شكّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في فرص نجاح جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إنقاذ عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، خلال محادثات عقدها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وقالت صحفية "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تكشف هويتها، إن نتنياهو أدلى بموقفه هذا خلال اللقاء الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم الأحد. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي أبلغ نتنياهو بأنه يدعم جهود الرئيس الأمريكي، وأن خطط الاستيطان الإسرائيلية التي أعلنتها إسرائيل في الأشهر الستة الماضية، تعقد الأوضاع على الأرض وتجعلها أكثر صعوبة. ويحاول الرئيس الأمريكي ترامب من خلال مبعوثه جيسون غرينبلات، استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ شهر إبريل 2014. وفي الأشهر الماضية أعلنت إسرائيل عن قرارات ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية وسط انتقادات فلسطينية ودولية. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى ان اجتماع نتنياهو ماكرون تناول قضايا سعى نتنياهو لطرحها مثل وقف إطلاق النار في سوريا، ونمو قوة حزب الله في لبنان والبرنامج النووي الإيراني والتعاون الاقتصادي الإسرائيلي الفرنسي. وأضافت أن جزءا من الاجتماع خصص للحديث عن جهود الرئيس الأمريكي لإعادة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة. ولفتت إلى أن نتنياهو أبلغ الرئيس الفرنسي رفضه للمبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، بعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأضافت صحيفة هآرتس، إن الرئيس الفرنسي رد على أقوال نتنياهو بسؤاله: إذا لم تكن المبادرة الفرنسية فماذا تقترح؟ ما الذي تريده من أجل دفع عملية السلام؟". وأجاب نتنياهو بقوله إن الموضوع الفلسطيني معقد، فرد عليه الرئيس الفرنسي بالقول: "المشكلة هي أنك تجعله أكثر تعقيدا من خلال بناء المزيد والمزيد في المستوطنات". وأشارت هآرتس إلى أن المسؤوليْن تحدثا لمدة 5 دقائق عن الاستيطان، حيث أكد الرئيس الفرنسي على أن بلاده ستواصل معارضة البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية باعتبارها غير شرعية. ومع ذلك فقد اعتبر نتنياهو أن التطورات في العالم العربي، "تخلق فرصة في مجال علاقات إسرائيل مع الدول العربية السنية". ونقلت عن نتنياهو إضافته: " التحرك سريعا في الخطة الأمريكية سيكون معقدا، لا أدري إذا ما كان (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس قادرا على تقديم ما هو مطلوب بسبب سياساته الداخلية، ولكننا سنتعاون مع جهود ترامب، اريد أن أرى عملية مع الدول العربية بالتوازي مع عملية مع الفلسطينيين، لا تكون إحداها على حساب الأخرى أو الواحدة قبل الأخرى ولكن بالتوازي". ويقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي عملية سلام على المستوى الإقليمي، تقوم على أساس تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، قبل إنهاء احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون. ويقول الفلسطينيون أن التطبيع العربي مع إسرائيل يجب أن يأتي بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وليس قبله.ش