عظيمة يا مصر بشعبك وبناسك وبأهلك الذين يجتمعون عند المحن ويقفون صفا كالبنيان المرصوص بحب وشجاعة وكبرياء وذكاء فطرى غير عادى، ذكاء سبعة آلاف سنة من التاريخ والحضارة وتراكم خبرات السنين, سنين العطاء والرخاء وسنين الألم والشقاء, هذا الشعب المبهر الذى يخيف الجميع لأنه يتحرك دون سابق إنذاريهدأ ويستسلم فى صبر وسكون ويصبر على الظلم والظالم حتى يظن الديكتاتورأو المستعمر أنه قد ستسلم وصار خانعا وطيعا لايحرك ساكنا إذا به يهب فى ثورة غضب ويخلع ويطرد ويحاسب ويحاكم ويهدد ويتوعد بالثأر لكل من أصابه وأذله وأدمى قلبه وسرق قوته وعمره وفرحته وحرمه الحلم والأمل وقتل أبناءه وهتك عرض أحباؤه ودمر أقتصاده وسلبه كرامتة وحريتة, هذا الشعب العظيم إستطاع أن يحقق مالم يحققة أى شعب آخر فى ثورتة السلمية التى أسقطت أعتى الأنظمة الديكتاتورية فى 18 يوم من الإضراب والإعتصام فى ميدان التحرير .. وكان لنا أن نفرح وأن نحتفل بهذا النصر وهذا الإنجاز وتللك الثورة التى خلصت المصرى من القهر ومنحتة الحرية والكرامة ولكن دعوات الأعتصام والعصيان المدنى التى دعت إليها حركات شبابية وثورية بدعوى إستكمال مسيرة الثورة تلك الدعوات للعصيان المدنى أثارت حالة من الخوف والرعب داخل نفوس المصريين الذين أستشعروا الخطر الداهم والزحف القادم لهدم الدولة المصرية وتعطيل عجلة الإنتاج وتدمير الباقى من الأقتصاد, ومن المثير للدهشة والعجب والرفض ذلك الأعلام الذى حرض على العصيان بل ودفع وروج له من خلال الشاشات واللقاءات والمداخلات والحوارات حول أهمية إستكمال الثورة وتحقيق المكاسب وتسليم السلطة ومحاكمة النظام البائد والحالى لدرجة أن يصل الأمر إلى تحريض طلاب المدارس بعدم الذهاب إلى مدارسهم وطلاب الجامعات بعدم حضور محاضراتهم وتلقى علومهم وتلك هى الخطورة و الكارثة لأن هؤلاء الصغار والشباب هم الأمل وهم الغد وهم مستقبل مصر القادم فنحن إلى زوال وهم القادمون, هم من سوف يبنى الوطن بالعلم والعمل والإصرار وليس بالتكاسل والتخاذل وعدم إحترام الأساتذة والمدرسين وقيمة العمل لأن كل لحظة تضيع منهم هى من عمر الوطن ومن تقدمة وإستقرارة, كيف لمذيع يدعى الثورة وحب الوطن أن يطلب من أبناؤة أن يتوقفوا عن العلم والدراسة فى تللك الظروف وألا يلتفتوا إلى دعوات الأزهر والمفتى والكنيسة ورجال السياسة والفكر وإلى صوت الشعب البسيط وإلى تقارير الأقتصاد وحالة الموازنة ورصيد البنك المركزى ووضع مصر فى طلب المعونة من البنك الدولى وصندوق النقد ومناشدة الأخوات العرب من الدول التى شربت من نيل مصر وأستظلت بعطفها وحمايتها وإطمأنت بجيشها فى حروب الخليج الأولى والثانية وحفر الباطن واليمن وفلسطين ومع هذا لا تمد لها يد العون و المساعدة. أم الدنيا وست أخوتها فى حالة ألم وحزن وعوز وأحتياج إلى كل لحظة عمل وإلى كل قطرة عرق وإلى كل ساعد وكل يد تعمل بجد وصدق لتنقذ الوطن وتبنى المستقبل وليس إلى شعاات وسياسات تدفع بالشباب والصغار إلى ثورات وإضرابات وإعتصامات قد تؤدى إلى مصادمات وجروح ودماء وشهداء...ذلك الشعب العظيم الفطن أدرك بحكمة السنين أن وطنة يواجهة حرباً خفية وأنه قد أصبح فى مرمى الأهداف والسهام التى تنطلق من الداخل لتصيبة فى مقتل سواء فتنة دينية أو فتنة بين محافظة وأخرى أو فصيل وآخر أو بينة وبين أبناء وطنة من جنود وضباط أمن أوجيش أو أهل فكر أو سياسة ولكأن الجميع فى حالة تخوين وعداء لا أخوة ولا محبة ولا تسامح ولا قبول لآخر ولا ديمقراطية ولا حرية ولا إستقرار وإنما هيمنة إستعمارية تستهدف هدم المؤسسات والدولة حتى تعم الفوضى وحتى تركع مصر وتطلب المعونة وتستجدى العون وتجوع وتضيع هيبتها ويسقط جيشها كما ضاع جيش العراق وليبيا ولبنان وسوريا وفلسطين فهنيئاً لإسرائيل وأعوانها ويا فرحة أمريكا و أذنابها... إذا كان الإعلام و التعليم الحر يمنح طلبة الجامعة الأمريكية القدرة على التعرض لجيش مصر و المجلس العسكري في حملة تسمى "كاذبون" فأرجو من الجامعة الأمريكية أن تساعد طلبتها على أن يبدأو حملة على الجيش الأمريكي تسمى "متوحشون و همجيون" على أن تنطلق تلك الحملة من مصر و أمريكا في آن واحد و دعنا نرى ماذا ستفعل أمريكا ووزارة الدفاع تجاه أي مصري في بلادها يشن تلك الحملة عليها و على عساكرها من المرتزقة و عندها سوف نقسم بالثلاثة أن الجامعة الأمريكية و طلابها ينتمون إلى ثقافة بلاد الحرية و اليمقراطية !!! وذلك قبل أن يذهبوا في رحلة إلى جوانتيناما. و ياليتنا نردد أغنية حبيت بلدي وعلشان بلدي أنا عايزك تكبر يا ولدي واشوفك بتعمر فيها مش بتولع فيها و بتضرب بالطوب أهاليها و بترمي مولوتوف على ضباطها و بتفقرها وتدمر فيها ... آه منك يا ولدي... وعظيمة يا مصر يا أم الدنيا و ست أخواتها فشعبك العظيم رفض الإعتصام و بدأ البناء...