مازال الموقف يتصاعد في قضية المسجد الأقصى الذى تم إغلاقه دون مقدمات مفهومة أو مبررة من الجانب الإسرائيلى فى القدسالمحتلة منذ عشرة أيام, ومنع الصلاة به حتى وصل الحال إلى إعلان الاوقاف الفلسطينية فقدان السيطرة على المسجد الأقصى وعدم ممارسة أى شعائر دينية به بشكل نهائى منذ الجمعة قبل الماضية. وهنا يطرح السؤال ما الذى دفع إسرائيل إلى افتعال أزمة فلسطينية جديدة بعد أعوام من الصمت؟ وهل هناك ثمة علاقة بين ما حدث وبين الحصار العربى لقطر حليفة إسرائيل؟ وهل أرادت إسرائيل إحراج الدول العربية بافتعال أزمة المسجد الأقصى؟ يرى خبراء سياسين ان السيناريو الأرجح هو رغبة إسرائيل فى احراج العرب من خلال القضية الفلسطينية من خلال إظهار موقف بعض الدول العربية كدول متحدة ضد دولة عربية فى حين لم تتخذ نفس الاجراء مع إسرائيل حينما أغلقوا أبواب المسجد الأقصى واكتفوا بالإدانات, وأشاروا إلى رغبة إسرائيل و«حماس» فى استغلال الموقف شديد الصعوبة الذى تعيشه الدول العربية لتحقيق أهدافها سواء بتحقيق الحلم الإسرائيلى بهدم المسجد الاقصى فى غفلة من العرب أو رغبة «حماس» فى تشتيت القوى حول قطر ولفت انتباه العرب عنها لصالح القضية الفلطسينية. وفى نفس السياق يرى اللواء محمد الشهاوى، الخبير العسكرى والاستراتيجي، ان إسرائيل و«حماس» يريدون تقليل الضغط عن قطر وافتعلوا أزمة المسجد الاقصي من خلال تصعيد الأحداث فى مواجهة إغلاق المسجد الاقصى, وأشار إلى انه لم سهلاً على «حماس» تقبل كشف أوراق قطر ودعمها للإرهاب وقطع العلاقات مع قطر من دول الخليج كانت ضربة موجعة ل«حماس» قبل أن تؤثر على قطر نفسها. وأضاف «الشهاوى» انه لا شك فى وجود علاقات بين قطر وإسرائيل وهى حليفها فى المنطقة العربية وأرادت إسرائيل تخفيف الضغط عن قطر ولفت الانتباه عنها من خلال أزمة المسجد الاقصى اللذين منعوا الصلاة به , قائلاً «سيناريو الاتفاق على هذه الازمة بين إسرائيل وحماس وقطر مطروح بشدة لتحقيق أهدافهم». وأوضح المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، القيادى بالحزب الاشتراكى المصرى ، ان إسرائيل يحركها فى الاساس مفهوم ابتلاع الارض الفلسطينية عن طريق فرض الامر الواقع, وفيما يخص المسجد الاقصي هناك اصرار على هدمه بحثاً عن هيكل «سليمان» وبناء صرحاً بديلاً عنه وهناك تصميمات جاهزة لهذه البناية وعلى الرغم من زعم اسرائيل انها دولة علمانية لكنها فى الحقيقة تتجه الى الاصولية اليهودية. وأشار «شعبان» إلى أنه لا شك أن تردى الوضع العربى ساعد اسرائيل فى البدء فى تنفيذ مخططاتها واستعجال الفرصة التى حلموا بها سنوات, فضلاً عن أن قطر وثيقة الصلة بإسرائيل من خلال علاقات دبلوماسية وسياسية، حيث أن قطر واسرائيل أيضاً شريكان كقاعدتين أساسيتين للولايات المتحدةالأمريكية والغرب عامة فى المنطقة العربية وبالتالى فالدفاع عن قطر وتشتيت الانتباه وتفتيت الحصار حولها مستهدف وواضح للجميع وأمريكا قد تكون شريكاً محورياً به، مضيفاً وارد بشدة التصور إن إغلاق المسجد الأقصى ذو علاقة قوية بالحصار العربى لقطر خدمة لقطر من ناحية وتشتيت العرب من ناحية أخرى وتحقيق الحلم الاسرائيلى أيضاً. وتابع «إسرائيل تريد إيصال رسالة للعالم مفادها الايحاء إن الدول العربية المجتمعة ضد قطر فاشلة أن تقف أمام اسرائيل دفاعاً عن المسجد الأقصى». وفى سياق مختلف وصف الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، الوضع ب«المعقد», مضيفاً ان أنسب وقت لاسرائيل فى تنفيذ مخططاتها هو ذلك التوقيت شديد الحساسية فى العالم العربى وفى ظل انشغاله بقضاياه الداخلية ولهذا استغلت اسرائيل هذه الظروف العصيبة, قائلاً «ولا أتصور أن هناك علاقة بين اسرائيل وقطر فى هذه الازمة الفلسطينية».