منذ نحو الشهر، علق محمد الهلباوي أحد مسؤولي الدعاية في حملة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل على صورة للشيخ قائلا: "صورة رائعة بالتأكيد من تلك الحلقات المتناغمة في سلسلة أبو إسماعيل؛ ولكن ما يلفتُ إنتباهي حقًا في هذه الصورة هو طأطأة رأس حازم صلاح إلى الأرض وكأنَّه تذكر عظمة الله في نفسه فأراد أن يخسف بنفسه، بدون هذه الصورة نعرفُ تواضع هذا الرجل الذي ندر أن يوجد في الخلق الآن." انتهى كلام الهلباوي، ولم تُظهر الصورة في الواقع سوى أن الشيخ حازم صلاح كان ينظر إلى الأرض، وهي النظرة التي فسرها الهلباوي بخياله أن الشيخ تذكر عظمة الله فأراد أن يخسف بنفسه، قبل أن يزكي الهلباوي الشيخ بغلو واضح قائلا: هذا الرجل الذي ندر أن يوجد في الخلق الآن. واليوم يتعرض الدكتور ياسر برهامي لهجوم حاد من أنصار الشيخ وليس الشيخ لأقطع الحبل على المتصيدين وذلك لأن برهامي كتب مقالا حول الشروط المطلوبة في رئيس مصر القادم. وعلى الرغم من أن برهامي لم يأت على ذكر الشيخ حازم فإن أنصار الشيخ أبوا إلا أن يصدروا حكما بأن الدكتور ياسر كان يلمز الشيخ حازم بكلامه. لذا قررت أن أكتب إلى الشيخ حازم رسالتي هذه التي أتوقع أن تصطدم بآلاف المريدين دون أن تصل إلى الشيخ. شيخنا الفاضل حازم صلاح أبو إسماعيل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أخفيك سرا أنني لا أرى أصلح منك لأن يكون رئيسا لمصر على الأقل حتى وقت كتابة هذا المقال، لكنني أعتب عليك أن تسمح بهذه الهالة من التقديس التي أحاطك بها مريدوك. شيخنا الجليل. هل تصدق أنهم صاروا يبرؤون من المشايخ الذين يخالفونك؟ هل تصدق أن مِن أتباعك من يقول أفوض حازم صلاح للتحدث باسمي؟ قل لهم يا شيخنا إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يختارهما الشعب "بشيك على بياض"، وأن الصحابيين الجليلين تعرضا للتوبيخ والتأنيب بالتصريح دون التلميح وبالباطل فلم يفعل أتباعهما ما يفعله الآن بحق أخيك الدكتور ياسر برهامي. يا شيخ احثي التراب في وجه هؤلاء المداحين كما أمرك النبي صلى الله عليه وسلم. علِّمهم أن يقولوا نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله حازما. علِّمهم أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة وأنت من الأحياء. قل لهم إنني بشر أصيب وأخطئ فلا ينبغي أن تصوروا أي تحليل لي على أنه كان استشرافا للمستقبل. قل لهم لا ينبغي أن تكون نظرتي إلى الأرض تواضعا وإلى السماء تضرعا وإلى اليمين تيمنا وإلى الشمال إعراضا عن المسيء. قل لهم يا شيخنا إنك بشر لا يُوحى إليك. قل لهم إنكم بمديحكم الزائد أوهمتموني أنني أسوق ميدان التحرير حتى كادت الكارثة أن تقع وكاد المتظاهرون يعلنون البرادعي رئيسا لحكومة انتقالية من الميدان في لمح البصر. بالمناسبة لا زلت أراك الأقرب لكرسي الحكم ولا زلت أتمنى هذا اليوم، لكنني أرفض أن تلح على الإسلاميين في تأييدك فقد خضت السباق خشية الإثم وقد أعذرت أمام ربك فلا حاجة لك إلى كل هذا. انتقدتك دون أن أسيء بك الظن، وعندما قلت "أراه مخطئا" كنت دائما ما أردفها بعبارة: "بحسن نية"، لكنني لا أزال ألقى من بعض أنصارك سبا وتخوينا واتهامات بمعاداتك بدأها مسؤول دعايتك ولا أزال أنتظر المزيد.