واظبت العديد من الجهات الإعلامية ومعاهد الدراسات وقياسات الرأى العام على إجراء قياسات للرأى العام حول درجة تأييد ومعارضة أداء الرئيس ترامب وقراراته منذ بداية حملته الانتخابية مروراً بدخوله البيت الأبيض ثم قراراته وخطاباته، ولكن جاءت النتيجة العامة للاستطلاعات أن رضا الشعب الأمريكى عن أداء الرئيس ترامب وعدة قضايا داخلية وخارجية ضعيفة بنسبة 58% ومؤيدة بنسبة 35% فقط. تدرجت استطلاعات الرأى حول الاقتصاد والسياسة الخارجية والتعليم والصحة ومكافحة الإرهاب منذ شهر يناير 2017 بصفة عامة 43% رضا مقارنة ب45% بعدم الرضا بفارق نقطتين فقط. وظلت تتدرج هذه النسب خلال السبعة أشهر الماضية وصولاً إلى 20/8 الحالى إلى 55٫7% من عدم الرضا مقارنة بنسبة 38% للرضا أى بفارق 17٫3- نقطة. جاء مؤشر جامعة «كوينيباك» دائماً سلبياً وراصداً لأعلى الفروق والنسب بعدم الرضا مقارنة بمثيلاتها بالرضا، إلا أن باقى المؤشرات متأرجحة. فى استطلاعات جامعة كوينيباك زيادة الإجماع على الصفات السلبية لترامب والتى تعدت بين «غير شريف، ليس قائداً، لا يتمتع بصفات القائد وقدراته، لا يراعي غالبية الأمريكيين، ليس رزيناً»، ويقول مالوى مساعد رئيس جامعة كوينينباك أن الأرقام لا يمكن تجميلها أو تقبيحها فهى تتحدث عن نفسها، كما أن أصوات المؤيدين لترامب من شريحة المصوتين المستقلين ارتفعت فى تراجعها من 56% إلى 63%. كما رصد مؤشر الجامعة تراجع تأييد سياسة الولاياتالمتحدة فى عهد ترامب من 36% إلى 59% وفى الهجرة من 35% إلى 62% ومكافحة الإرهاب بلغت نسبة غير الراضين عنها 48% مقارنة ب45% للراضين. وسجل ترامب فى أول 100 يوم من دخوله البيت الأبيض وتولى مهامه الرئاسية تراجع تأييده إلى 58% أكدوا فشله من بين المصوتين لصالحه، و38% فقط اعتبروه ناجحاً. وخلال أغسطس الحالى ارتفعت نسب تأييد ترامب فى الاقتصاد من 33% إلى 39%، واعتبر 62% أن الاقتصاد الأمريكى فى عهده يتأرجح من ممتاز إلى جيد، وهى أعلى نسبة فى هذا الجانب فقط حدثت منذ 2001 حتى الآن، بينما يرى 36% أن أحوال الاقتصاد تتأرجح من ليست جيدة إلى ضعيفة. ورغم حصول أوباما على نسبة 50% فى تأييد أنه الرئيس أكثر مسئولية من ترامب، إلا أن تأييد الجمهوريين لترامب هو ما يؤدى إلى رفع نسب تأييده فى بعض الأحيان على مستوى النخبة الجمهورية وليست الشعبية كما كان الحال أثناء الانتخابات. ورصدت مجلة بوليتيكو فى مقال للمحلل السياسى والاستراتيجى ستيفن شيبارد فى قسم الدفاع، أن ما أثار ثورة الجماهير ضد ترامب فى إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان، هو تسجيل التراجع العام فى إيمان الشعب الأمريكى بالفارق الذى تحدثه القوات الأمريكية هناك، حيث سجل 23% فقط من بينهم يؤمنون بتحقيق النصر منذ هجمات 11/9، و38% يؤمنون بخسارة الحرب كلية، و39% ليس لديهم رأى و20% يريدون زيادة القوات الأمريكية هناك. أما استطلاع «جالوب» فهو الراصد لتأييد ترامب على طول الخط، حيث يقول إن 82% من بين 89% من الجمهوريين يؤيدون ترامب، أما رئيس وحدة استطلاعات الواشنطن بوست يقول إن شعبية ترامب هبطت للربع بعد الأسبوع الأول من توليه الرئاسة، أما الهافينجتون بوست فوجدت أن 96% من بين مرشحيه لم يندموا على اختياره بعد أول 100 يوم من توليه الرئاسة. والجدير بالذكر أن استطلاعات الرأى التى أكدت سقوطه فى الانتخابات، هى التى عادت الآن لتؤكد تراجع شعبيته وإمكانية عزله وقرب نهايته، وهى أكاذيب لا علاقة لها بالواقع، خصوصاً بعد نجاحه فى حل العديد من الأزمات وعلى رأسها أزمة الباطلة، وإتاحة مئات الآلاف من فرص العمل للتشغيل مما يمنحه تأييد شرائح واسعة من الأمريكيين حيث ضخ أكثر من 650 ألف فرصة عمل فى السوق حتى الآن.