رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن استمرار الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن وسقوط مزيد من القتلى والجرحى يهدد بفشل الخطوات التي اتخذتها مصر نحو الاستقرار بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك قبل عام، ويظهر فشل الحكومة والمجلس العسكري في حل المشاكل التي تغذي التوترات التي أصبحت تشعل الشارع بكثرة منذ بدء الثورة. وقالت الصحيفة أن الاحتجاجات التي بدأت الخميس في شكل غضب على الشرطة لفشلها في منع وقوع الكارثة التي حدثت في بورسعيد وقتل خلالها نحو 77 شخصا تهدد تحول مصر نحو الاستقرار المنشود الذي يأمله الكثيرين منذ مغادرة مبارك لسدة الحكم في فبراير الماضي. وأضافت إن استمرار الاحتجاجات وأعمال العنف دليل على فشل الحكومة والمجلس العسكري في حل الأسباب التي تغذي التوترات، بما فيها وحشية الشرطة، وغياب المساءلة، ومحاولات إلقاء اللوم على "أطراف ثالثة" غامضة، لفتت الى ان لمتظاهرين رددوا هتافات معادية للمجلس العسكري، حيث تساءل إذا كان المجلس العسكري لا يستطيع السيطرة على لعبة كرة القدم، فكيف يمكن أن يدير البلاد؟ وقال "إذا لم تتمكن من تأمين مباراة، قل لي كيف يمكن تأمين مصر؟". واندلعت أعمال العنف بعد أيام فقط من مناسبتين طال انتظارهما، الذكرى السنوية الأولى للثورة، وتنصيب البرلمان الجديد، وأشارت الصحيفة إلى أن الفوضى بسبب كرة القدم تنقلنا إلى موجة جديدة من الجرائم المتنوعة في مختلف أنحاء البلاد، من السطو على بنك في القاهرة الأسبوع الماضي، إلى اختطاف اثنين من السياح الأمريكيين ومرشدهم لمدة ست ساعات في سيناء. وأوضحت الصحيفة ان معالجة الغضب الناتج من الشرطة والمجلس العسكري هو التحدي الأول لمجلس النواب الجديد، وقادته الإسلاميين، فقد تعالت الهتافات المطالبة بانتهاء الحكم العسكري، وشبهت الصحيفة المعارك الدائرة حاليا بتلك التي وقعت في نوفمبر الماضي عندما سقط أكثر من 40 قتيل، وتلك التي اندلعت مرة أخرى في ديسمبر عندما قتل أكثر من 15.