شرف كبير لمصر أن تشتعل المواجهة بين القاهرةوواشنطن، وتاج علي رؤوس المصريين أن تعلن الولاياتالمتحدة بجاحتها المتناهية ضد مصر، فالتهديدات الأمريكية ضد الشعب المصري والتهديد بقطع المساعدات دليل كبير علي أن مصر لا تقبل أبداً الابتزاز الأمريكي الوقح.. أم+ريكا تريد من مصر أن تسود بها الفوضي والاضطراب، وتسعي بكل قوة إلي تنفيذ مخططها الجهنمي بتقسيم البلاد، وإلا تمنع عن مصر هذه المساعدات.. فسحقاً لهذه المعونات وسحقاً لكل يد تسعي إلي تخريب مصر وإشاعة الفوضي بالبلاد.. وسحقاً لكل الدول العربية وعلي رأسها الخليجية التي تتفق مع أمريكا ضد مصر، خوفاً علي عروشهم المهتزة. الثورة المصرية هي ثورة عربية بالدرجة الأولي وستهب علي جميع البلدان العربية تقتلع جذور النظم الفاشية المستبدة مهما تحالفت مع العدو الأمريكي والصهيوني.. ثورة مصر هي ثورة العرب جميعاً ونجاحها هز جميع العروش العربية بلا استثناء، واتفاق هذه الدول مع أمريكا لن يكسر مصر ولن تخضع أبداً لأية ابتزاز، فأمريكا التي تريد أن تتدخل في السيادة المصرية وجدت عيناً حمراء من القاهرة وتخطئ واشنطن وحلفاؤها من العرب الخونة أن مصر ستقبل بأية تدخل أمريكي يمس سيادتها، فمصر لا تعرف الخنوع ولا الركوع ولا التفريط في حق أبنائها، ولن يستطيع أحد أن يكسرها أو يضعف من ثورتها. مصر التي اتخذت موقفاً أكثر من رائع بشأن التمويل الأجنبي لجواسيس أمريكا والصهيونية، لا أعتقد أبداً أن تتراجع بشأنه حتي لو أكل المصريون أوراق الشجر، أو حتي ماتوا من الجوع.. فالأحرار المصريون لا تلين لهم قناة أو تضعف همتهم أمام من يريد الخراب لهذا البلد العظيم.. وعودة الوفد العسكري المصري من واشنطن دون تحقيق ما كان يصبو إليه يحتاج أن نعلن له بالفم المليان «تعظيم سلام» ولا يحزنك قول وفعل اللئام الذين يساومون مصر أو حتي يتحرشون بثورتها العظيمة. وإذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اشترط مساعدة مصر مقابل التغاضي عن جواسيس أمريكا وواشنطن الذين كانوا يخربون في البلاد.. فقد أسعد المرء رد المشير حسين طنطاوي علي أوباما الذي قال: إنه لا سيطرة للولايات المتحدة علي الاتفاق مع صندوق النقد أو القروض الأخري، وجاء رد المشير أنه لا سيطرة للمجلس العسكري علي التحقيقات المصرية بشأن منظمات المجتمع المدني التي تعمل ضد مصر، وأكد المشير أن الحكومة لن تتدخل في أعمال القضاء المصري مهما كانت النتائج. تعظيم سلام لكل مصري وطني غيور علي هذا البلد سواء في المجلس العسكري أو بين ثوار مصر الأحرار.. ولن تنفع الفتن والمؤامرات التي تحيكها أمريكا وأذنابها من الدول العربية العميلة لواشنطن والصهيونية العالمية.. ولن تنفع كل مؤامرات النيل من وحدة الشعب المصري وثواره العظماء الذين قادوا أعظم ثورة في تاريخ البشرية، فهؤلاء لن ترهبهم دسائس أو مؤامرات واشنطن، ولن يخيفهم الجوع حتي لو وصلنا إلي هذا الحد.. فالكرامة المصرية فوق كل اعتبار، وسيادة الوطن فوق كل إنسان، والمؤامرات ستزيد من وحدة الصف المصري في مواجهة أي خطر قادم من واشنطن أو من عواصم الدول العربية العميلة للأمريكان. أما الوزراء الذين تتهمهم أمريكا بكراهيتها، فهذا تاج علي رؤوسهم، لأن ذلك يعني أن صفة الخيانة انتفت عنهم، فالأمريكان عندما ينعتون أحداً بالكراهية يعني أنهم وطنيون وغيورون علي مصر، وعندما يقول الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء إن مصر لن تركع فإن ذلك يعني أن مصر لن تفرط في نفسها ولن تقبل المساس بسيادتها.. صحيح أننا نختلف فيما بيننا لكن نتوحد جميعاً ضد أية مطامع أمريكية أو غربية أو حتي عربية.. فلا مصري واحداً يرضي أن تداس كرامة مصر أو يتجرحها الأمريكان وعملاؤهم الخونة.. ستظل مصر شامخة عالية المقام رفيعة الأصل، ولن تضام أبداً طالما فيها وطنيون شرفاء يرفضون المساس بسيادتها التي تغوص في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين. لن يركع المصريون إلا لله ولن يخلصوا إلا للوطن، وسيادة مصر، وسحقاً لأمريكا والدول الغربية والعربية الخائنة.. والموت جوعاً أشرف وأكرم من التفريط في أي شيء يمس سيادة مصر.. بل ان هذا الموقف سيكون بمثابة دافع قوي وشديد لتوحيد صفوف المصريين نحو العمل والإنتاج، لا العصيان المدني الذي ينادي به البعض.. فهذا العصيان لا تحتمله البلاد في ظل هذه الظروف الراهنة، ويصب في نهاية المطاف إلي الفوضي العارمة وهذا ما تسعي إليه أمريكا.