" عمري ما تخيلت إن كريم ابني يموت مقتول.. ضباط قسم إمبابة محمد العادلي ومحمد مختار هما اللي قتلوه غدر من غير ما يعمل حاجة، كان ماشي في حاله.. قتلوه برصاصة في دماغه، يارب أشوفهم مقتولين على حبل المشنقة زى ما قتلوا ابني وقتلوا شباب جدعان كتير ورموهم زى الدبيحة في الشارع ".. قالتها والدة الشهيد كريم نصار وقلبها يعتصر بالأسى والحزن وعينيها تذرف دموعا لم ولن تجف بعد اليوم. لحظة الفراق سألت الأم المكلومة أن تحكي لنا ما حدث، وكيف قُتل كريم فقالت : يوم السبت 29 يناير الساعة 2 ظهرا خرج كريم من البيت قائلا: يا أمى هانزل أشتغل على التوك توك شوية لغاية ساعات حظر التجول ما تبتدي، هو الذي يعولنا أنا وأباه المريض، قلت له بلاش يا كريم خليك قاعد معانا دوول بيقولوا ضباط قسم إمبابة بيمسكوا كل اللي بيعدى من هناك وساعات بيضربوا نار، فرد كريم: "ماتخافيش يا أمى أنا هاشتغل في الشوارع الجانبية بعيدا عن الشارع الرئيسي اللي عند القسم، وكمان أنا لازم أنزل علشان أجيب دواء القلب لبابا". وبعد ساعة تقريبا اتصل واحد من موبايل كريم وقال التليفون ده وجدته مع واحد مقتول في الشارع وأخذناه للمستشفى المركزي. لم تتمالك الحاجة أم كريم نفسها وأجهشت في بكاء حاد منعها من الاسترسال في الحديث ليكمل الحاج محمد نصار والد كريم الحديث قائلا: أنا خايف على أم كريم من الصدمة وهي ست كبيرة عدت الستين. ويضيف: بعد أن جاءنا التليفون ذهبنا مسرعين للمستشفى وهناك شفت جثة ابنى ورأسه "مفرتكة" من أثر الطلق الناري الذي تعرض له من ضباط القسم، وكان المنظر صعب قوى على، فلم أكن أتخيل إن كريم هايموت بالشكل ده، فهو لم يذهب ناحية القسم، وشهود العيان قالوا إن محمد العادلي ومحمد مختار ضربوا نار بشكل عشوائى على المارة في الشوارع وسقط أكثر من 12 شهيدا بخلاف المصابين، والطلق الناري الذى أودى بحياة ابني كان من الخلف، وهذ يدل على أن كريم لم يكن في مواجهة معهم، والشهود قالوا إن كريم عندما وجد كمًا هائلا من الرصاص نزل من التوك توك بعد أن أوقفه أمام أحد المحال وجرى مثل بقية الناس الذين فروا من الرصاص، وجاءته الطلقة غدرا في رأسه من الخلف، ثم قام مساعدو الضباط بجر الجثة على الأرض في منظر أبكى جميع من شاهده، وكذلك فعلوا مع جثث الآخرين من المارة وكأن الإنسان أصبح في نظر هؤلاء الضباط مثل الحيوان.. ربنا ينتقم منهم شر انتقام . عم محمد البالغ من العمر 67 سنة أكد أنه لن يتنازل عن حق ابنه مهما حدث، وقال إنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية حبيب العادلي وضباط قسم امبابة المذكورين، مستندا إلى تقرير الوفاة الطبي الذي يشير إلى وفاة كريم، البالغ من العمر 26 سنة، نتيجة تعرضه لطلق ناري برأسه أدى إلى تهشم عظام الجمجة وخروج المخ منها. مين هيصرف علينا تعاود والدة كريم حديثها قائلة : مين هايصرف علينا بعد استشهاد كريم؟ ده هو اللي كان شايف طلباتنا وكان جدع وخدوم، والتوك توك اللي كان شغال عليه اشتراه بالتقسيط بعد فشله أكثر من مرة في إيجاد وظيفة مثل باقي الشباب، ودلوقتى مش عارفين هانعمل إيه بالتوك توك وندفع بقية أقساطه منين؟ وكمان معاش أبوه لا يكفي أسبوعين بسبب أدوية القلب والضغط اللي بيشتريها وأدوية الروماتيزم والمفاصل الخاصة بي أنا الأخرى، وتختم أم كريم مكررة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل الظلمة .