فيما يعد دليلاً على تغلغل مافيا المقابر داخل مبنى محافظة القاهرة، أضاف مسئولو إدارة الجبانات بالمحافظة 11 كلمة لتراخيص إقامة وترميم المقابر، تفتح الباب واسعاً أمام المافيا، لكى تستولى على ما تشاء من مقابر. الكلمات ال11 تقول: «فى حالة ظهور منتفعين آخرين لا يحق الاعتراض عليهم والالتزام بعدم منع أى من المنتفعين فى الدفن أو الزيارة»، وهكذا تتحول كل المقابر التى تتضمن تراخيصها هذه العبارة، إلى حالة أشبه ما تكون بمقابر الصدقة، وهو ما لا يقبله أغلب أصحاب المقابر، وعندها يظهر سماسرة المقابر يعرضون شراءها ببضعة آلاف من الجنيهات، وبعد شرائها يعيدون بيعها بمبالغ تصل إلى 500 ألف جنيه للمقبرة الواحدة. الفنان الدكتور جابر البلتاجى، المدير التنفيذى بدار الأوبرا المصرية سابقاً، أحد الذين سقطوا فى شباك الكلمات ال11.. «البلتاجى» تعاقد مع محافظة القاهرة فى عام 1997 على شراء 40 مترا بمنطقة القطامية لإنشاء مقبرة خاصة، وسدد الرسوم التى حددتها المحافظة، فتم تخصيص المساحة التى طلبها، بالمنطقة رقم 16 بجبانات مدينة نصر، وتحرر له عقد بملكية الأرض، وصدر له ترخيص ببناء المقبرة، برقم 371 لسنة 2000. وبالفعل بنى الدكتور «البلتاجى» المقبرة، ومرت سنوات، وأراد بناء سور خارجى للمقبرة، فتقدم لإدارة الجبانات فى 2016 طالبا الترخيص ببناء سور للمقبرة، وسدد الرسوم المطلوبة، وصدرت الرخصة، ولكنه فوجئ بال11 كلمة مدسوسة دساً فى منتصف ترخيص بناء السور.. «فى حالة ظهور منتفعين آخرين لا يحق الاعتراض عليهم والالتزام بعدم منع أى من المنتفعين فى الدفن أو الزيارة». اعترض الدكتور البلتاجى على هذه العبارة الغريبة، والتى تسلبه ملكيته للمقبرة وتحولها من مقبرة خاصة إلى مقبرة صدقة، وطرق الفنان باب كل مسئولى إدارة الجبانات، لتعديل ترخيص بناء سور مقبرته، وإزالة العبارة الغريبة التى تضمنها الترخيص، ولكن أحداً من المسئولين، لم يستجب لطلبه، فطاف على جميع مسئولى المحافظة عسى أن يجد من يرفع عنه عدوان إدارة جبانات المحافظة.. ولكن سماسرة المقابر كانوا أسرع من رد مسئولى المحافظة.. فعرض أحدهم على الدكتور البلتاجى شراء مقبرته «ويريح نفسه من الدوشة» على حد قول السمسار! طبعاً لم يرح الدكتور البلتاجى نفسه، وقرر خوض المعركة إلى نهايتها مع مافيا المقابر.. ولكن يبقى السؤال: هل يعلم المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة أن مافيا المقابر تغلغلت فى أروقة مبنى المحافظة؟