عام 1973 لم يجرؤ أي إسرائيلي على القول بأن إسرائيل انتصرت في المعركة، والسبب أن النصر المصري زلزل إسرائيل ، فأبكي كل الإسرائيليين ،وأصاب المجتمع الإسرائيلي بأمراض نفسية ظل يعالج منها لسنوات طويلة. ولما مرت سنوات على ذكرى الحرب ، مارس الإسرائيليون هواياتهم التاريخية وفي تزييف الحقائق ، فزعموا أنهم انتصروا في المعركة، و عاما بعد آخر راحوا يدعمون هذا الزعم ويرددونه حتى صدقوا أنفسهم لدرجة أنهم حاليا يحتفلون بذكرى حرب يوم الغفران -السادس من أكتوبر! ويدلل الإسرائيليون على انتصارهم في أكتوبر بالثغرة التي أحدثوها في غرب القناة، والحقيقة أن الثغرة الإسرائيلية لم تكن أكثر من عمل سينمائي كما وصفها أغلب المحللين العسكريين وكان بإمكان مصر محوها عن آخرها ، لولا تدخل أمريكا ، وهو ما يرصده بطل حرب أكتوبر الرئيس السادات فى كتابه «البحث عن الذات.. قصة حياتى» فقال «فى ديسمبر سنة 1973 كنت مستعدًا لتصفية جيب الثغرة، فقد بدأت قواتنا حرب الاستنزاف، ولم يتوقف ضغطها على الثغرة لحظة واحدة مما جعلنا نكسب أرضا جديدة كل يوم.. تارة بالأمتار وتارة بالكيلومترات.. ولكننا كنا نكسب دائما.. أنا فعلا كنت على أتم الاستعداد لتصفية الثغرة، وخاصة أنه ليست أمامى قناة لعبورها ولا خط بارليف للقتال معى، ولكن الخطر الذى كان أمامى كان تدخل أمريكا.. ففى 11 ديسمبر جاء هنرى كيسنجر (وزير خارجية أمريكا) وقلت له «أنا مش مستعد أقبل الأسلوب اللى هم ماشيين به.. وأنا حاصفى الثغرة. قال لى: «أنا قبل أن أحضر إليك عارف إنك جاهز.. أنا طلبت صورة الموقف من البنتاجون فأعطونى تقريرا كاملا.. حائط صواريخك يتكون من كذا بطارية.. دباباتك حول الثغرة 800 دبابة.. مدافعك عددها كذا وتستطيع فعلا أن تصفى الثغرة، ولكن اعلم أنك إذا فعلت هذا سيضربك البنتاجون» وهناك دليل بالصوت والصورة يثبت أن الثغرة كانت سجنا للجنود الإسرائيليين. فيديو يرصد حال جنود إسرائيل وهم ينسحبون من الثغرة بعد أن تم فك حصارهم والسماح لهم بالعودة إلى إسرائيل .. كان الإسرائيليون يعيشون نفس حالة السجين الذي تم إطلاق سراحه ..كانوا سعداء يضربون شماريخ في الهواء .. لأنهم ببساطة كانوا سجناء داخل الثغرة. شاهد الفيديو كاملا