فى الوقت الذى تقوم فيه اسرائيل بإغلاق المسجد الاقصى فى وجه المصلين فى سابقة لم تحدث منذ خمسين عاما واعتقال مفتى القدس، تقوم جماعة أنصار بيت المقدس بتصويب أسلحتها ورصاصاتها ضد أبنائنا من جنود وقوات الجيش والشرطة فى سيناء بدلا من فتح النار على الصهاينة من جنود اسرائيل مغتصبى المسجد الأقصى، الأمر الذى يفسر حجم المؤامرات التى تحاك ضد البلاد من جماعات مسلحة تكفيرية اتخذت الدين ستارا لتنفيذ أهدافها. لم يكد يمر يوم إلا وتجد حادثا هنا وشهيدا هناك وأبرياء تراق دماؤهم فى كل بقعة من أراضى الوطن وتعلن جماعات تكفيرية مسئوليتها وتجد "أنصار بيت القدس" تقف وراء معظم العمليات التى تتم فى سيناء فى الوقت الذى تنام فيه إسرائيل قريرة العين وتأمن جانب تلك الجماعات المسلحة التى لم تطلق رصاصة واحدة على الصهاينة الذين قتلوا الفلسطينيين الأبرياء وذبحوا الأطفال واستحيوا النساء جهارا نهارا ومنعوا الصلاة فى المسجد الذى تشد إليه الرحال بعد قرارات الكيان الصهيونى بمنع الصلاة واعتقال مفتى القدس وإطلاق النيران بشكل عشوائى على كل من يقترب من تلك الساحة المباركة التى دنستها أقدام الصهاينة منذ احتلال فلسطين عام 1948 وهو التاريخ الذى يظل رقما محفورا فى جبين كل عربى لن يتم محوه إلا بانتصار مؤزر على دولة الاحتلال. ومنذ مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة الإسلامية ليصبح اسمها «ولاية سيناء» والعمليات الإرهابية لا تتوقف ضد الجيش والشرطة منذ إزاحة محمد مرسى عن السلطة فى 2013 وهو التاريخ الذى بدأت فيه الجماعة عملياتها النوعية التى بدأت باستهداف مديرية أمن القاهرة ومديرية أمن الدقهلية الحادث الذى راح ضحيته 15مواطنا وأصيب العشرات إثر تفجير مبنى المديرية ووصلت تلك العمليات الى أكثر من 50 عملية من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد ابراهيم بيد أن أخطر عملية لهذا التنظيم هى تبنيه لاغتيال مقدم الأمن الوطنى محمد مبروك مسئول ملف جماعة الإخوان المسلمين وأحد الشهود فى قضية التخابر التى يحاكم فيها قيادات الإخوان الارهابية وعلى رأسهم المعزول محمد مرسى وبعد تضييق الخناق على تلك الولاية ومحاصرة إرهابها قامت بالانسحاب الى أدراجها لتستقر فى شبه جزيرة سيناء متخذة مدينة العريش مقرا ومستقرا وساحة لمعاودة عملياتها التى أصبحت أكثر تطورا بعد انضمام مجموعة من الجهاديين التكفيريين من متطرفى التنظيمات الغزاوية التى بلغت 15 تنظيما يعمل بعضها ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء بدلا من محاربة إسرائيل التى اتخذت من فلسطين وطنا بديلا لها. وفيما تواصل محاكم جنايات مصر محاكمة أعضاء تنظيم بيت المقدس والبالغ عددهم 500 متهم من خلال قضيتين رئيسيتين تسعى قيادات التنظيم لتكثيف عملياتها ضد الجيش والشرطة فى سيناء من خلال تفجير المدرعات واستهداف الجنود وقتل الأبرياء فى الوقت الذى تسعى فيه إسرائيل إلى توسيع مستوطناتها التى بلغت 900 مستوطنة لا تمتد إليها أيدى أنصار بيت المقدس بسوء، بل أصبح تنظيم بيت المقدس هو التنظيم المدجن الذى لا تخشاه إسرائيل بعد أن حوَّل عملياته الإرهابية تجاه مصر بعد تلقيه التمويلات والتدريبات المتقدمة ويعد شادى المنيعى هو مؤسس فرع التنظيم فى سيناء وهمزة الوصل بين تلك الجماعات التكفيرية ودول أخرى لإمدادهم بالأموال اللازمة لتنفيذ تلك العمليات وترددت أنباء عن تواجد "المنيعى" فى غزة بعد إصابته مؤخرا بعد اشتباكات مع الشرطة غير أن الشائعات حول تصفيته ووفاته لا تزال سرا لم يكشف عنه بعد.