«هند رستم» حولت حياتى إلى جحيم فقد أصبح زوجى يدمن مشاهدة أفلامها وترك عمله ورعاية أسرته وبقى لا يفعل شيئًا فى حياته سوى رؤية فيديوهات وصور لهند رستم. حوائط المنزل تحولت إلى لوحات لصورها وهى بملابس الإغراء.. وليس ذلك فقط بل دأب على معايرتى بشكلى ويرغب فى أن أتحول إلى هند رستم أخرى. بهذه الكلمات بدأت سيدة فى أوائل الثلاثينات كلامها لتروى مأساتها مع زوج ضحى بكل سنوات الحب التى شهدتها الجامعة بعد أن فضلت أطفالها الصغار علي نفسها وكرست وقتها وجهدها لهما دون أن تهتم بنفسها كانت تأمل أن تجد الإنصاف والعرفان بالجميل لكن بكل أسى لم تجد سوى الخذلان والحصول على لقب مطلقة بلا ذنب. بدأت كلامها قائلة: رزقنى الله هبة الجمال وخفة الدم كنت محط أنظار الجميع، وبالرغم من ذلك لم أشعر يوماً بالغرور، حياتى كانت أقرب إلى الحياة المثالية فأمى كانت ربة منزل ووالدى كان يعمل بإحدى الدول العربية، ولى شقيقان أكبر منى كنت صديقة والدتى منذ طفولتى وخلال فترة الثانوية شجعتنى والدتى على الاهتمام بدراستى حتى ألتحق بالجامعة التى أتمناها وبالفعل ثابرت واجتهدت وتمكنت من الحصول على مجموع كبير دخلت كلية الألسن، وهناك تعرفت إلى أصدقاء جدد، ومن اليوم الأول لى داخل الجامعة شعرت بأن من حولى يتوددون إلى لن أنكر سعادتى بدخولى إلى مرحلة جديدة فى حياتى. تصمت الزوجة لبعض اللحظات لتظهر على وجهها ابتسامة مفعمة بالحزن لتستكمل كلامها تعرفت على زوجى كنت وقتها فى السنة الأولى، وكان هو طالباً بالفرقة الثالثة لا أدرى كيف تمكن من الدخول إلى قلبى رويت لأمى قصتى معه لم تنهرنى، وطلبت منى أن تقابله سعدت بطلبها جداً وسعدت أكثر عندما قابلته ورحبت به وشعرت بأنه شاب مناسب مرت سنوات الجامعة فى تفوق بالإضافة إلى سعادتى بالارتباط بهذا الشاب وعقب تخرجى تقدم لى حبيبى وبعد مرور عام من الخطوبة، تم الزواج شعرت وقتها بأن صديقاتى وأقاربى يشعرون بالغيرة تجاهى خاصة أن مئات القصص التى تشهدها جدران الجامعات لا تكلل بالنجاح، وغالباً ما تنتهى قصص الحب كما بدأت داخل أسوار الجامعة. المهم عشت مع زوجى أسعد أيام حياتى ووقفت بجانبه حتى تمكن من إنشاء مشروع خاص به تحسنت أحوالنا المادية كثيراً ورزقنا الله بطفلتين. دون أن يطلب منى زوجى كنت أهتم كثيراً بنفسى وأتابع آخر خطوط وصيحات الموضة سواء العادية أو العالمية، لكن بمرور السنوات ومع تضخم مسئولياتى تجاه طفلتى وزوجى بدأت فى إهمال نفسى ويوماً بعد يوم بدأت فى تفضيل أسرتى على نفسى وصحتى ولا أدرى كم مر من الوقت لأجد نفسى وقد بدت علىّ علامات الإجهاد والتعب بل وكبر السن.. وبدلاً من أجد الدعم المعنوى والنفسى من زوجى بدأ فى الابتعاد عنى وإهمالى والنفور منى فى معظم الأحيان. ليت الأمر اقتصر على ذلك بل بدأ فى معايرتى بتدهور صحتى والسمنة التى داهمت جسدى والتعرض لى بالإهانة، ولأول مرة يتعامل معى بقسوة شعرت وقتها بأن سكيناً غرس فى قلبى من هول الموقف الذى تعرضت له. انتظرت منه أن يشعر بخطئه، لكن ما حدث بعد ذلك كان تدهوراً فى حياتى الزوجية، حيث بدأ فى معاكسة الفتيات والسيدات أثناء سيرنا بالطريق معاً متناسياً شعورى ومتجاهلاً آلامى. وفجأة تحول إلى مراهق كبير فكان يقضى معظم أوقاته أمام مواقع التواصل الاجتماعى وعندما راقبته عن بُعد اكتشفت بأنه يحادث عدداً من الفتيات قررت أن أتحمل تصرفاته الصبيانية، ورفضت مواجهته وعلى أمل أن يعود إلى رشده.. وفى أحد الأيام قررت مواجهته وطلبت منه الرجوع إلى الله والعدول عن تصرفاته ففوجئت به يرد على كلامى بمنتهى القسوة. وفى إحدى المرات كان يشاهد أحد الأفلام القديمة وكانت بطلته هند رستم، كان يمطر الممثلة بكلمات الغزل من ناحية، وكلمات الاحتقار والتقليل من شأنى من ناحية أخرى فأردت أن أختبره أكثر بعد تلك الواقعة فهددته بمغادرة البيت نهائياً فى محاولة منى لإعادته إلى رشده، لكنى فوجئت به يقول لى الباب يفوت جمل وأنا عندى بدل البنت عشرين كلهم أحلى منك وعندهم أنوثة عنك. كلمات أشعلت نار الغضب والندم على سنوات الحب الضائعة فطلبت منه الطلاق ولم يتردد على الفور ليطلقنى وقتها، بعد تلك الواقعة دخلت فى حالة نفسية سيئة وبعد تفكير طويل ولحظات تأمل مع النفس قررت أرفع دعوى أمام محكمة الأسرة أطالب فيها بنفقة مجزية لطفلى من والدهما الذى دأب على إنفاق أمواله على الفتيات وبنات الليل وشراء أفلام هند رستم جميعها ويبقى أمامها بالساعات، إنه يريدنى أن أتحول إلى هند رستم.. وأنا لا أريده فى حياتى.