ما زالت ترتكب قطر مخالفات كبرى ضد المنطقة العربية، بدعم مباشر من إيران، بعدما كشف التليفزيون البحرينى فيلمًا وثائقيًّا ظهرت خلاله تسجيلات لرئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم، يجرى اتصالات بإرهابيين بحرينيين بهدف التخطيط لتنفيذ أعمال تخريب داخل المملكة الخليجية، وتمويل العمليات المسلحة، وزعزعة الاستقرار وضرب عملية التحول الديمقراطى والاقتصادى فى البلاد. وتسعى قطر من خلال تلك المحاولات أن تنفذ خطة إيران فى هدم دول الخليج، وإحداث انقلابات، وهو ما أكده خبراء ومراقبون بأن التكاتف العربى ضد قطر، وكشف مؤامراتها حال دون حدوث المؤامرة الكبرى التى تقوم بها قطر، ولعبتها بورقة الإرهابيين لتغيير الأنظمة الحاكمة لصالح قوى إقليمية أخرى على رأسها إيران وتركيا. من جانبه، قال محمد صادق، مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، المتخصص فى العلاقات الدولية والحركات الاسلامية، إن قطر تتحرك بلسان إيران وأيادٍ إيرانية، خاصة أن البحرين تعد من أكثر الأعداء لإيران، ما دفع طهران لدفع قطر نحو التآمر ضد دول الخليج والتواصل مع الإرهابيين لقلب نظام الحكم البحرينى. وأضاف الخبير فى العلاقات الدولية والحركات الإسلامية، أن التآمر القطرى على البحرين للعلن عام 2011، عبر المؤامرة التى قادتها الدوحة وقناة الجزيرة، لإسقاط النظام فى البحرين، من خلال فتح خط اتصالات مع طهران والمعارضة البحرينية بالخارج والداخل، لتأجيج الوضع الداخلى خلال التظاهرات التى خرجت فى المنامة عام 2011. وأوضح مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التكاتف العربى الذى ظهر مؤخراً حال دون تنفيذ قطر لمؤامراتها، بل وكشف تلك المؤامرات سواء على البحرين أو مصر أو السعودية أو الإمارات، وهو ما يتطلب أن يتخذ المجتمع الدولى عقوبات صارمة ضد الدوحة. وأشار إلى أنه من خلال فضائية «الجزيرة» القطرية الممولة من «بن جاسم»، عملت القناة على تحريض المصريين من خلال الضغط على ما يسمى بملف الحريات، والاقتصاد على الخروج فى مظاهرات ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تحت شعار «عيش حرية.. عدالة.. اجتماعية»، وكان الهدف الخفى لقطر من هذه المظاهرات هو إسقاط الدولة المصرية وإفشالها فى 25 يناير من عام 2011. ولفت «صادق» فى تصريحاته ل«الوفد»، إلى استمرار مخطط «بن جاسم» الذى يهدف للسيطرة القطريةالإيرانية على مفاصل الدولة المصرية من خلال دعم الإخوان فى الوصول للحكم ويصبح رئيس مصر الإخوانى هو مندوب الدوحة فى القاهرة لتنفيذ مخططاتها بأن تكون مصر تابعة للدوحة، لكن تكاتف الجيش مع الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو ضد الإخوان أحبط المخطط. وأشار إلى أن احتشاد الدول العربية ضد قطر لم يكن من فراغ فهناك من الوقائع والممارسات الجنونية الكارثية التى ارتكبتها قطر ضد الدول الأربع وضد أمنها واستقرارها بغرض هدمها وتخريبها وتفكيكها. ولم تتوقف المؤامرة القطرية ضد الخليج عند حد معين، حيث سعت الدوحة لاستغلال رحلة الحجاج إلى بيت الله الحرام والتى ظلت على مدار التاريخ بعيدة عن المزايدات السياسية والخلافات العربية، وأصدرت قطر أمراً بإعداد قائمة سوداء لمواطنيها الحجاج الذين ذهبوا لزيارة بيت الله الحرام، لاستجوابهم بعد عودتهم، لمخالفتهم قرار النظام ورفض منعهم من أداء فريضة الحج. وكانت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية القطرية، ممثلة فى إدارة شئون الحج، ادعت عبر قناة الجزيرة القطرية أن السعودية رفضت دخول الحجاج القطريين إلى الأراضى السعودية لأداء مناسك الحج، على عكس ما ناشد به المغردون القطريون تميم بن حمد آل ثانى عبر مواقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، توجيه الجهات المعنية فى البلاد لإتاحة التسجيل للحج إلكترونياً عبر البوابة المخصصة لذلك، عبر هاشتاج «شعب قطر يناشد تميم فتح الحج». من جانبها، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أنه فى ظل الوضع السياسى الراهن مع الدوحة، فإن حكومة السعودية ترحب بضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها قطر، مؤكدة أن كافة الخدمات والتسهيلات التى توفرها حكومة السعودية لضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والزوار تجسد الدور الريادى الذى تتشرف به المملكة فى رعاية الحجاج والمعتمرين والزوار، بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم ومن مختلف أقطار العالم الإسلامي. وقال الشيخ محمد الشرنوبي، العالم الأزهري، إن النظام الحاكم فى قطر يسعى لتسييس الحج والإساءة لسمعة المملكة العربية السعودية، ويجب على الأمير القطرى أن يسمح للقطريين بالذهاب للحج بدلاً من منعهم، لأن استخدام الحج فى السياسة ومنع المواطنين القطريين من الحج به ذنب كبير. وأوضح «الشرنوبي» فى حديثه ل«الوفد»، الحج فريضة، ومن أركان الإسلام الخمس ولا يفترض أن تتدخل السياسة فى الأمور التعبدية، والأصل أنه لا يمنع أحد من الوصول إلى الكعبة لأداء العبادة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى ركعتين فى أى وقت من ليل أو نهار». وأكد العالم الأزهرى، أن منع المسلمين من أداء فريضة الحج، أو معاقبتهم يُعتبر «صد عن سبيل الله»، استناداً إلى قول ربنا سبحانه وتعالى فى سورة البقرة الآية رقم 114: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها»، مشيراً إلى أن الحاج الذى تم منعه من أداء المناسك لا ذنب ولا لوم عليه استناداً لقوله تعالى «لمن استطاع إليه سبيلا»، فهو غير مستطيع. ولفت «الشرنوبي» إلى أن «تميم»، أفلس أخلاقياً وإنسانياً بعد أن أفلس سياسياً، وراح يتاجر بمشاعر الشعب القطرى، واستغلال شعائر الحج لإرباك القضية وإظهارها على غير حقيقتها، وإعماء الشعب القطرى المغلوب على أمره عن الكارثة الحقيقية التى جلبها إليهم جراء سياسته المراهقة الطائشة– حسب قوله. وأكد العالم الأزهرى، أن النظام القطرى فقد سيطرته على السلطة بعد أن تحولت شئون الحكم فى قطر إلى أيدى الإخوان المسلمين الهاربين من العدالة، ما يتيح لهم فرصة التخطيط وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ضد كل الشعوب العربية والإسلامية، قائلاً: «لا يختلف اثنان أن حداثة عهد تميم بممارسة العمل السياسى وعدم الخبرة والوعى جعلته صيداً سهلاً لكل من استخدموه لتحقيق أغراضهم ومخططاتهم لصناعة الفوضى والخراب فى المنطقة العربية».