وزير العمل: 2772 فُرصة شاغرة للشباب في 45 شركة خاصة في 9 مُحافظات    تصدير 25 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    الذهب يستقر في نهاية تعاملات اليوم داخل محلات الصاغة    افتتاح عدد من المساجد بقرى صفط الخمار وبنى محمد سلطان بمركز المنيا    أدنوك تؤكد أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي لإتاحة فرص مهمة لقطاع الطاقة    وقوع إصابات.. حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية فى الجولان المحتل    كيف ينظر المسئولون الأمريكيون إلى موقف إسرائيل من رفح الفلسطينية؟    إنفانتينو: أوقفوا النقاش العقيم بشأن مونديال الأندية    خدمة في الجول - طرح تذاكر إياب نهائي دوري الأبطال بين الأهلي والترجي وأسعارها    مؤتمر جوارديولا: نود أن نتقدم على وست هام بثلاثية.. وأتذكر كلمات الناس بعدم تتويجي بالدوري    مستشفى كوم أمبو يستقبل 4 أطفال مصابين بالتسمم بعد تناول وجبة غذائية    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في أسبوع    هيئة الإسعاف: أسطول حضانات متنقل ينجح في نقل نحو 20 ألف طفل مبتسر خلال الثلث الأول من 2024    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم لعام 2024    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    غزة: الجيش الإسرائيلي حرق أجزاء كبيرة من مخيم جباليا    باقي كم يوم على عيد الأضحى 2024؟    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    في يومها العالمي.. 9 متاحف تفتح أبوابها بالمجان للمصريين بالقاهرة (تفاصيل)    المركز القومي للمسرح يحتفي بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام    جائزتان لفيلمي سيمو وترينو بمهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي بالجزائر    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    إيرادات فيلم عالماشي تتراجع في شباك التذاكر.. كم حقق من إنطلاق عرضه؟    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    خريطة الأسعار: ارتفاع الفول وتراجع اللحوم والذهب يعاود الصعود    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    وزير الإسكان: انتهاء القرعة العلنية لوحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    أيمن الجميل: مواقف مصر بقيادة الرئيس السيسي فى دعم الأشقاء العرب بطولية.. من المحيط إلى الخليج    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    متحور كورونا الجديد الأشد خطورة.. مخاوف دولية وتحذير من «الصحة العالمية»    أحمد السقا يطمئن الجمهور على صحة الفنان أحمد رزق    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    بطولة العالم للإسكواش 2024.. هيمنة مصرية على نصف النهائى    وفد اليونسكو يزور المتحف المصري الكبير    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب وحصاد مشروع مستقبل مصر يتصدر نشاط السيسي الداخلي الأسبوعي    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص من أسرة واحدة إثر انقلاب سيارة ملاكي بشمال سيناء    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    سنن يوم الجمعة.. الاغتسال ولبس أحسن الثياب والتطيب وقراءة سورة الكهف    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهاجرون فى «المحروسة»


السوريون يبدأون «حياة ثانية» فى مصر
«يوسف»: أعيش راضيًا.. ويمكننى الأكل ب5 جنيهات فى اليوم
الطفل «عبدالله»: لا أعانى مشاكل.. وسأعود إلى سوريا لأبنيها
نظراً للتقارب الكبير فى العادات والتقاليد، وفى الشعائر الدينية، لم يشعر السوريون قط بأنهم فى الغربة، وفتح المصريون قلوبهم قبل منازلهم لاستضافة إخوة نأمل من الله أن يفك كربهم ويعيد الأمن والأمان إلى بلادهم فى القريب العاجل.
على الرغم من أن السوريين ذابوا فى المجتمع المصرى، إلا أن هناك أماكن اشتهرت بتجمعاتهم ووجودهم، وباتت رائحة الشام تفوح فى جنباتها.
منذ اندلاع الحرب فى سوريا قبل سنوات، اضطر العديد من أهلها للنزوح إلى بلدان العالم بحثاً عن الأمن والأمان، وبات اللاجئ السورى الأشهر بسبب حرب أكلت الأخضر واليابس.
وكانت مصر «المقصد الأفضل» للسوريين فى الشرق الأوسط، حيث إن الدولة المصرية لم تتعامل معهم قط على أنهم لاجئون، بل إنهم فى بلدهم الثانى مصر، فهم النصف الثانى، فمازالت «الوحدة» بين مصر وسوريا نموذجاً عروبياً للقلب الواحد.
شارع السوريين.. بات الأشهر فى مدينة 6 أكتوبر، على بعد خطوات من مسجد الحصرى، الشارع الذى يحتوى على مقاه ومطاعم يملكها ويعمل بها سوريون فقط، تشتم منها رائحة الأكل الشامى ومذاقه الجميل الذى انتشر بسرعة كبيرة فى مصر خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بعد زيادة أعداد السوريين وإقامتهم مطاعم الأكل السورى فى مختلف أنحاء مصر.
وتضاربت أرقام أعداد اللاجئين السوريين فى مصر، حيث يقول المهندس «خالدون الموقع»، رئيس تجمع رجال الأعمال السورى بمصر، إن القاهرة استقبلت أكثر من 500 ألف سورى خلال 5 سنوات.
بينما تشير آخر إحصائيات صادرة عن منظمة الأمم المتحدة أبريل الماضى إلى أن عدد السوريين المسجلين فى مصر ارتفع إلى 120 ألف شخص، بينهم قرابة 52 ألف طفل.
حكايات متعددة وقصص مختلفة يرويها السوريون ل«الوفد» عن حياتهم فى مصر منذ وصولهم عقب اندلاع الأزمة والاقتتال فى سوريا حتى الآن، تعبر عما بداخلهم تجاه الحكومة المصرية والشعب المصرى وأملهم فى مستقبل سوريا وعودتهم إليها.
حلم أحمد الحِمصى
يحلم بأن يتملك محلاً تجارياً فى مصر ولا يعمل عند الآخرين، فضلاً عن حلمه الأكبر بالعودة إلى بلده سوريا فى أقرب فرصة.
بعد أن كان مالكاً لأحد محلات الملابس الجاهزة فى بلده، أصبح عاملاً فى أحد مقاهى مدينة 6 أكتوبر، إنه أحمد الحِمصى أحد شباب سوريا اللاجئين فى مصر الذى جاء إليها عقب اندلاع الاقتتال فى سوريا منذ 2011.
جاء إلى مصر ويحمل على عاتقه عبء أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأخت لا يوجد من يتكفل بهم إلا هو، ومنذ وصوله فى 2012 بعدما قطع رحلة طيران إلى تركيا أولاً ثم إلى مصر وهو يحاول العمل لتوفير ما يمكنه من الإنفاق على أسرته.
من مدينة حمص السورية جاء أحمد إلى مصر، وترك بيته وأمواله وأقاربه للحرب والدمار تعبث بهم كيفما شاءت، حيث أصبحت حالياً هى والتراب سواء وتدمرت بشكل كامل حسبما يقول «لما تركت سوريا معرفناش ناخد معانا أى حاجة أو فلوس والبيوت دلوقتى اتدمرت بسبب الحرب.. أما أقاربنا فهم موجودون فى أماكن آمنة حالياً بعيدة عن الصراعات، ولكن بيوتنا للأسف أصبحت على الأرض».
قبل أن يترك «الحمصى» تركيا ويأتى إلى مصر، مكث فيها نحو 3 أشهر، ولكن بسبب غلاء المعيشة هناك اضطر إلى التفكير فى الذهاب لبلد آخر وكانت مصر هى الأنسب إليه.
وحكى الحمصى ل«الوفد» رحلته منذ مجيئه إلى مصر حتى الآن، قائلاً: «أول يوم لى فى مصر نزلت عند أصدقائى من حمص وجلست 5 أيام فى منطقة المقاولين العرب.. وبعد ذلك سمعنا أن مدينة 6 أكتوبر فيها سوريون كثير، ثم جئنا إليها واستمررت فيها حتى الآن.. وقمت بتأجير شقة والالتحاق بالعمل فى أحد المولات التجارية مدة قصيرة وبعدها اشتغلت فى أحد المقاهى حتى الآن نحو 4 سنوات».
وأضاف: «نحن السوريين دلوقتى لا نبحث عن المصلحة فى الشغل اللى بنشتغله، ولكن أى حاجة بنلاقيها قدامنا بنشتغلها علشان نقدر نعيش.. المرتب اللى بنحصل عليه لا يكفينى لأنى العائل الوحيد لأسرتى التى تعيش معى.. فأنا مسئول عن أسرة مكونة من أب وأم وأخت.. وأبى كبير فى السن ولا يستطيع العمل وأختى لا يصح عندنا كسوريين أن تعمل، ومن ثم فأنا مضطر للتكفل بمصاريف الأسرة».
وأشار إلى أنه عندما كان فى سوريا كان يعمل مع والده فى محل الملابس الجاهزة الخاص بهم، ولما جاء إلى مصر اضطر للعمل فى أحد المولات التجارية لفترة قصيرة، ثم العمل فى أحد المقاهى.
وأوضح «الحمصى»، أن أكبر مشكلة تواجهه فى مصر هى الحصول على الإقامة أو تجديدها، مشيراً إلى أن قوات الأمن ألقت القبض عليه أكثر من مرة بسبب الإقامة، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة والحبس لعدة أيام، ثم أطلق سراحه قائلاً: «نحن نعيش فى معاناة وخوف بسبب الإقامة التى تهدد بقاءنا فى مصر والسفارة السورية مش بتعمل لنا حاجة خالص.. ملهاش أى لازمة غير تجديد جواز السفر ومفيش أمل منها».
وعن مطالبه وأحلامه، قال إنه يحلم بأن يمتلك محلاً تجارياً فى مصر مثلما كان كذلك فى سوريا، ولا يعمل عند الآخرين، وأما حلمه الأكبر فهو العودة إلى بلده سوريا، مضيفاً: «لو قالولنا الوضع أحسن ولو عاوزين ترجعوا تعالوا.. أنا من بكرة هرجع بلدى لأنى محتاج أعود لبلدى علشان أعيش وسط أهلى وأحبابى».
الرضا بالمعيشة فى مصر
«إحنا عايشين زى المصريين بالظبط وبلا حدود.. مصر بلدنا الثانى ولكن مشكلتنا الأكبر هى الروتين فى إجراءات استخراج الإقامة وتجديدها.. إحنا فى مصر بإمكاننا أن نأكل فى اليوم ب5 جنيه لكن فى بعض البلاد الأخرى لا نستطيع ذلك».. بهذه الكلمات عبر يوسف عبدالرحمن الدمشقى، أحد اللاجئين السوريين فى مصر عن شكل حياته منذ مجيئه من سوريا فى 2012.
من ريف دمشق ووسط أجواء الاقتتال الملتهبة قرر «يوسف» أن يخرج من سوريا ويأتى إلى القاهرة هرباً من أجواء الحرب التى سادت بلدته عقب اندلاع الحرب فى سوريا منذ 2011.
استقبلته أخته التى سبقته إلى مصر قبل اندلاع الحرب، ومكث معها مدة شهرين هو وأسرته المكونة من «أب وأم وزوجة وطفلين» على أمل العودة مرة أخرى إلى سوريا عقب استقرار الأوضاع، ولكن ذلك لم يحدث فقد تطور الأمر فى بلده وازداد الاقتتال، ما اضطره إلى البقاء فى مصر والبحث عن عمل يستطيع من خلاله الإنفاق على أسرته.
وبالفعل حصل على عمل فى أحد المطاعم مثلما كان يعمل فى سوريا، واستأجر بعدها شقة يبلغ إيجارها 1200 جنيه شهرياً، لأنه عندما بدأت الحرب ترك بيته وأهله ولم يجلب معه إلا القليل من المال يكفيه لمدة شهر أو اثنين، مشيراً إلى أن العمل فى مصر لا يختلف كثيراً عن سوريا لأن معظم السوريين يعملون فى الأكل.
وأضاف فى حديثه ل«الوفد»، أنهم يعيشون فى مصر كأنهم مصريون تماماً ولا حدود تفرض عليهم قائلاً «حياتنا فى مصر طبيعية كأننا فى سوريا بالضبط.. أنا أذهب إلى عملى منذ الصباح وأولادى يذهبون إلى المدرسة وزوجتى وأبى يجلسون فى المنزل لأنه شيخ كبير لا يقدر على العمل».
وأشار «يوسف» إلى أن مشكلته فى مصر هى الروتين فى إجراءات استخراج الإقامة وتجديدها، حيث إنه يقيم منذ 5 سنوات وفى كل مرة يذهب لتجديد إقامته تطلب منه الأوراق نفسها رغم أن جواز سفر يمنحه إقامة أساسية ومن ثم من المفترض أن تجدد له الإقامة تلقائياً بناء على الإقامة الأساسية، إلا أن ذلك لا يحدث معه، مطالباً بضرورة تخفيف هذه المعاناة وأن تكون الإجراءات سهلة، مقارناً فى الوقت نفسه بين الوضع فى مصر وتركيا التى قال إن إجراءات الإقامة فيها أسهل من مصر لأنهم يعطون السوريين بطاقة إقامة تركية لا علاقة لها بجواز السفر، متمنيا أن أن يكون ذلك فى مصر أيضاً.
وتابع «لكن المعيشة فى تركيا أغلى من مصر كثيرًا جداً.. مصر تقريباً معيشتها زى سوريا.. إحنا فى مصر بإمكاننا أن نأكل فى اليوم ب5 جنيهات لكن فى بعض البلاد الأخرى لا نستطيع ذلك.. الفقراء والغلابة السوريون يقدرون أن يعيشوا فى مصر لكن فى تركيا لا.. أنا راض عن العيش فى مصر الحمد لله، واللى بيرضى بيعيش».
وأضاف «موضوع الإقامة لازم يكون أسهل كثيرًا من الموجود حالياً لأن السورى بالذات فى مصر مش جاى يعمل سياحة، فهو هارب من حرب ولابد أن تكون معاملته فى موضوع الإقامة أسهل من أى مواطن أجنبى آخر يأتى إلى مصر.. السورى مضطر إلى أن يقعد فى مصر حتى تنتهى الحرب فى سوريا ومجبور على أن يعيش فى البلد ولذلك لابد للحكومة المصرية من أن تتساهل معنا أكثر من ذلك وتكون هناك مرونة فى الإجراءات القانونية للإقامة».
وعبر عن أمنيته فى العودة إلى سوريا مرة أخرى؛ لأنه لا يوجد أى شخص لا يريد العودة إلى وطنه قائلاً: «الواحد لو عاش مليون سنة بره بلده وباقى من عمره يوم يتمنى يرجع لبلده.. أكيد فى يوم لازم نرجع علشان نبنى بلدنا، فهى اليوم البنية التحتية لها شبه مدمرة، ولازم نرجع علشان نبنيها.. يعنى هنخلى الأجانب هما اللى يبنوها؟ أكيد لا.. هذه أرضى وعرضى، وأنا أولى إنى أبنى أرضى».
وثمن فى الوقت نفسه الجهود التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً فى حل الأزمة السورية، خاصة بعد تدخله لوقف إطلاق النار ببعض المناطق السورية، مشيراً إلى أننا نأمل منه خيرًا كثيرًا فى الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن السوريين عندما يسمعون أن هناك سيارة شرطة قادمة تبحث عن الإقامات فإنهم يلجؤون إلى الهرب بعيدا عنهم بسبب الخوف، فضلاً عن أن من يمتلك جواز سفر لا يستطيع إحضاره معه فى العمل حتى لا يضيع منه، موضحاً فى الوقت نفسه أن السفارة السورية كل مهمتها معنا فى مصر المساعدة فى جلب الأوراق الخاصة بالأسر السورية من سوريا إلى مصر فقط.
من بائع إلى مالك سيارة فى 4 سنوات
بدأ عمله فى مصر بائعاً للخبز فى أحد الأفران السورية، ثم جمع من المال ما يكفيه لتأجير سيارة لتوزيع الخبز بدلاً من العمل بالفرن، وبعدها استطاع شراء السيارة وامتلاكها والعمل لحسابه الخاص.. إنه فايز السورى أحد اللاجئين السوريين فى مصر الذى جاء إليها منذ 4 سنوات.
وصل إلى مصر فى 2013 قادماً من مدينة حماة، حتى يهرب بعيداً عن مشاكل الحرب والاقتتال السورى، استقبلته أخته التى سبقته إلى القاهرة بشهر، واستمر دون عمل لمدة تقترب من ال45 يوماً.
اشترك مع زملائه السوريين الذين يمتلكون أحد الأفران لإنتاج الخبز السورى، وعمل فى الفرن فى البداية، ثم استأجر سيارة لتوزيع الخبز على المحلات والمطاعم إلى أن اشترى هذه السيارة وأصبح يعمل لحسابه الخاص.
وأوضح «فايز» أنه بعد انتشار الخبز السورى بين المواطنين، اتجه المصريون إلى بناء أفران لإنتاج الخبز وبيعه للجمهور أيضاً بعدما كان يقتصر هذا العمل على السوريين فقط، مشيراً إلى أنه جاء إلى مصر بمفرده وترك عائلته فى سوريا حتى تزوج من فتاة سورية وأصبحوا يعيشون حالياً فى شقة بمدينة 6 أكتوبر، مضيفاً «أنا أبدأ يومى من الساعة التاسعة صباحاً، ثم أحصل على راحة بحلول الساعة الرابعة لمدة ساعتين وأعود للعمل مرة أخرى حتى الساعة الثانية صباحاً».
لكن مشكلتى كانت فى البداية تتمثل فى تعامل المصريين معنا ولكن عندما تعودنا على الوضع اختفت هذه المشكلة وأصبحنا نشعر بأن السورى مثل المصرى والكل يعمل مع بعضه فى مكان واحد، أما الآن فالمشكلة الأساسية هى الإقامة والصعوبات التى نواجهها عند تجديدها لأننا دونها لا نستطيع السير فى مصر.
واختتم حديثه مع «الوفد»، بقوله «لو قالولى أرجع سوريا دلوقتى هرجع حتى لو باخد فى مصر 10 آلاف دولار.. لأن الواحد دائماً بيحن لبلده والرئيس عبدالفتاح السيسى لم يقصر معنا باستضافتنا منذ بداية الحرب السورية.. نحن نحب الدولة المصرية قيادة وشعبا لأنه شعب طيب واستقبلنا أحسن استقبال».
حلم شراء سيارة وفتح محل
مشكلته الأساسية كباقى السوريين تتمثل فى الحصول على الإقامة وزيادة الرسوم عليها، وأمنيته شراء سيارة وفتح محل للتجارة فى مصر، إنه محمد مروان اللاجئ السورى فى مصر.
جاء إلى مصر قادماً من دمشق، ونزل ضيفًا على عدد من أصحابه السوريين الذين وصلوا مصر قبله، مشيراً إلى أنهم أصحاب الفضل فى إرشاده للعمل داخل مصر.
وأوضح «مروان» أنه جاء إلى القاهرة فى 2013، بسبب الظروف السياسية السيئة التى تواجهها سوريا منذ ذلك التاريخ حتى الآن، حيث بدأ العمل منذ وصوله مباشرة فى أحد مطاعم الأكل السورى والشاورما.
كان يعمل مع والده فى سوريا بمحل ملابس إلا أنه عندما جاء لمصر تعلم «صنعة» الطهى والأكل ويسعى حالياً إلى شراء سيارة لكى يعمل عليها ويوزع الأكل بها قائلاً: «نفسى اشترى عربة وبعدها افتح محلًا.. لكن نفسى قبل كل شىء أرجع بلدى».
وحول مشاكله وظروفه فى مصر قال «مشاكلى فى الإقامة مثل باقى السوريين، إضافة إلى زيادة الرسوم والمصاريف.. لأنى محتاج إلى أن أحصل على إجازة من العمل لمدة يومين حتى انتهى من إجراءات استخراج الإقامة بسبب الروتين».
طفل سيبنى وطنه
أما الطفل عبدالله جمال، أحد الأطفال السوريين الذين جاءوا إلى مصر مع أسرهم فأكد أنه سوف يعود إلى بلده سوريا فى يوم من الأيام مهما طال الزمن حتى يبنيها من جديد.
وأضاف جمال أنه لا يواجه مشاكل فى مصر حيث إنه يذهب إلى المدرسة فى الشتاء ويعمل فى أحد محلات العصائر فى الصيف لكى يساعد أسرته التى تتكون من «أب وأم و3 إخوة»، مشيراً إلى أنه يتعلم فى المرحلة الابتدائية وإخوته أحدهم فى الإعدادية والآخر فى الابتدائية أيضاً».
منذ الصباح الباكر يذهب الطفل عبدالله الذى لم يتجاوز السنوات العشر إلى عمله فى محل العصائر، ويعود ليلاً ليلعب مع أصحابه ثم يخلد للنوم ويكرر ذلك كل يوم فى معاناة قد لا يتحملها أطفال آخرون فى مثل عمره.
وفى ختام حديثه مع «الوفد» قال «أنا نفسى أرجع بلدى سوريا علشان أبنيها بعد الحرب والدمار.. بيتنا لسه موجود فى سوريا وسوف نعود إليه فى يوم من الأيام مهما طال الزمن.. كما أننا نتواصل مع أقاربنا الذين يطمئنوننا باستمرار على الأحوال وأخبرونا مؤخراً بأنها تتحسن وتهدأ».
التعليم والتعامل الأمنى
لم يختلف حال أبومحمد السورى كثيراً عن غيره من السوريين اللاجئين فى مصر، حيث اشتكى من التعامل الأمنى معه من جانب قوات الشرطة بسبب الإقامة، إضافة إلى صعوبة استخراج الأوراق الخاصة بتعليم الأطفال السوريين فى المدارس.
وقال أبومحمد السورى، إن السوريين يعانون عدة مشكلات فى مصر ولكن لا يستطيع الحديث عنها، وأبرزها الإقامة والمدارس وتعامل الأمن والمباحث معنا.
وأضاف «المصريون لا يشتكون من السوريين أبداً ونحن نحب المصريين كثيراً وكأننا شعب واحد.. ولكننا نعانى أثناء محاولتنا دخول أولادنا للمدارس المصرية بسبب المشاكل فى الأوراق واستخراجها وبعض المشكلات التى تحدث فى المدارس من الأطفال مع بعضهم البعض مثل الخناقات والضرب والبلطجة من جانب البعض الآخر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.