70% عجزاً فى السائقين والمحصلين ومراقبى الأبراج.. والسبب «الواسطة»! 90% من قطع الغيار التى تتعاقد الهيئة على شرائها غير مطابقة للمواصفات الهيئة تمتلك أراضى ب200 مليار جنيه فى القاهرة.. وتترك خردة بمليار جنيه لتبتلعها الأرض.. وتطلب 45 مليار جنيه للتطوير! مهندسو السكة الحديد يقومون بأعمال إدارية.. والهيئة دون لائحة داخلية منذ عام من يطالع خبايا وخفايا السكة الحديد سيخرج بنتيجة واحدة، وهى أن قطارات السكة الحديدة مهيأة تماماً لكى تسقط فى كارثة جديدة.. فكل المؤشرات المعلنة والسرية فى هيئة السكك الحديدية، تؤكد أن حادث قطارى الإسكندرية لن يكون الأخير، ففى الهيئة العتيقة سراديب خفية تقطنها خفافيش دموية، تمتلك قدرة هائلة على التخريب والتدمير والقتل، وتمارس هذا الدور منذ سنوات. العالمون بحقيقة السكة الحديد، يؤكدون أن اختصار أوجاعها فى الحاجة إلى تدبير 45 مليار جنيه، أشبه بمن يلقى قطرة ماء فى جوف بركان ضخم متفجر وسط جبال صخرية فى صحراء قاحلة، مشيرين إلى أن مشكلة الهيئة ليست أزمة مالية فى الأساس ولكنها أزمة إدارة فى المقام الأول، وقالوا إن الهيئة تمتلك أراضى تتجاوز قيمتها 200 مليار جنيه فى منطقة الدلتا وحدها! وحسب قيادات بهيئة السكك الحديدية، فإن إهمال التنمية البشرية وعدم الاستغلال الأمثل للعاملين بالهيئة هو المسئول الأول عن كل كوارث السكة الحديد.. وقالت المصادر «فى هيئة السكة الحديد أكثر من 55 ألفًا و400 موظف معين، بخلاف عشرات الآلاف الآخرين الذين يعملون بعقود مؤقتة، ومع هذا العدد الكبير إلا أن الهيئة تعانى عجزا يصل إلى 70% فى السائقين والمحصلين ومراقبى الأبراج، وربما يكون السبب المباشر فى ذلك هو أن كل من له «واسطة» فى الهيئة يتم انتدابه فى وظائف ليست بها مخاطرة، ومن هنا ظهر العجز الكبير فى السائقين والمحصلين ومراقبى الأبراج، وهى الوظائف الرئيسية فى تشغيل القطارات، وما زاد هذا العجز بشكل كبير، هو تشغيل السائقين بنظام يومى عمل ويوم راحة بخلاف يوم الإجازة الأسبوعية، فيما أن النظام الداخلى للهيئة قصر منح يوم الراحة لكل موظف يواصل عمله حتى ما بعد منتصف ليل اليوم التالى. والغريب أن الهيئة أعلنت فى 2016 عن حاجتها لموظفين وعاملين جدد، وبالفعل تقدم لها الآلاف من طالبى العمل، وخضعوا جميعاً لكل الاختبارات المطلوبة، ومن نجح منهم فى تلك الاختبارات خضع للكشف الطبى فى مارس الماضى، لكن حتى الآن لم يصدر قرار تعيينهم! ووصل الترهل الإدارى فى السكة الحديد لدرجة أنه تم تكليف مهندسين للقيام بأعمال إدارية، والأغرب أن الهيئة تدار دون لائحة داخلية منذ أكثر من عام، وتحديداً بعد صدور قانون الخدمة المدنية الجديد، وهو القانون الذى يسرى على وزارة النقل التى تتبعها الهيئة، ولكنه فى ذات الوقت لا يطبق على الهيئة لأنها ذات طبيعة خاصة، وهو ما كان يستلزم إصدار لائحة داخلية للهيئة فور صدور القانون، ولكن اللائحة لم تصدر حتى الآن! ولم تتوقف الكارثة فى هيئة السكك الحديدية عن هذا الحد، حسب مصادر بهيئة السكك الحديدية، فإن أكثر من 90% من قطع الغيار التى تتعاقد الهيئة على شرائها غير مطابقة للمواصفات.. وأرجعت المصادر هذه الكارثة إلى تعطل أجهزة الهيئة الخاصة بقياس مدى مطابقة قطع الغيار للمواصفات.. وقالت المصادر إن أجهزة قياس مطابقة قطع الغيار للمواصفات أغلبها معطل داخل معامل هيئة السكة الحديد، ومن ثم يتم الاكتفاء بالنظر بالعين المجردة لتحديد مدى مطابقة قطع الغيار للمواصفات، وهذا يحدث فى جميع قطع الغيار التى تشتريها السكة الحديد». وأضافت المصادر أن السكة الحديد تشترى سنوياً قطع غيار بنحو 180 مليون جنيه سنوياً، وما لا يقل عن 90% من هذا المبلغ الضخم يتم به شراء قطع غيار غير مطابقة. وأشارت المصادر إلى أن الهيئة تمتلك خردة تزيد قيمتها على مليار جنيه، ومع ذلك يتم تركها حتى تبتلعها الأرض. وبخلاف الخردة أكدت المصادر أن هيئة السكة الحديد تمتلك أكثر من 10 آلاف فدان فى منطقة القاهرة الكبرى وحدها، وهذه الأراضى يزيد سعرها على 200 مليار جنيه، ولكن مسئولى الهيئة تركوها نهبا للناهبين، ما أدى لضياع 217 فدانًا من أراضى هيئة السكة الحديد بمنطقة «أبوزعبل» بالقليوبية، كانت تحوى مبانى ومزارع تابعة للهيئة إلا أن أشخاصا استولوا عليها، وأزالوا ما عليها من مبانٍ وأشجار، وأقاموا بدلا منها مساكن ومقاهى واستراحات. وأوضحت المصادر أن الهيئة تمتلك أيضا 5 آلاف شقة يسكنها غير المستحقين، ولا يسددون لها إيجاراً! وقالت المصادر يمكن للهيئة تدبير نفقات تطويرها، من مواردها الذاتية لو توفرت النية عند وزير النقل ومسئولى الهيئة. وقالت المصادر إن الهيئة خلال ال21 عاما الأخيرة شهدت 17 خطة تطوير، ولم ينفذ من تلك الخطط جميعا سوى ازدواج عشرات الكيلو مترات وكهربة إشارات بطول 300 كيلومتر (طول قضبان السكة الحديد 9 آلاف كيلو متر) وشراء 120 جراراً وتطوير 212 عربة قطارات، والبدء فى تصنيع عربات القطارات فى مصر. ولم تستبعد المصادر حدوث عمليات تخريب متعمدة بهيئة السكة الحديد.. وقالت الهيئة تضم مئات وربما آلاف العاملين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وبعضهم يعمل فى مناطق شديدة الخطورة بالهيئة، وأمثال هؤلاء لا يتورعون أبدا عن تخريب كل ما تصل إليه أيديهم فى السكة الحديد، نكاية فى الحكومة ونظام الرئيس السيسى. وأضافت المصادر أن مواجهة التغلغل الإخوانى فى السكة الحديد تستدعى اليقظة التامة من جميع المسئولين، والمحاسبة الرادعة لكل من يتورط فى عمل تخريب، حتى لو كان بسيطاً.