كانت العلاقات المصرية الإفريقية ولا تزال قضية محورية وشائكة انتبه لها الحاكم المصرى منذ أيام أجدادنا الفراعنة، والتاريخ المصرى القديم والحديث يشهد بأن مصر لم تكن قوية إلا وهى منتبهة لدورها العربى والإفريقى وحريصة عليه، ولكن مع التدهور التى شهدته مصر عبر العقود السابقة تقوقعت داخل حدودها، وفرطت فى دورها، ومع ثورة 25 يناير، ومحاولات بناء دولة قوية تجدد الحديث عن إفريقيا. وضمن فعاليات المحور الرئيسي بمعرض الكتاب أقيمت ندوة تحت عنوان "العلاقات المصرية الإفريقية بعد الثورة" حاضر فيها د.حلمي شعراوي المتخصص بالشئون الإفريقية، وتناول خلالها دور مصر ومستقبل العلاقات المصرية الإفريقية التي شهدت تراجعًا ملحوظًا خاصة بعد حادث أديس أبابا وتوجهت الأنظار ناحية القارة الاوروبية والغرب، في أطروحات جديدة بعد الثورة ناقش مستقبل العلاقة.. تحدث د.حلمي وشاركه الجمهور بعد المحاضرة في حوار ساخن. بدأ د.حلمي بالتعليق على أحداث بورسعيد، وعبر عن عظيم حزنه لما حدث وعبر عن ذلك بقوله: وكأنا ينقصنا جرحى، ثم ألمح لعنوان المحاضرة وفضل أن يكون " صورة مصر في إفريقيا وأثرها على العلاقات المتبادلة"، وأضاف أن أي ملم بالجو المحيط بمصر مع نهاية عامها الأول سيدرك أننا كنا نتصور تحسن الأمور حتى نواصل تفاخرنا بالثورة، ولكن ظروف الثورات تمر بتقلبات حتى تبلور نفسها، فلا يوجد شعب بكامله يسهل قمعه، كما لا يمكن في أجواء ثورة فعلية توقع السلب والنهب. وأوضح أننا نتحدث عن صورة مصر لأنها كانت تمر بمشكلة وفي تدهور متتابع، وكان شيئًا مؤسفًا وخاصة في التأثير على صورتها، وأشار إلى أن مصر كان لها مصالح بالبحر الأحمر والصومال والسودان لكن النظام المصري سكت في مؤامرة لصالح القوى الغربية، وأضاف أن السادات كان له دور سلبي وكان ضد حركات التحرير وكانت الناس تتحاور في البحث عن المصالح، أما في نظام مبارك كان الصمت الذي أوقف دور مصر تمامًا وأضرنا فقد كان لنا أسطول شحن حول إفريقيا ووقف تمامًا، ومن هنا نعرف كيف تكونت الصورة السلبية لمصر ولم يكن هذا بالأمر الهين. وعن تأثر العلاقات الإفريقية وصورة مصر بالثورة قال د.حلمي إن ثورة يناير قامت بنقلة عظيمة في الانتقال بصورة مصر نقلة فاعلة برغم عدم تحرك المسئولين لإثبات ذلك وإنما فكرة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية تعني عودة الصورة العالية، وأضاف أن لدى الشعب مطلب بالإجماع لاستعادة كرامتنا وصورتنا يجب أن تتضافر جهودنا للمعاونة فيه فإن نظرنا إلى أي حد نترجم عن إفريقيا وماذا نترجم سنجد الإجابة قليلة إن لم تكن منعدمة، وذكر أنه بحكم علاقته بالمركز القومي للترجمة ينبه بوجوب انتقال مصر إلى ترجمة أدبياتنا للغات إفريقية، فحتى روايات نجيب محفوظ التي ترجمت لعشرات الترجمات لم توجد منهم ترجمة إفريقية.