من أراد ان يقترب من الموت فليذهب الي محيط وزارة الداخلية، ومن أراد أن يختصر الطريق الي الدار الآخرة فليذهب الي ميدان التحرير او الي ماسبيرو ومن اراد ان يشم رائحة الموت فليذهب الي استاد بور سعيد ومن اراد ان يكتئب فليجلس في بيته وينتظر الأخبار السيئة من شاشات التليفزيون ومن اراد الدنيا والآخرة معا فليذهب بعيدا عن الفضائيات ويسرع للخروج من بيته الي عمله قبل ان تنكد عليه زوجته. صحيح ان الموت والحياة علمهما عند الله تعالي ولكن علينا ان نأخذ بالأسباب، خيرة شبابنا استشهدوا فداء للوطن ضحوا بارواحهم الطاهرة لكي نعيش جميعا بلا فساد وبلا فقر وبلا محسوبية مات الابرار من اجل ان يجلبوا لنا الديمقراطية. يا سعد هؤلاء الشهداء حين تركونا نتعذب علي فراقهم ونتوجع من تردي اوضاعنا وسوء المشهد في حين هم ينعمون في جنات الخلد التى وعد بها الرحمن الرحيم. يا أم كل شهيد ويا أب كل شهيد أبناؤكم في ذمة من لا تضيع عنده الودائع اختارهم المولي عز وجل الي جواره وتركونا في مصائب لا حصر لها. وهنا أطالب المجلس العسكري بأن يعلن لنا فورا الطرف الخفي او الطرف الثالث المتهم الدائم في كل كوارثنا منذ خلع النظام السابق. لا وقت للتفكير وليس من المعقول ان يظل المجلس العسكري في اتهام طرف خفي متسبب في كل كواثنا والسؤال: من هو.. هل جاء من السماء؟ ثم عاد اليها ثانية قبل ان تتحرك أجهزة الجيش والشرطة في القبض عليهما. تكلم أيها العسكري وقل لنا ماذا يحدث؟ وإلا فارحل ودع المهمة لآخرين مثل مجلس الشعب الجديد وأعتقد انه قادر علي تحمل المسئولية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد، وليس من المعقول ان نظل ندور في حلقة مفرغة ولا أمل لنا في حياة آمنة وهادئة بعد اعظم ثورة لنا شهد لها العالم اجمع وانبهر بها العدو قبل الصديق علينا جميعا ان نحافظ علي ثورتنا. وعلي كل مصري ان يساهم في الحفاظ علي الثورة بأي شكل وأي طريقة. المساهمة لا تعني الذهاب للتظاهر والتخريب مقابل تنفيذ المطالب ولا تعني اشعال نار الفتنة أو التحريض عليها او استغلال الفضائيات في تسخين الشباب وحثهم علي تعطيل الانتاج وتخريب المنشآت والمصالح العامة والخاصة. أيها السادة مر ما يقرب من عام وربع العام علي ثورتنا المباركة وما زلنا بلا امن ولا اقتصاد ولا تعليم ولا توظيف ولا اي شيء. انني من المطالبين بضرورة انجاز الدستور أولا وقبل انتخابات رئاسة الجمهورية وان علي المجلسين العسكري ومجلس الشعب الاسراع بانجاز الدستور وذلك قبل ان يأتي رئيس جمهورية ويصنع دستورا علي مزاجه ويمنح نفسه صلاحيات تجعله اكثر ديكتاتورية ممن قبله وحينئذ فلا ثورة ولا يحزنون ونعود الي ايام القهر والاستبداد والفساد وتضيع دماء الشهداء والمصابين كما تضيع معاناة الناس من الفوضي ويضيع عبء ما تحمله الناس من انهيار الاقتصاد. وحتى لا تحدث الانتكاسة نأمل بسرعة انجاز الدستور اولا وقبل كل شيء اخيرا اناشد الفضائيات بأن تتقي الله في البلد وتكف عن اشعال الفتنة وتكف ايضا عن استضافة الكارهين للثورة والكذابين الذين يعلنون كلاما مدسوسا بين مفردات الكلام عن الثورة، هؤلاء هم بقايا الفلول وهم ضد الثورة ولا يهدأ لهم بال حتي تنهار البلد, لو كنت مكان الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء لقبلت استقالة اللواء محمد ابراهيم يوسف وزير الداخلية من أجل مصلحة مصر وتهدئة للوضع المتأجج. ويوجد رجال شرطة كبار يحبون مصر وهم جاهزون لتحمل المسئولية فورا. لقد ادي الوزير الحالي مهمته علي قدر امكانياته حتي وقعت المذبحة التي أدمت قلوبنا جميعا.