الفتيات، ويجسد فكرة الإحباط لدى هؤلاء الشباب بسبب الظروف الاقتصادية. ومن ناحية أخرى.. أكد المخرج سمير سيف رئيس المهرجان أننا حاولنا أن نختار شخصيات لها بصمة فى السينما بكل عناصرها، ووقع الاختيار على الفنانة الكبير لبنى عبدالعزيز التى أمتعت جمهورها بأدائها الممتع، والمخرج خيرى بشارة مخرج الروائع، والمصور محسن أحمد، والمونتيرة ليلى فهمي، التى تربت على أيدى نجوم كبار مثل صلاح ذوالفقار، فطين عبدالوهاب، حلمى رفلة، رشدى أباظة، والمصوِّر على حسن.. وعملت أيضًا مع عمالقة فن المونتير بدايةً من ألبير نجيب وسعيد الشيخ وحسن عفيفى وحسين أحمد وأحمد عبدالعزيز وفكرى رستم فتحى، ورشيدة عبدالسلام. وأضاف سيف أن لائحة المهرجان ليس بها ما يمنع من قبول العمل الذى تقدم به المخرج حسين ممدوح، واعتباره أصغر مخرج فى تاريخ المهرجان القومى للسينما المصرية، طالما أن العمل يستوفى شروط ولوائح المهرجان. وأضاف سيف أن ميزانية المهرجان تبلغ 1.5 مليون جنيه تقريباً، من صندوق التنمية الثقافية، ويختلف المهرجان عن باقى المهرجانات لأن مسابقته محلية، ولفت المخرج سمير سيف إلى أن راتب رئيس المهرجان القومى يتم بالاتفاق مع وزارة الثقافة مثل المهرجانات الأخرى، مشيراً إلى أن «القومى للسينما» لا يدعو ضيوفاً أجانب أو عرب، ولكن من الطبيعى وجود نفس النقاد لتغطية فعالياته، ورؤساء المهرجانات الأخرى لتبادل الخبرات. الأرقام 21 فيلماً روائياً طويلاً تشارك فى المهرجان 15 فيلماً تسجيلياً تشارك فى المهرجان 90٪ من الأفلام المشاركة فى المهرجان حصلت على التصريح بالعرض العام 16 مشهداً من أفلام المخرجة إيناس الدغيدى ضمن الفيلم التسجيلى صوتها العالي 1٫5 مليون جنيه مصرى فقط ميزانية المهرجان 4 مكرمين يتم تكريمهم فى ختام المهرجان 5 محكمين تم اختيارهم فى لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والقصيرة