كان من المهم والضروري أن يسبق حملة «اشتري المصري» حملة أخري أهم، وهي حملة «حسنوا المصري».. وإذا كانت الحملة الأولي موجهة للمستهلك تهدف إلي الترويج وتشجيع المستهلكين علي شراء المنتجات المصرية حتي تظل المصانع تنتج، فإن الحملة الأقرب التي لم تنطلق كان من الأولي والأهم أن تبدأ أولاً لتخاطب الصناع في مصر أن يحسنوا الإنتاج وأن يلتزموا بالمواصفات القياسية، ليكون المنتج المصري منتجاً يستحق أن نشتريه لجودته وليس لرخص ثمنه. وأذكر أن الدكتور إبراهيم فوزي أيام كان وزيراً للصناعة ثم أيام كان رئيساً للهيئة العامة للاستثمار، كان يقوم بجولات في المصانع ليحث أصحابها علي أن يجودوا إنتاجهم ويحسنوه.. وكان الرجل يزور الشركات ويلتقي بالمسئولين فيها، وكان همه الأكبر أن يكون إنتاج هذه الشركات مطابقاً للمواصفات وبجودة عالية.. وهناك شركات قد التزمت بهذه المواصفات وأخري مازالت تنتج بنظام الفهلوة وتسليك الأمور، والمهم أنها تنتج والأهم أن هناك مغفلين يشترون إنتاجهم الرديء.. وطالما في البلد مغفلون فإن مثل هذه الشركات مستمرة في العمل ومبيعاتها تزداد كل يوم بازدياد الضحايا.. وما أحوجنا الآن لإبراهيم فوزي وأمثاله، لكن يبدو أنه كان من فصيلة بشرية قد انقرضت من زمن. وهذه المقدمة الطويلة أسردها تمهيداً لأن أعلن أنني أحد المصريين المغفلين الذين انخدعوا بالمنتج المصري وشجعوه واشتروه وأصبحوا ضحايا من ملايين الضحايا. فقبل 4 سنوات اشتريت سيارة «سبرانزا»، السيارة شكلها فخم وسعرها رخيص وجذابة للمغفلين من أمثالي فوقعت في هواها، وأغويت كثيرين أن يصبحوا مثلي فوقعوا ضحايا سوء الإنتاج.. والسيارة سبرانزا 620 ظلت تعمل بكفاءة طوال فترة الضمان.. وما إن انتهت هذه الفترة حتي بدأت المشكلات تظهر مشكلة وراء أخري.. وعيوب الصناعة فيها كثيرة بدءاً من المكونات المطاطية وجوانات الأبواب وخراطيم المياه والزيت كلها تتهالك سريعاً وكأنها مصنعه لأي شيء غير السيارات التي من المفترض أنها آلة معمرة.. وما إن انتهيت من تغيير الجوانات حتي ظهرت مشكلات ماكينة الباور وطلمبة المياه وطلمبة البنزين، حتي لمبات الإضاءة والردياتير وتهالك العفشة، وتفكك الصالون ولخبطة الفتيس وأصبحت السيارة رغم أنها زارت مراكز الصيانة مرات عديدة مثل سيارة عمرها 30 عاماً أو أكثر.. وكلما رآني أحد الذين شجعتهم علي شراء «سبرانزا» أسمع منهم عبارات التأنيب واللوم، لأنني كنت سبباً في أن يقعوا في شرك الشركة المصنعة.. «سبرانزا» التي قمت بنفسي بعمل دعاية مجانية لها، سأقوم بنفسي بعمل دعاية مجانية ضدها لأنها سيارة لا تستحق أن تدفع فيها جنيه.. «سبرانزا» وجدت لها دعاية تسلط الضوء علي مساوئها وسيئاتها وعيوبها عبر المنتديات علي الإنترنت لكنها دعاية لا تكفي.. ولابد وأن تكون هناك حملة من نوع آخر حتي لا ينخدع في «سبرانزا» آخرون.. وسأقوم أنا ومن انخدعوا مثلي بهذا العمل وسأنسق له.. «تسقط سبرانزا».