هى جريمة القرن، بلا منازع، فتاة صغيرة ونحيلة ارتكبت 3 جرائم قتل فى مسلسل الدم باستخدام سم «الزرنيخ» دسته لزوجها الأول ولما دفنته عادت لتتزوج من شقيقه الأصغر وكررت معه نفس السيناريو بنفس جرعة «الزرنيخ» ومات، وبعد فترة غير كبيرة قدمت نفس السم الزعاف لحماتها أم الشقيقين الزوجين!!، وفى الرابعة التى راحت ضحيتها زوجة شقيق زوجيها القتيلين كُشف أمرها. قتلت الثلاثة بدم بارد وشاركت فى جنازتهم وبكت وصرخت عليهم بالصوت «الحيانى». الغريب أن جرائمها لم يكشفها أحد وقيدت ضد مجهول لعدم وجود شبهة جنائية. المتهمة لم تتعظ ولم تتراجع وعقدت العزم على تنفيذ جريمتها الرابعة واستهدفت هذه المرة زوجة شقيق زوجيها التى قتلتهما بالفعل! وشاءت إرادة الله أن ينهى مسلسل الدم والقتل التى احترفته عندما بدأت تنفيذ جريمتها الرابعة وبذات السم، فقد تدخلت العناية الربانية وأنقذت الضحية المستهدفة من الموت. وفوجئت المتهمة بأن ضحيتها الرابعة ما زالت تتلوى من آثار السم ولم تلفظ أنفاسها فاضطرت إلى استخدام يديها هذه المرة وقامت بخنقها بإيشارب لتصبح الضحية الرابعة فى مسلسل الدم. وكانت هذه الجريمة هى الحلقة التى شاء فيها القدر أن يكشفها ويقتص منها، لتقدم للعدالة بعد أن اعترف عليها عشيقها ومساعدها فى كل الجرائم وابنتها الصغيرة، فعلت المتهمة الشابة كل ذلك لتنفرد بميراث العائلة وهو عبارة عن منزل ريفى بسيط، وتنعم به مع عشيقها، وبعد أن انكشف المستور وبعد أكثر من عام على الجرائم الثلاث السابقة. وقررت نيابة مركز بسيون برئاسة المستشار طارق الحسينى، رئيس النيابة، استخراج، الجثث الثلاث للشقيقين ووالدتهما لتوقيع الكشف الطبى عليها، بمعرفة الطب الشرعى، لبيان سبب وفاتهم، بعد التأكد من مقتل الضحية الرابعة بالإيشارب. وكان «رمضان. أ»، الشقيق الثالث للضحايا وابن الضحية الثالثة وزوج الضحية الرابعة، قد تقدم ببلاغ إلى المحامى العام لنيابات غرب طنطا، والنائب العام، متهماً فيه أرملة شقيقه المدعوة «صباح. س» 25 عاماً، ربة منزل،، بقتل شقيقيه، «جمعة» منذ عام و3 شهور، وبعد مرور العدة تزوجت من شقيقه الثانى «صبحى»، ثم قتلته هو الآخر، وبعد 3 شهور قتلت والدتهما المسنة «فهيمة. أ» بدس السم لهم جميعاً فى الطعام، لتنفرد بميراثهم. وقال إن المتهمة قررت أيضاً التخلص من زوجته بدس السم فى الطعام ولكنها لم تمت فاضطرت لخنقها أثناء غيابه عن المنزل بعد أن وضعت حملها بأيام، وكانت هى مفتاح حل باقى جرائم السفاحة الصغيرة والتى كشفها طبيب الصحة ورفض استخراج تصريح الدفن إلا بعد تقرير الطب الشرعى الذى أكد وجود شبهه جنائية. وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء نبيل عبدالفتاح، مدير أمن الغربية - آنذاك - إخطاراً من مأمور مركز بسيون بمقتل نشوى. وتبين من التحريات أن وراء الواقعة «صباح» بعد أن قامت بخنق المجنى عليها بغطاء رأس «إيشارب حريمى» بمساعدة عشيقها الذى كان متواجداً يوم الحادث الأخير. وكشفت التحقيقات أن المتهمة تزوجت من الشقيقين الأكبر والأصغر لزوج الضحية، وأنهما توفيا خلال فترة قصيرة عقب زواجهما منها، وبسؤال ابنة المتهمة قررت ان والدتها هى من قامت بقتلهما، وقتل جدتها، بدس سم « الزرنيخ» لهم فى الطعام، كما أنها هى من قامت بقتل زوجة عمها خنقاً بمساعدة شخص كانت تدعى انه ابن خالتها، ويتردد عليها فى شقتها بمفردها بعد منتصف الليل. وقال الشقيق الثالث «رمضان جمعة» وهو الناجى الوحيد من «زرنيخ» صباح!، إن الصدفة هى التى كشفت كل شئ، وأن العناية الإلهية وحدها أنقذته من المخطط الذى كان يحاك ليكون هو الضحية الخامسة حتى تنفرد المتهمة بالميراث وحدها دون منازع. وقال إن السفاحة أنجبت من شقيقه «جمعة» بنتاً وولداً وبعد عامين توفى فى ظروف غامضة، ولم تشك الأسرة فى الوفاة، وبعد مرور فترة العدة، قررت الأسرة أن يتزوج شقيقه الأصغر من أرملة أخيه ليرعى أبناء شقيقه وزوجته بعد وفاته، ولم تمر 3 أشهر من زواجه، حتى توفى بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب. وأضاف رمضان رزقنى الله بمولود صغير اسمه يوسف من زوجتى «نشوى» لم يمر عليه أيام، بعد وفاة والدتى بشهر ونصف، وخرجت لعملى فى الحقل تاركاً زوجتى وابنى الصغير مع السفاحة دون أن أعرف ما تبيته لهما، وعندما عدت سمعت صراخ الطفل الذى لم تمض على ولادته سوى بضعة أيام، ثم فوجئت بزوجتى جثة هامدة. وأضاف: اعتقدنا أن الوفاة طبيعية ولم نتهم أحداً، ولكن الطبيب رفض استخراج التصريح بعدما لاحظ وجود احمرار حول عنقها وآثار نزيف من العينين، ما أدى إلى شكه فى وجود شبهة جنائية فى الوفاة، وقرر استدعاء الشرطة، والطب الشرعى لمعرفة سبب الوفاة، وأكد تقرير الطب الشرعى أن المجنى عليها قتلت خنقاً. واعترفت ابنة شقيقى الأكبر الضحية الأولى «شهد» بأن والدتها هى القاتلة، وأن الطفلة أفصحت عن أن والدتها كانت تستقبل أحد الأشخاص التى ادعت أنه ابن خالتها، «أحمد» حيث اتضح أنه عشيقها الذى ظل طيلة 4 سنوات يتردد على المتهمة أمامهم جميعاً على اعتبار أنه أحد أقاربها لممارسة الرذيلة، مضيفاً أنه اتضح من خلال سير التحقيقات أن عشيق المتهمة على علم تام بجميع الجرائم التى ارتكبتها. تم استخراج جثث الضحايا الثلاث لتوقيع الكشف الطبى عليها من قبل الطب الشرعى لتحديد سبب الوفاة بعد اعترافات ابنة المتهمة واعترافات المتهم الأول فى القضية، وتم بالفعل استخراج الجثث وتبين أنهم جميعاً ماتوا بالسم. وقدمت السفاحة لجنايات طنطا وصدر أول حكم ضدها بالسجن المؤبد فى واقعة قتل الضحية الرابعة والتى خنقتها بالإيشارب وبجوارها وليدها يوسف الرضيع، والذى تركته يتيماً بعد شهرين من ولادته وما زالت المحكمة تنظر باقى حلقات جرائم صباح سفاحة بسيون والتى تعتبر درساً يدرس فى عالم الجرائم العائلية.