قال الدكتور أحمد عمارة استشارى الصحة النفسية والعلاج بالطاقة الحيوية إن هناك اختلافا جذريا وتفاوتا شديدا بين أفراد المجتمع في التفاعل مع ما يحدث في مصر من أحداث وتداعيات في الوقت الراهن. وأضاف عبر مدونته الشخصية على شبكة الإنترنت أنه يمكن تقسيم أفراد المجتمع من حيث متابعتهم واستقبالهم للأحداث الجارية إلى ثلاث حالات ما بين متلقٍ سلبي وآخر محايد وآخر إيجابي. وأوضح أن الإنسان السلبي هو الذي يتابع ما يحدث بحرقة وحزن وخوف وقلق ورعب ويترك كل أعماله ويعتكف أمام شاشات الأخبار ليزداد حزنا على حزن، حيث إنه يركز على الأحداث من وجهة نظر سلبية، ومن ثم يشحن نفسه بشحنة سلبية خطيرة مؤثرة على صحته النفسية والجسدية، مضيفا أن أمثال هؤلاء تجده على الفيس بوك ينتقد ويسب ويلعن كل من هو هادئ مسيطر متحكم في مشاعره. وتابع حديثه عن المتلقي المحايد قائلا إنه قد لا يعلم أساسًا ما الذي يحدث، أو يتجاهله ويبتعد عن متابعة الأخبار كي لا يتضايق أو يؤثر على طاقته، يحاول التركيز على ما يفعله وما يعود عليه وعلى عائلته وأهله بالخير، هذا في الحقيقة أكثر فائدة من الشخص السلبي بالأعلى فهو لم يؤثر سلبا ولكن تأثيره الإيجابي محدود لكنه مفيد . ويختتم د. عمارة حديثه عن المتلقي الإيجابي الذي يتابع ما يحدث بضيق وألم لكنه في العمق مطمئن أن لكل غالي ثمن، ويدعو من قلبه لكل من جرحوا ومن ماتوا، يدعو باطمئنان وثقة في الله وهو يعلم أن هذا يفيدهم أكثر من البكاء عليهم، ينظر إلى المستقبل نظرة متفائلة واثقة في الله تعالى رغم كل ما يحدث من فظاعات، ويركز على نفسه وعلى كل ما هو مطلوب منه كفرد في أسرته وكفرد في بلده، لا يسمح للأحداث أن تؤثر على طاقته وإنما يسعى بقوة للتأثير عليها بالدعاء والإتقان لما هو مطلوب منه، لا يجلس فترة طويلة أمام الأخبار وإنما يعرف عناوينها كل فترة ليكون متابعا، يعلم أن الماكرين لن يهدأوا، لذا هو يستشعر قوله تعالى: ""الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، مؤكدا أن هذا أفضل الناس على الإطلاق فهو أفاد نفسه، وأفاد الأحداث ببث طاقة تفاؤل وإيجابية ستساهم في سرعة تلاشي هذه التفصيلات المؤلمة وستسرع جدا من النتائج الإيجابية .