يتحرك الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو ينظر للمستقبل دوماً، استراتيجية مصر 2030 ليست مجرد حلم لكنها واقع يتحقق كل يوم، ومشاركة مصر في قمة بريكس بمدينة شيامن الصينية جزء من استراتيجية لتحقيق المصلحة العليا لمصر.. بتلبية احتياجات التنمية وتوفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة. عندما بدأ التفكير في إنشاء تجمع بريكس عام 2006 كانت مصر مدعوة للانضمام، لكن نظام الحكم وقتها استجاب للضغوط الأمريكية ولم ننضم للتجمع، وهو ما أشاع أجواء من الإحباط بين كل الخبراء والحالمين بمستقبل أفضل لمصر. مشاركة مصر في القمة بالصين تؤكد استقلالية القرار المصري الآن والشجاعة التي يمتلكها صاحب القرار، الرئيس يبحث عن مصلحة مصر وحقها في علاقات قوية ومتزنة مع كل الأطراف الفاعلة دوليا. يكرس السيسي وضعاً دولياً جديداً لمصر بخلق روابط وعلاقات قوية مع كل الكيانات المهمة في العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، لتصبح مصر جزءاً من النسيج الدولي علي مستوي اللاعبين الكبار.. بما يخدم مصالحها العليا. الدراسات تؤكد ان الصين خلال العشرين سنة القادمة ستسود التجارة العالمية وتهيمن اقتصاديا، والرئيس يدرك الأرض الصلبة التي يحب ان تقف مصر عليها في المستقبل، مصر التي يريد تسليمها قوية للأجيال القادمة.. ينظر السيسي للمستقبل ولا يبحث عن المصلحة الحالية فقط. مشاركة مصر في قمة شيامن بدعوة من الرئيس الصيني هي خطوة أولي للانضمام لهذا التجمع المهم اقتصاديا ، خطوة تتطلب جهداً لاستكمالها بإزالة أي معوقات أمام الانضمام في بيئة الاقتصاد والاستثمار، خاصة ان آخر دراسة لصندوق النقد الدولي الشهر الماضي أكدت ان المستقبل في صالح مصر اقتصاديا داخل قارتنا السمراء، خصوصا مع الارتفاع المستمر في معدلات النمو. مشاركة مصر في قمة بريكس تحمل رسالة ضمنية لأمريكا خاصة أنها جاءت بعد أيام من قرار إلغاء وتأجيل جزء من المعونة، فالمشاركة تؤكد أن مصر تمتلك البدائل للحركة ولن تخضع لأوراق الضغط من أية جهة كما كان يحدث في الماضي، ومشاركة مصر في قمة البريكس تضمن فتح أكبر الأسواق الواعدة أمام الصادرات المصرية وجذب المزيد من الاستثمارات، كما تضمن الدعم الكبير لأي مرشح مصري في أي منصب دولي ودعم مشيرة خطاب في اليونسكو. الرئيس السيسي بدأ نشاطه المكثف بعد ساعات من وصوله إلي شيامن، بإلقاء كلمة مهمة أمام نخبة تضم 1200 من رؤساء وممثلي مجتمع المال والأعمال والاقتصاد في دول البريكس وبقية العالم، في جلسة مخصصة لمصر.. أكد السيسي أنه رغم تكلفة الحرب علي الإرهاب والنجاح في محاصرته والعمل علي استئصاله فقد تم التعامل الجاد مع الأزمة الاقتصادية المزمنة والموروثة، وذلك بإصلاحات اقتصادية جذرية وفق تشخيص ورؤية مصرية وأهداف وأولويات وطنية خالصة، ليتحسن مجمل الأداء الاقتصادي ويصل النمو هذا العام الي 4٫3٪ والاحتياطي النقدي الي 36 مليار دولار، مع استمرار جهود السيطرة علي التضخم وخفض عجز الموازنة. شرح الرئيس برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي لم يكن من الممكن تأخيره رغم تكلفته الاجتماعية، وأكد أن الشعب المصري أثبت وعيه وإدراكه لحجم التحدي بتفهم القرارات وتحمل الأعباء من أجل وضع الاقتصاد علي الطريق الصحيح.. وأشار إلي أن شبكة الحماية الاجتماعية وضمان وصول الدعم لمستحقيه أهم ركيزة لبرنامج الإصلاح، وتحدث عن تعديل السياسات النقدية وتحرير سعر الصرف بما ساهم في زيادة تنافسية الصادرات وجذب الاستثمارات، شرح قانون الاستثمار الموحد وقانون التراخيص الصناعية للشركات وغيرها من الإجراءات الهادفة لتوفير بيئة صديقة للاستثمار والأعمال، مؤكدا أن مصر تدرك العقبات وتعمل علي تجاوزها. وتحدث الرئيس عن المشروعات القومية العملاقة وأن العمل بها في تقدم مستمر بما يوفر فرص العمل ويحقق قفزة في النمو الاقتصادي، مؤكدا أن هناك مجموعة جديدة من المشروعات الكبري في الطريق خاصة في السياحة. كلمة الرئيس أجابت عن كل أسئلة رجال المال والأعمال والاقتصاد حول العالم، لدعوتهم للاستثمار في مصر الأمن والأمان، حيث الفرص ضخمة للنجاح. وعلي هامش قمة البريكس شهدت شيامن قمة مصرية روسية مهمة أمس بين السيسي وبوتين، حيث بحثت كل القضايا التي تهم البلدين ومنها تطوير العلاقات الوثيقة بعد زيادة التبادل التجاري هذا العام بنسبة 14٪، الرئيس وجه الدعوة لبوتين لحضور الاحتفال بوضع حجر الأساس لمحطة الضبعة النووية أحد أهم ثمار التعاون الثنائي ورحب الرئيس الروسي، وأكد السيسي حرص مصر علي تعزيز التعاون المشترك والذي يشمل المنطقة الروسية شرق بورسعيد، وأشاد بوتين بالجهد المصري لتأمين المطارات مؤكدا استئناف الرحلات الجوية الروسية قريبا، واتفق الزعيمان علي أهمية التوصل لحلول سياسية لمشاكل الشرق الأوسط.. وقد أكد بوتين التنسيق الكامل مع مصر حول كل القضايا وأشاد بدور مصر الإيجابي في حل نزاعات الشرق الأوسط وأهمية التوصل لحلول سياسية للنزاعات. واليوم تتواصل اللقاءات المهمة للرئيس مع قادة الصين والهند وجنوب إفريقيا وغينيا.. لقاءات لا تحمل إلا عنواناً واحداً وهو تحقيق مصالح مصر العليا.