"هنروح فين هنبات في الشارع" هكذا عبر أحد سكان جزيرة الوراق، بعد قيام قوات الشرطة صباح اليوم، بإزالة بعد المباني المخالفة في الجزيرة، والتي صاحبها اشتباكات عنيفة بين الأمن والأهالي أسفرت عن مصرع شخص إصابة العشرات من جانب الأهالي، كما أصيب 31 شرطي من بينهم 8 ضباط. "الوفد" عايشت 4 ساعات بعد توقف الاشتباكات مع أهالي الجزيرة، بدأت الرحلة على متن عباراة متهالكة تحمل العشرات من الأهالي كان أغلبهم من الأطفال والنساء، وعلى الضفة الأخرى على مشارف الجزيرة توجد عدد غير قليل من الأراضي الزراعية، سألنا عن مكان الاشتباكات والعقارات التي نُفذت فيها الإزالة. اتجهنا إلى منتصف البلدة تقريبًا حيث بيت، أصبح ركامًا، فقال "على" أحد الأهالي، أن ملاك العقارات غير متواجدين ومقيمين في الإسكندرية، مشيرًا إلى أن قوات الشرطة قد اقتحمت الجزيرة في الساعة التاسعة ونشبت اشتباكات عنيفة استمرت لساعة. انتقلنا إلى مسرح الأحداث حيثما قتل السيد الطفشان، على ضفاف نهر النيل، والمقابل لشبرا الخيمة، فقال محمود، أن القتيل كان "على قد حالة"، مشيرًا إلى أنه كان يعمل في المجاري، موضحًا بقوله "بينزح طرنشات". وأضاف محمود، أن الإعلام وصفهم بالإرهابيين لافتا إلى أن ضحية الاشتباكات كان شاب مكافح وبسيط، ويلتقط الحاج أباظة طرف الحديث، فيقول أنهم علموا أن قوات الشرطة سوف تأتي اليوم، منذ أمس، إلا أنهم كانوا يعتقدوا أنها آتية للتفاوض فقط، مشيرًا إلى أن قوات الشرطة حاصرت الجزيرة من كل الجهات، وقامت بعملية إنزال المدرعات واللوادر، وبدون أي تفاوض أطلقت القنابل المسيلة للدموع والخرطوش، وبادلهم بعض الأطفال في الجزيرة بإلقاء الحجارة عليهم. وأضاف أباظة، أن كل الأراضي الموجودة في الجزيرة، مقننة، والأهالي مستأجرين من وزارة الري، منذ بناء السد العالي في 1963، فيما يملك أخرين الأرض بملكية خاصة، متابعا "لو الحكومة عايزة تمشينا توفرلنا بدائل أحنا مش مستوليين على الأرض". وقال آخر، الكل طمعان في الجزيرة دي عشان المية محاوطاها من كل النواحي وبتطل على 3 محافظاتالقاهرة عشان قريبة من الساحل، والجيزة عشان قريبة من الوراق والقليوبية عشان قريبة من شبرا الخيمة، وبيقولوا "الجزيرة متباعة للإمارات". ثم استقرينا على مقهى قريب من ضفاف النيل، فقال سعيد، أن معظم أهالي الجزيرة "صنايعية"، نصفهم يعملون في السباكة والنصف الآخر يعمل في السراميك، مشيرًا إلى أنهم لن يفرطوا في أرضهم. وألمح علاء، أنهم في صباح اليوم، قبل ذهابهم إلى عملهم فوجئوا بهجوم الشرطة، دون صدور أي قرار إزالة أو إنذار، قائلًا "هو في حد بيهد بيت من غير ما ينذر الناس"، مؤكدًا أنهم حملوا ضابطا حينما أصيب. ومن جانبه قال سامح، إن نواب مجلس الشعب، والمجلس المحلي لم يقوموا بشىء لحل الأزمة مع الداخلية، مؤكدًا أن الدولة لم تقدم لهم بديلا. وأوضح محمد، أنه ولد في الجزيرة وأبيه وجده، وهناك بعض السكان يملكون حجج إيجار، منذ وجود الفرنسيين في مصر. وفي رحلة العودة، قال سيد سائق "توك توك"، أن السيد الطفشان المجني عليه في الأحداث قتل بسبب دفاعه عن سيدة اعتدى عليها ضابط، قائلًا "أنا مش هسيب بيتي إلا لما يوفرولي بديل أعيش فين أنا وعيالي".