أكد عدد من الدبلوماسيين أن الموقف الأمريكي جاء صادمًا للدول العربية، موضحين أن توقيع قطر مذكرة تفاهم مع أمريكا بشأن مكافحة الإرهاب، سعي منها لتبرئة ساحتها من دعم الإرهاب، وهو ما لم يختلف كثيرًا عن موقف الدول الأوروبية الأخرى، مثل ألمانيا وبريطانيا، اللى تتحدث عن رفض الارهاب بوجه عام ولكن لا أحد يوجه التهمة لقطر، لافتين إلى أن الدول العربية ستظل مصرة على موقفها ولن تتراجع رغم الحصار التي تحاول الدول الغربية فرضه عليها، مشيرين إلى أن توقيع قطر الوثيقة مع أمريكا لن يؤثر على موقف الدول الأربع المناهضة للإرهاب، بل إنهم سيصرون على تنفيذ المطالب التي طالبت قطر بتنفيذها خاصة الكف عن دعم الجماعات الإرهابية. من جانبه، أوضح سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، أن الموقف الأمريكي من التعامل مع قطر جاء علي غير توقع الدول العربية، حيث انه كان هناك قناعة بأن أمريكا تلعب دورا محايدا وتتوسط لحل الأزمة، ولكن على أرض الواقع ثبت انحيازها التام لقطر. وأشار «اللاوندي» إلى أن توقيع قطر مذكرة تفاهم مع أمريكا بشأن مكافحة الارهاب، سعي من واشنطن لتبرئة قطر من دعم الارهاب، وهو ما لا يختلف كثيرًا عن موقف الدول الأوروبية الأخرى -مثل ألمانيا وبريطانيا- التى تتحدث عن رفض الارهاب بوجه عام ولكن لا أحد يوجه التهمة لقطر. وأفاد «اللاوندي» أن المصالح الاقتصادية والسياسية هي التي تحكم موقف الدول الغربية، موضحًا أن الادارة الأمريكية موقفها غير ثابت، لذلك فإنه يجب على الدول العربية أن تستمر في رفض السياسة القطرية ومطالبتها بالاستجابة للمطالب العربية. وأوضح «اللاوندي» أن الوساطة الغربية هدفها إشعال الفتنة والحرب بين الدول العربية وقطر، وذلك من أجل تحقيق مصالحها وإضعاف الدول العربية. وفي سياق متصل، أكد محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ان قطر تسعى لوساطة الدول الغربية وترفض الوساطة العربية، موضحًا أن الموقف الأمريكي غير منحاز لقطر، ولكنه يسعى للعب دور في المنطقة والتأثير على أطراف الأزمة. وأشار «المنيسي» إلى أن قطر وقعت على الوثيقة مع أمريكا، وذلك استجابة للضغوط الدولية، مشيرًا إلى أنها لن تستجيب للمطالب العربية وذلك لأنها بمثابة اعتراف منها بدعمها للجماعات الارهابية لذلك فهي تسعى لوساطة الدول الغربية. وأكد «المنيسي» أن توقيع قطر الوثيقة مع امريكا لن يؤثر على موقف الدول الأربع المناهضة للإرهاب، بل إنهم سيصرون على تنفيذ المطالب التي طالبت قطر بتنفيذها خاصة الكف عن دعم الجماعات الارهابية، وذلك لأن الدول العربية تأكدت من أن قطر تسعى لإحداث القلاقل والفوضى في بلادها ودعم الجماعات الارهابية للتأثير عليها. ولفت «المنيسي» إلى أن الدول الاربع يجب عليها أن تطور الوسائل الموجودة للرقابة على الدعم المادي والمعنوي والإعلامي الذي تقدمه قطر للجماعات الارهابية، وتفعيل دور جامعة الدول العربية في هذا الشأن.