بدأ قطاع السياحة فى عُمان فى الظهور بعدما بدأت السلطنة فى تخفيف القيود عن منح التأشيرات فى عام 1980، فى إطار مسعى البلاد لتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل للشباب، سعت السلطنة إلي تحقيق الاستغلال الأمثل لما حباها الله به من تنوع فى البيئات جعلتها غنية بالمناطق ذات الجذب السياحى من طبيعة متنوعة وخلابة وشواطئ تمتد على مسافة 1700 كيلو متر معظمها غير مستثمر. بحسب خبراء فى الاقتصاد، فإن بإمكان سلطنة عُمان أن تعيش على عائدات السياحة وحدها ولو لم يكن لديها النفط، ولا سيما بعد أن نجحت فى جذب عدد متزايد من السياح الغربيين، إلا أن أكثر من ثلث زوار السلطنة يأتون من البلدان المجاورة فى الخليج. وتروج عُمان لسياحة عالية المستوى مع كلفة معيشية مرتفعة مقارنة بالاتحاد الأوروبى، خاصة فى قطاع الفنادق وإيجار السيارات والمنتجعات والخدمات الكثيرة، ما أدى إلي اختيار العاصمة العُمانية مسقط فى عام 2012 عاصمة السياحة فى الدول العربية من قبل لونلى بلانت. وتعتمد السياحة فى سلطنة عمان بالأساس على السياحة البيئية، حيث تسعى خطط تطوير القطاع فى السلطنة لتحقيق تطوير مستدام دون المساس بالثروات الطبيعية والثقافية، وهو ما نجحت فيه باقتدار لدرجة أنها حصلت فى عام 2010 على المركز الأول عالمياً فى مجال السياحة البيئية، التى تمنحها صحيفة «برلينا تاج زاوتون» الالكترونية الألمانية المتخصصة، وتعتبر الجائزة مؤشراً إيجابياً على سلامة النهج الذى تنتهجه السلطنة فى مجال حماية وصون البيئة، والذى يرتكز بشكل أساس على مبدأ تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الشاملة وحماية وصون الموارد الطبيعية. وتتمركز السياحة البيئية العمانية فى عدة مكونات طبيعية منها، أولاً، جبال السلطنة الشمالية حيث تبرز جمال المناظر الطبيعية الخلابة مدعومة بالحياة البرية، وتتصف أنشطة السياحة البيئية فى الجبال بشىء من المتعة والمغامرة، حيث تقام رياضة تسلق الجبال، والمشى بينها، التخييم الجمالي، اكتشاف المغارات والكهوف، وتتبع مجارى الأودية للوصول لمناطق ذات جمالية طبيعية، ثانيا، الصحارى إحدى أهم المواقع السياحية فى السلطنة، ومن أهمها صحراء رمال وهيبة وصحراء الربع الخالي المرتبط بالمملكة العربية السعودية من جهة الغرب، وفيها تقام أنشطة التخييم، مشاهدة النجوم ليلاً والمشى في الكثبان الرملية الذهبية، ثالثا: المناطق الساحلية والبحرية التي تعد مواقع غنية بالتنوع الإيحائى، ويتضح ذلك فى منطقة رأس الحد فى المنطقة الشرقية، حيث تعشش أربعة أنواع من السلاحف ناهيك عن الشعاب المرجانية الموجودة فى بحار السلطنة، وفى هذا المجال قد طرحت السلطنة مشاريع لتنمية السياحة البيئية ومنها عُمان تحت الماء ومشروع مشاهدة السلاحف، وقد عرفت المحميات الطبيعية فى السلطنة مواقع سياحية بيئية. وفى هذا النطاق تتميز السياحة البيئية فى عمان عن غيرها من الدول، حيث تعطى السائح طابعاً مميزاً، وتترك فى ذاكرته جمال الطبيعة العمانية وعراقة التراث والتاريخ وسماحة العمانيين فى استقبال السياح، وبذلك يتحقق مطلب هذا النوع من السياحة لتبقى الاستدامة فى المرتبة الأولى وبذلك تصان البيئات المختلفة وتبقى الموارد الطبيعية فى استخدام متوازن للأجيال القادمة. ومن أهم الأماكن السياحية فى سلطنة عمان: قرى الجبل الأخضر: تطفو القرى الجبلية من الجبل الأخضر فى سلطنة عمان «الجبل الأخضر» على حافة المنحدرات، وعلى ارتفاع أكثر من 2000 متر، يصبح المناخ أكثر برودة بكثير من بقية عمان وبين الصخور المقفرة، حيث تنمو الفواكة الغريبة على مدرجات حادة، وعلى النقيض التام من معظم أنحاء البلاد. رمال الوهيبة: الكثبان الرملية الممتدة من رمال وهيبة هى الصورة المثالية العربية للعديد من الزوار، هذا البحر الهائل بالرمال مع الكثبان المرتفعة إلي ما يصل إلي 150 متراً يقدم عدداً من التصميمات الهندسية الجمالية، وفيها يستمتع الزوار بفرصة البقاء ليلة أو اثنتين فى البرية، مع الاستمتاع بتجربة السلام فى الصحراء وروعة السماء ليلاً. مسقط: مسقط هى واحدة من المدن الأكثر إثارة للاهتمام ومن المدن الجذابة من شبه الجزيرة العربية، وفى قلب المدينة القديمة يوجد مدرج الصخور العارية الخشنة والتى تهيمن عليها اثنان من الحصون البرتغالية التى تعود إلي القرن ال 16 والمتاحف الموجودة فى القصور القديمة والحصون تحكى تاريخ عمان. وادى بنى عوف: وادى بنى عوف، والذى يأخذ شكلاً أعوج بسبب الرياح، يعتبر هو أفضل مواقع القيادة على الطرق الوعدة فى عمان، هذا الوادى الجبلى الوعر يقدم إطلالة خلابة للجبال بشكل لا يصدق ويقدم فرصاً وصوراً مذهلة فى كل منعطف. جراند كانيون: جراند كانيون هو الاسم الشعبى لهذا الوادى فى عمان الذى يعد أعلى جبل فى البلاد بارتفاع 3005م، وهو واحد من عجائب الدنيا الطبيعية الكبيرة فى سلطنة عمان. قلعة بهلا: وهى واحدة من مواقع التراث العمانى المدرجة فى قائمة اليونسكو العالمية. رأس الجنز، شاطئ السلاحف: رأس الجنز، وهى مواقع التعشيش للسلحفاة الخضراء فى المحيط الهندى، ويوجد بهذا الموقع الآلاف من السلاحف التى تعود سنوياً إلي الشاطئ حيث تقوم بوضع بيضها وبالتالي تخلق أفضل مشهد طبيعى فى عمان. مضايق مسندم: وهى واحدة من أكثر المناطق المميزة بالمناظر الخلابة والأقل نمواً فى سلطنة عمان، ومن المعروف أن شبه جزيرة مسندم تتميز بجبالها الوعرة والمذهلة والمضيق البحرى مثل الوديان الغارقة التى أدت إلي تسمية المنطقة ب «نرويج العرب». ساحل اللبان: يقع هذا الساحل على بعد ألف كيلو متر إلي الجنوب من مسقط العاصمة العمانيةجنوب ظفار، والتى يختلف مناخها كثيراً عن شمال عمان، حيث تهب الرياح الموسمية الجنوبيةالغربية المطيرة بين شهرى يوليو وأوائل سبتمبر، وخلال فصل الخريف، يتحول السهل الساحلى لظفار بأعجوبة تقريباً إلي أرض من المراعى الخصبة حيث تتدفق الأنهار والشلالات تماماً على عكس أى جزء آخر من السلطة. قلعة نزوى: قلعة نزوى واحدة من أرقى صروح السلطنة التاريخية، وهى عبارة عن برج دائرى كبير فريد من نوعه، تم بناء هذا الصرح فى عام 1668 فى عهد الإمام سلطان بن سيف، ويعكس براعة الهندسة العسكرية كحصن وقلعة هائلة وقوية تجذب القلعة الزائرين.