«أبوشقة»: التواجد المصري أكد دورها المحوري ونجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي أكد عدد من السياسيين أن مشاركة مصر في قمة "بريكس" بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، نتج عنها عدد من الرسائل السياسية والاقتصادية المهمة، موضحين أن أبرزها هو إعادة تنويع مصادر التعاون الاقتصادي، والتأكيد على مكانة مصر الدولية وعلى أنها طرف عربي إفريقي قادر على التعامل مع المحيط الدولي، فضلاً عن إعطاء رسائل مهمة لأمريكا خاصة بعد خفضها المعونة الاقتصادية واتخاذها وسيلة للضغط على مصر، والاقتراب من روسيا والصين وذلك في مواجهة أمريكا، لافتين إلى أن مشاركة مصر في هذا التجمع يحقق مزايا كبيرة منها زيادة حركة التجارة الخارجية وارتفاع تصدير المنتجات المصرية لهذه الأسواق واستيراد منتجاتها بأسعار تفضيلية مناسبة. أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة، سكرتير عام حزب الوفد رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أن مشاركة مصر في تجمع دول «بريكس» يعطي رسالة تؤكد أن مصر أصبحت ذات ثقل سياسي واقتصادي، وأن قرارها السياسي له تأثير كبير. وأضاف «أبوشقة» أن المشاركة في هذا التجمع الاقتصادي المهم يؤكد أن مصر لم تتأثر بقرار خفض المعونة الأمريكية، وأن الدولة المصرية يدها ممدودة لكل بلدان العالم خاصة دول «بريكس» التي تمثل أكبر الأسواق الواعدة في العالم. وأكد «أبوشقة» أن مشاركة مصر سوف تلفت نظر العالم إلى الإصلاحات التي اتخذتها للإصلاح الاقتصادي وفرص الاستثمار الواعدة بها، خاصة في ظل انتهاء مصر من إقرار قانون استثمار يشجع تلك الدول علي الاستثمار بالأراضي المصرية. وقال «أبوشقة»: إن دول تجمع «بريكس» تمثل ما يقرب من 40٪ من سكان العالم وتسهم بحوالي 22٪ من الناتج العالمي مما يؤكد أهمية المشاركة في هذا التجمع، وعرض جهود مصر في المجال الاقتصادي. وأكد سكرتير عام الوفد أن البرلمان أنجز قانون الاستثمار بشكل سريع ويعد دراسة كافة الجوانب مما ساعد في وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية. وأضاف رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب أن تكرار المشاركة في تجمع «بريكس» ميزة اكتسبتها مصر خاصة بعد دعوة جنوب إفريقيا لمصر لحضور التجمع القادم في جوهانسبرج، ما يؤكد نجاح المشاركة المصرية الأولى، وقدرة القيادة السياسية على إقناع دول التجمع بالجهود التي بذلتها مصر خلال المرحلة الماضية. وأكد «أبوشقة» أن المشاركة المصرية حتي ولو لم تصل بعد إلى العضوية في التجمع سيكون لها مردود كبير علي الدولة المصرية خاصة مع الروابط التاريخية والاقتصادية التي تجمع ما بين مصر ودول المجموعة. وأضاف «أبوشقة» أن حرص الرئيس السيسي على شكر الشعب المصري أمام التجمع الاقتصادي على تحمله أعباء الإصلاح الاقتصادي يؤكد أن القيادة المصرية تدرك مدى تحمل الشعب لفاتورة الإصلاح الاقتصادي الذي تأخر لسنوات. وأضاف «أبوشقة» أن التحركات المصرية في المجال الاقتصادي سيكون لها مردود كبير خلال الفترة القادمة خاصة مع نجاح مصر في بناء علاقات راسخة ومهمة وكبيرة اقتصادياً بجميع أنحاء العالم. ومن جانبه، أوضح أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية والمحلل السياسي، أن مشاركة مصر في قمة بريكس تعكس مرحلة جديدة للدولة تعبر عن استقلال سياستها وانفتاحها على كيانات جديدة، موضحًا أنها تبعث برسالة للمجتمع الدولى بأهمية الدور الرائد والمحورى الذى تلعبه مصر تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية. وأكد «أنور» أن مصر تسعى لإعادة تنويع مصادر التعاون الاقتصادي المثمر مع الجانب الشرقي خاصة في ظل النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده هذه الدول، وذلك تزامنًا مع تطوير البنية التحتية في مصر والبدء في أخذ خطوات الإصلاح الاقتصادي وإعطاء الدعم لمستحقيه. ولفت «أنور» إلى أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الروسي بوتين والإسراع في استكمال مشروع الضبعة، تعد رسائل هامة لأمريكا خاصة بعد خفضها المعونة الاقتصادية وسعيها لاتخاذها وسيلة للضغط على مصر، مفيدًا أن مصر تعاملت بحرفية مع هذا الملف من خلال خطوات محسوبة. وأضاف «أنور» أن مشاركة مصر في هذا التجمع يحقق مزايا كبيرة منها زيادة حركة التجارة الخارجية وارتفاع تصدير المنتجات المصرية لهذه الأسواق واستيراد منتجاتها بأسعار تفضيلية مناسبة. واتفق معه، أكرم الألفي، الباحث السياسي، والذي أوضح أن تجمع بريكس من أهم التجمعات الاقتصادية الدولية، حيث إنه يحتوي على قوة بشرية ضخمة تصل إلى 40 % من سكان العالم كما تسهم دولها مجتمعة بنحو 50 في المائة من إجمالي النمو العالمي خلال السنوات العشر الأخيرة، كما تسهم بحوالي 22 في المائة من إجمالى الناتج العالمي باحتياطي نقدي يفوق 4 تريليونات دولار. وأكد «الألفي» أن هذا التجمع يعد من أكبر التجمعات السكانية في العالم، فضلاً عن الثقل السياسي والاقتصادي الكبير الذي تتمتع به تلك الدول سواء في محيطها الإقليمي أو على الساحة الدولية. وأشار «الألفي» إلى أن المحور السياسي الهام بالنسبة لمصر هو الاقتراب من روسيا والصين وذلك في مواجهة أمريكا والتأكيد على وجود مصر في الساحة الدولية، وعلى أنها طرف عربي إفريقي قادر على التعامل مع المحيط الدولي. وبين «الألفي» أن عودة السياحة الروسية من أهم الملفات التي وجدت في القمة بشكل كبير، حيث أن لقاء الرئيس السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يصب في صالح عودة السياحة الروسية بعد توقفها منذ 2015. وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مشاركة مصر في قمة "بريكس" أكدت على استقرار اقتصادها، وأنها دولة جاذبة للاستثمار فضلاً عن سعيها تعزيز علاقاتها مع دول البريكس ليس على المستوي التجاري فقط، بل على المستوى الاستثماري ولا سيما بعدما تحولت مصر إلي بيئة أكثر جذبًا للاستثمار. وأشار «غباشي» إلى أن تجمع بريكس يؤكد قوة ومتانة الاقتصاد المصري علي المستوى الإقليمي والعالمي، مبينًا أن معظم رسائل التجمع اقتصادية واختفى الجانب السياسي في هذه القمة بشكل كبير.