جاءت صفقة انتقال هشام محمد، لاعب وسط فريق المقاصة، إلى النادى الأهلى بعد عناء، وأزمات بالجملة، وتشكيك فى قيمة الصفقة، وانتقادات لمسئولى المقاصة بالمغالاة على الأهلى، وغيرها من الأمور التى جعلت هذه الصفقة تتصدر المشهد فى سوق الانتقالات الصيفية بالدورى. يعد هشام محمد، أحد أبرز اللاعبين فى الموسم المنقضى، وقدم مستويات أكثر من رائعة، بعدما قاد فريقه مصر المقاصة لوصافة الدورى، وكلل مشواره بالعودة للأهلى، بعد غياب، خصوصًا أنه بدأ مشواره الكروى بين أروقة الفريق الأحمر، ورحل إلى سموحة والشرطة بعد إصابة لعينة حوّلت مساره قبل أن يستعيد بريقه مع المقاصة ويعود من خلاله للأهلى. حرصت «الوفد» على إجراء هذا الحوار مع هشام محمد، أحدث صفقات الأهلى، حول طموحاته وأهدافه مع الفريق الأحمر، وكواليس المفاوضات، وأمور كثيرة تجدونها خلال سطور الحوار: بداية، مبروك العودة لأحضان بيتك النادى الأهلى، كيف ترى هذه الخطوة؟ خطوة رائعة، عودتى للأهلى أمر أكثر من مميز فى مشوارى الكروى، وبداية جديدة لى فى هذا المجال، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن زملائى، والجهاز الفنى، وجماهير الفريق الأحمر العريق. دعنا ننظر للأمام أولًا، لماذا اخترت الأهلى رغم صعوبة المنافسة فى مركزك؟ اخترت الأهلى لأكثر من سبب أبرزها أن الأهلى هو بيتى وتربيت بين جدرانه، وكنت واثقًا أننى سأعود يومًا للنادى بعد رحيلى عام 2011 وحين تلقيت عروضًا عدة للرحيل عن المقاصة من بينها عرضا الأهلى والزمالك، فكرت كثيرًا وأبعدت العواطف عن تفكيرى، وفضلت الأحمر، على رغم صعوبة المنافسة لأنه النادى الأكثر استقرارًا ويساعد أى لاعب على تطوير مستواه وسيكون بوابتى لدخول منتخب مصر. ولكن مركزك يضم لاعبين أصحاب خبرات مثل حسام غالى وحسام عاشور وعمرو السولية.. هل ستكون المنافسة لصالحك؟ مبدئيًا، أنا واثق تمامًا فى قدراتى بجانب أن المدير الفنى حسام البدرى هو من طلب ضمى، وأنتظر حصولى على الفرصة لإثبات جدارتى باللعب للأهلى، وكل الأسماء التى ذكرتها نجوم كبار وأكن لهم كل احترام، وفى النهاية التنافس معهم لصالح الفريق الأحمر. دعنا نكون صرحاء، ميدو جابر كان نجمًا فى المقاصة، وحل بديلًا فى الأهلى، والأمر نفسه حدث مع أحمد الشيخ فى التجربة الأولى، كيف تتجنب هذا السيناريو؟ ميدو والشيخ لاعبان موهوبان ولديهما أفكار فنية وموهبة مميزة، ولكن النقطة التى لا تجذب انتباه أى متابع، أن الشيخ انضم للأهلى فى عهد المدرب فتحى مبروك، وبدأ الموسم مع مدرب آخر هو البرتغالى بيسيرو، ثم عمل مع مدربين آخرين، وهما عبدالعزيز عبدالشافى والهولندى يول، والأمر نفسه مع ميدو الذى ضمه يول، ولكنه عمل مع مدرب آخر وهو حسام البدرى.. ولكننى انضممت للأهلى برؤية حسام البدرى، الذى يعمل حاليًا مع الفريق، وبالتالى فأنا ضمن قناعاته الفنية ويبقى الدور الأكبر عليّ كلاعب أن أثبت جدارتى باللعب للأهلى وعامل التوفيق. ألم تكن المنافسة فى الزمالك أسهل بالنسبة لك؟ ضاحكًا.. أقول لك إن الزمالك قدم عرضًا ماليًا أكبر للمقاصة، يصل إلى ضعف عرض الأهلى، بجانب أنه عرض راتبًا ضخمًا لى يصل إلى 5 ملايين جنيه فى الموسم، ولكننى كما قلت فكرت فى الأمر بمنظور آخر وهو الانتماء والاستقرار، وهو ما رجح كفة الأهلى. ماذا ستفعل إذا لم يتم قيدك بالقائمة الأفريقية؟ أنتظر القيد للمشاركة مع زملائى بدورى أبطال أفريقيا، وإذا لم يحدث أستعد جيدًا لبداية الموسم فى مسابقة الدورى. طلبت القميص رقم 4، ماذا سيحدث إذا رفض أحمد حمودى منحك إياه؟ لا أعتقد أن حمودى سيرفض، خصوصًا أنه أحد أبناء جيلى ويعلم جيدًا أننى أرتدى القميص 4 منذ كنت فى قطاع الناشئين، فهو أول قميص حصلت عليه فى الأهلى، وعمومًا إذا حدث ذلك فلن أمانع ارتداء قميص آخر بكل تأكيد. ماذا قال لك حسام البدرى، المدير الفنى، بعد انضمامك للفريق؟ تحدث معى هاتفيًا وأشاد بقدراتى وطالبنى بإثبات جدارتى باللعب للأهلى، وكان سعيدًا بإتمام الصفقة. ماذا ستفعل إذا جلست بديلًا لفترة طويلة مع الفريق؟ استبعد هذا السيناريو، وإذا حدث فإذا شعرت بأننى موظف وليس لى دور لن أستمر مع الفريق. البعض يراك خليفة حسام غالى، كيف ترى هذا التشبيه؟ شرف كبير لى، ربما البعض يرانى أشبه طريقة لعبه، وتقارب ملامحنا، وهو أمر ليس غريبًا عليّ، فمنذ كنت فى قطاع الناشئين والبعض يرى ذلك، وإن كنت أرى أن حسام غالى خارج المقارنة، أو التشبيه، فهو لاعب من العيار الثقيل، وخاض تجارب باهرة فى أوروبا، ويكفى أنه لعب فى الدورى الإنجليزى مع توتنهام وغيره من الأندية العالمية، بجانب إنجازاته مع الأهلى، وأتمنى الوصول لربع عطائه أو إنجازاته. دعنا نعود للخلف قليلًا، لماذا كل هذه المغالاة من المقاصة فى صفقة رحيلك؟ المقاصة له سياسة واضحة فى عملية بيع اللاعبين فهو لم يمانع رحيلى على الإطلاق ولكنه كان يسعى فقط لتحقيق أكبر استفادة مالية من وراء بيعى ليس أكثر. كيف كان شعورك والمفاوضات تتأزم ومغالاة السعر قائمة؟ كنت منعزلًا تمامًا عن مثل هذه الأمور، وكل ما حدث أن رئيس النادى، اللواء محمد عبدالسلام، عقد معى جلسة وطلب منى الاختيار بين العروض ومنحنى الحرية فى اختيار الفريق المناسب، وهو ما جعلنى اختار الأهلى من دون ضغوط. هل فعلًا قام مسئولو المقاصة بالضغط عليك لرحيلك للزمالك؟ لم يحدث على الإطلاق، على رغم أن عرض الزمالك كان أكبر، ولكن إدارة المقاصة لم تتعنت فى مسألة بيعى. ولكن المدير الفنى إيهاب جلال حاول منع رحيلك وطلب مبلغًا ضخمًا لبيعك..؟ إيهاب جلال صاحب فضل كبير عليّ، وهو يرى قيمتى المالية كبيرة، وحاول بيعى برقم ضخم،ليستطيع ضم لاعبين مكانى، ولكن البعض أساء فهمه فهو لم يرد إفساد الصفقة، وحاول فقط تحقيق استفادة للفريق تساعده مع المقاصة. هل تحدث معك بعد رحيلك للأهلي؟ بالتأكيد، وهنأنى وتمنى لى التوفيق فى المرحلة المقبلة مع الأهلى. كيف كان دور إيهاب جلال معك؟ باختصار، إيهاب جلال أنقذنى من الاعتزال، فقد تعرضت لإصابة قوية بكسر فى شظية القدم، ولعبت فى سموحة والشرطة، ولكننى كنت بعيدًا عن مستواى وتمسك جلال بضمى، وبالفعل نجح فى إعادة ثقتى فى نفسى، وتطوير مستواى وقدمنى بصورة مختلفة. كيف أثرت عليك هذه الإصابة نفسيًا؟ الإصابة حرمتنى من اللعب فى أولمبياد لندن 2012، خصوصًا أنها جاءت قبل شهرين من الأولمبياد فى لقاء مصر والسعودية بالبطولة العربية، كما أنها حرمتنى من الرحيل للدورى البلجيكى بعد أن تلقيت عرضًا من أحد الأندية الكبرى هناك، وتم رفضه ولكننى راضٍ بقضاء الله وعودتي للأهلى كانت تعويضًا من ربنا. كيف تم تصعيدك للفريق الأول بالأهلى، وهل لك ذكريات مع نجوم جيل محمد أبو تريكة؟ البرتغالى مانويل جوزيه، المدير الفنى الأسبق، صعدنى وعمرى 18 عامًا، وتوقع تألقى، وكان يمنحنى الثقة، ويؤكد لى أننى سأكون لاعبًا أساسيًا فى الفريق، وذكرياتى مع جيل أبو تريكة لا تنسى، خصوصًا أن أول مباراة انضممت لها طلب أبو تريكة المبيت معى فى الغرفة نفسها للشد من أذرى، ولكنه فوجئ بأن كل أصدقائى وزملائى يطلبون التحدث معه عبر هاتفى. أخيرًا، كيف ترى عدم انضمامك للمنتخب؟ علامة استفهام لا أجد لها مبررًا، واسألوا أسامة نبيه، المدرب العام، الذى من المفترض أن يرشح نجوم الدورى المحلى للأرجنتينى كوبر المدير الفنى، وهو ما لم يحدث من دون مبرر.