فى محاولة جديدة للولايات المتحدةالأمريكية لرأب الصدع في المنطقة العربية وحل أزمة قطر أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن عزم بلاده إرسال وفود جديدة للخليج للتفاوض مرة أخرى لحل الأزمة القطرية . وقد توسط تيلرسون لحل أزمة قطر خلال رحلة سابقة للخليج فى أولى محاولاته من خلال توقيع اتفاقية واشنطنوقطر لمكافحة دعم وتمويل الإرهاب ،تعقبتها جولة لدول الخليج استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية إلى السعودية وقطر والكويت ،وغادر وزير الخارجية الأمريكي المنطقة العربية ، رافضًا الإجابة عن أي أسئلة بعد اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول الخلاف مع الدول المقاطعة. وبالرغم من فشل جولته الأولى إلا أنه أكد على استمرار محاولات الولاياتالمتحدةالأمريكية لحل الأزمة القطرية بعد إعلانه أن واشنطن تشعر بالقلق تجاه استمرار أزمة قطر، معلنًا أنه طلب من مسئولين اثنين، أحدهما الجنرال المتقاعد والمبعوث السابق إلى الشرق الأوسط أنطونى زيني، العمل على إنهاء الأزمة الدبلوماسية فى الخليج. وأكد عدد من السياسيين أن محاولات أمريكا المتتالية لحل الأزمة القطرية لاتقدم جديدًا وستبوء بالفشل، كما إنها تؤدي إلى تعقيد الأزمة وتصعيدها ،ومراوغة جديدة من قبل قطر لضياع الوقت ،وعدم حلها إلا في الوقت الذي تريده قطر. في هذا السياق أكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، أن تجديد محاولات أمريكا لحل الأزمة القطرية يعتبر مماطلة قطرية جديدة لكسب المزيد من الوقت . وأضاف "اللاوندي"، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" ، أن محاولات أمريكا المتتالية لحل الأزمة القطرية ستبوء بالفشل ، مؤكدًا أن هذه المحاولات تؤدي إلى تعقيد الأزمة وتصعيدها لوصولها إلى حدة نشوب المواجهات العسكرية بين قطر والدول الأربعة، مشيرًا إلى أن أمريكا تريد صراعًا مستمرًا في المنطقة العربية . ولفت النظر خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، أن المجتمع الأوربي يقف صفًا واحدًا مع قطر مدللًا على ذلك بفشل الكثير من وزراء خارجية الكثير من الدول الأوربية في حل الأزمة القطرية، مؤكدًا أن قطر هى المستفيد الوحيد من إطالة الوقت فى حل الأزمة . فيما يرى الدكتورعمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن محاولات أمريكا المتتالية لحل الأزمة القطرية مراوغة جديدة لتضييع الوقت في حل الأزمة ولم تقدم جديدًا . وأضاف "هاشم"، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هذه المحاولات تؤكد حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية على مصالحها فى المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن أمريكا لاتريد حل الأزمة ولكن تريد اللعب على أكثر من جانب بما يحقق مصالحها، موضحًا أن قطر ستقوم بتوريث العنف والكراهية بين الدول العربية وستصبح دولة مكروهة بسبب تصرفاتها على الساحة. ولفت نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجيةالنظر ، إلى أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة هو تنفيذ قطر لمطالب الدول الأربعة، مؤكدًا أن الأمور سيتم تصعيدها مع الوقت وأنه يستحيل لجوء أى من الطرفين للمواجهات العسكرية. ويرى الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ، على تجديد أمريكا محاولاتها لحل الأزمة القطرية من جديد قائلًا ":أن أمريكا تلعب على جميع الأوتار وتريد حل الأزمة عن طريق الحوار وبالتالي تحرص على تواجدها باستمرار في وسط المنطقة العربية . وأضاف "عودة" ، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" ، أن الأزمة القطرية ستظل مستمرة لمزيد من الوقت ، مؤكدًا أنها تخضع إلى الأزمات الاستراتيجية التي تتميز بالتعقيد في حلها ،وعند الحل تحتاج لنقلها إلى مستوى آخر وذلك لإرضاء الطرفين . ودعا أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ، الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب بعقد اجتماع طارئ لتحديد مرجعيات واضحة للتفاوض والجلوس على مائدة الحوار، وذلك للتوصل إلى حل جيد للأزمة القطرية وعدم تعقيدها أكثر من ذلك . وأوضح الدكتور جمال سلامة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن محاولات أمريكا فى حل الأزمة القطرية لاتضر ولاتنفع إذا لم تتنازل قطر عن عنادها ومكابرتاها تجاه الدول الأربعة، مؤكدًا أن قطر تحتمي بتركيا وإيران وتريد حل الأزمة بطريقتها الخاصة . وأضاف سلامة فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد أن حل الأزمة القطرية يتمثل في وضع حلول جذرية إذا رضيت قطر بالشروط التي وضعتها الدول العربية لافتًا النظر أن الأزمة ستنتهي بطرد أي من الإرهابيين المتواجدين داخل قطر لإرضاء الدول العربية مستبعدًا تنفيذ قطر للشروط كاملة ووصول الأزمة للمواجهات العسكرية .