يمر الكثير من الشباب بل والكبار بحالة من الإحباط والضيق تجعلهم مرهقين نفسيًا، غير قادرين على الاندماج مع المجتمع، ويرى محمد هاني استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية والأسرية، أن ما يمر به البعض هذه الأيام درجة من درجات الاكتئاب، موضحًا أن المشكلات أسلوب حياة على الجميع أن يتأقلموا معه لأنها جزء من الحياة، مشددا على ضرورة أن تُستغل بحكمة وتنظر لها بعين الاعتبار لتستمد منها الخبرة والقوة لتحل بها المشكلات المقبلة. وذكر هاني قول الله تعالى"لَقَدۡ خَلَقۡنَا الۡإِنسَانَ فِى كَبَدٍ"، مؤكدًا في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن الإنسان هو القادر على إخراج نفسه من حالته السيئة لأنه هو العالم بظروفه، مشيرًا إلى أن الفرد عليه أن يمتلك نية السعادة أولًا حتى يحققها، مضيفًا أنه من الخطأ ربط السعادة بالإمكانيات المادية، فيمكن بأقل الأشياء أن تكون سعيدا. فيما نصح استشاري الصحة النفسية كل من ينتابه شعور بالإحباط أن يبحث عما يحبه ويقوم به، بجانب الوجود مع الأشخاص المحببين له، وكل من يمده بطاقة إيجابية، بجانب معرفة مصادر السعادة له حتى لو بسيطة ويقوم باستغلالها سواء كانت هواية أو رياضة أو غيرها من الأشياء، مشيرًا لأهمية الاستمتاع بكل لحظة سعادة وكل تفاصيلها حتى يتمكن الإنسان من الاستمرار. وطالب من الجميع أن يمتلكوا روح التفائل والعزيمة والإرادة والرضا وعدم الاستسلام لأي مشكلة تسبب لهم اليأس والإحباط، موضحا أن كل شخص يمتلك مفتاح السعادة لديه، مشددا على أن أي شيء يأتي بعد صعوبة وتعب يكون طعمه أحلى، ويجب على الإنسان أن يكون على قدر كبير من الإيمان بالله بأنه سوف يغير حياته، لأن الإنسان مجرد أداة للتفكير والله وحده على كل شيء قدير. وتابع هاني قائلا: "من أصعب أنواع الوجع، الوجع النفسي لذا فحاول تبتسم وارضى باللي عندك ربنا يكرمك أكتر، لأن الاستسلام بيدمر ويحطم لازم نمتلك التفاؤل والطموح محدش ضامن عمره وظروفه حاول تقابل مشكلتك بالتفكير والصبر مش بالعصبية، ولازم نؤمن أننا أداة للتفكير والحل من عند الله وربنا بيبتلى الانسان ببعض الاختبارات اللي تخليه يشوف لو كان ماشي في طريق غلط يقدر يعدل مساره ويرجع تاني". واستكمل:" استغل الفرصة بص لمشكلتك وقارنها بمشاكل الناس هتحمد ربنا هتحس بصغر مشكلتك الناس بتبص على الحاجات اللي عند غيرها، لكن لو بص عنده هيلاقي أنه يمتلك نعم كتير مش عند غيره، متقولش أنا ناقصلي او معنديش ومش قادر، فلازم تعرف ازاي تستمتع، لو مقدرتش تسعد نفسك انت بتظلمها، خلي الزعل لشيء يستاهل مثل وفاة أحد الاعزاء أو صدمة كبرى، اتعلم تقول الحمد لله دايما وأؤمن أن كل شيء قابل للتغير فالسعادة قرار واختيار".